اتسمت العلاقات بين ميليشيا الحوثي الإنقلابية المرتهنة لإيران وبقية التنظيمات الإرهابية كـ (داعش والقاعدة) بالتعاون في مجالات مختلفة بينها التعاون الأمني والاستخباراتي لممارسة مزيد من الإرهاب والجرائم ضد اليمنيين خاصة في المناطق المحررة، وفي محاولة للتشكيك بالدور الذي تقوم به دول أعضاء في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وهي الولايات المتحدة والسعودية واليمن واتهامها بدعم الإرهاب.
وأكد تقرير صادر عن جهازي الأمن السياسي والقومي حول التعاون والتنسيق بين ميليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية -تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه - أن العلاقة الوطيدة بين الميليشيات الحوثية وكلاً من القاعدة وداعش هي امتداد لنفس العلاقة بين إيران وتلك التنظيمات الإرهابية.. لافتاً إلى أن عمق العلاقة بين الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية وصلت إلى حد التخادم والتنسيق لتبادل الأدوار الإجرامية المهددة لأمن واستقرار اليمن ومحيطه الأقليمي وخطوط الملاحة الدولية.
ووثق التقرير بعض الشواهد الدالة على العلاقة بين الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية منها شهادات عناصر التنظيم الإرهابي الذين تم أسرهم من قبل قوات الجيش الوطني وهم يقاتلون في صفوف الميليشيات الحوثية ومنهم الإرهابي موسى ناصر الملحاني الذي اعترف بوجود مقاتلين من تنظيم القاعدة مع ميليشيات الحوثي.
ويحتضن جهاز الاستخبارات التابع لميليشيا الحوثي عناصر إرهابية من تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين من جنسيات غير يمنية تقاتل ضد قوات الشرعية وتؤمن تواجدهم وتحركاتهم ومشاركتهم في إدارة العمليات القتالية.
وأشار التقرير إلى أن الإرهابي الملحاني كشف أن الميليشيات تعتمد على كثير من عناصر تنظيم القاعدة المقيمين في صنعاء بإدارة مقرات تابعة لها لتحشيد المقاتلين وأن قاضي تنظيم القاعدة الإرهابي علي محمد عبدالله حسين درامة المكنى (القاضي بشر) الذي تم القبض عليه في 13 يناير 2021 بمحافظة مأرب أدلى باعترافاته بكثير من المعلومات عن التنسيق بين تنظيم القاعدة الإرهابي والمليشيات الحوثية .. مضيفاً انه من خلال العمل الاستخباري والتتبع الدائم بالوادي والصحراء تمكنت قوات التحالف العربي بالتنسيق مع الاجهزة الأمنية والشخصيات الوطنية من القبض على الإرهابي سعيد بن طالب الكثيري ( قابوس الكثيري) في 5 مارس الماضي.
ولفت التقرير إلى قيام الميليشيات بعمل تشييع لجثماني الإرهابيين سعيد عبدالله أحمد الخبراني المكنى بـ(أبو هايل) وشقيقه حميد المكنى (أبو نواف) اللذين لقيا مصرعهما وهما يقاتلان في صفوف ميليشيات الحوثي منتصف أغسطس 2020 وبثت قناة المسيرة التابعة للميليشيات مراسيم تشييعهما، وهو ما يؤكد أن العناصر الإرهابية تحظى بمكانة كبيرة لدى الميليشيات.
التقرير تطرق إلى شواهد التعاون العسكري بين ميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية من خلال تنسيق العمليات القتالية فـي مواجهـة قوات الشرعية، والذي ظهر جلياً في الاتفاق بين قيادات من المليشيات الحوثية وقيادات من تنظيم القاعدة في قيفه رداع بمحافظة البيضاء على انسحاب عناصر تنظيم القاعدة من بعض المواقع وتسليمها للمليشيات الحوثية.
وقال التقرير أنه تم الانسحاب فعليا لصالح مليشيات الحوثي خدمة لمساعدتها في السيطرة على منطقة يكلا للتقدم باتجاه مناطق الشرعية في المشيريف بمديرية ولد ربيع، وللتقدم أيضا لفتح جبهة في مديرية رحبة مراد في محافظة مأرب في اطار الضغط العسكري للمليشيات الحوثية باتجاه مأرب لإسقاط مواقع القوات الحكومية والترويج إعلاميا بتحميل الشرعية نتائج سيطرة المليشيات الحوثية على منطقة قيفة والتقدم نحو مأرب بقصد ايجاد خلافات بين القبائل والحكومة الشرعية.
ولفت إلى أن المعلومات الاستخباراتية أكدت أن ما يسمى بجهاز الأمن الوقائي التابع للميليشيات قام بتأمين عملية إجلاء عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذين تقودهم عناصر أجنبية من مواقع تواجدهم في معقلهم الكائن في منطقة المشيريف محافظة البيضاء قبل أن يتمركزا بدلاً عنهم في تلك المنطقة.
واشار التقرير إلى عدم استهداف الميليشيات لمعاقل التنظيم الإرهابي، وقال أن المعلومات أفادت أن مليشيات الحوثي لم تستهدف مواقع تنظيم القاعدة الإرهابي في أي مواجهات خلال عملياتها العسكرية، ولم تطلق أي رصاصة على عناصر تنظيم القاعدة على الاطلاق وكل ما يتم بينهم هو التنسيق المسبق وانسحاب احدهما لصالح الآخر وتبادل المواقع فيما بينهما.
وأورد التقرير عدد من الأدلة التي تؤكد التنسيق المسبق بين ميليشيات الحوثي والعناصر الإرهابية منها ما حدث في مديرية ولد ربيع حيث تم التنسيق بين الجانبين بواسطة المدعو ماجد الذهب وانسحبت بموجبه العناصر الإرهابية من مواقعها قبل وصول الميليشيات الحوثية وكذا ما حدث في منطقة القرشية حيث انسحبت عناصر القاعدة من مواقعها بشكل مفاجئ وتركوها لتسقط في يد المليشيات الحوثية.
ولفت التقرير إلى التنسيق بين عناصر داعش الإرهابية والمليشيات الحوثية في حصار ذي كالب مديرية الشرية محافظة البيضاء لكسر جبهة عقبة زعج والسماح لعناصر مليشيات الحوثي بالالتفاف على المقاومة والتقدم الى المشيريف مروراً بمنطقة نجد الشواهر الذي يتمركز فيه تنظيم داعش والمرور من جوارهم دون ان يطلقوا عليهم رصاصة واحدة .. منوهاً إلى أن مليشيا الحوثي لم تقترب من معقل تنظيم القاعدة الإرهابي حتى اليوم في السلاسل الجبلية على الحدود مع المناطق المحررة خصوصا محافظتي شبوة وأبين .
كما كشف عن اسناد ميليشيا الحوثي لتنظيم القاعدة الإرهابي ودعمه في تشييد المعاقل المحصنة كملاذ أخير له في محافظة البيضاء .. مشيراً إلى أن المعلومات أفادت ان مليشيات الحوثي سعت ضمن استراتيجيتها لإبقاء محافظة البيضاء ملاذا أخيرا لإعادة تشييد تنظيم القاعدة الإرهابي المنهار بعدما تعرض له التنظيم من ضربات حيث سهلت المليشيات الحوثية لتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين التراجع الى آخر معاقلهم في محافظة البيضاء، لما تمثله محافظة البيضاء من أهمية بحكم تميزها بحدود جغرافية مع (8) محافظات هي : (لحج – أبين – شبوة – الضالع – مأرب – ذمار –إب– صنعاء ) وهو ما يجعلها تمثل معقلا مثاليا لتنظيم القاعدة مستفيدا من التسهيلات الحوثية لجعل محافظة البيضاء مركزا لإدارة عملياته الإرهابية داخليا وخارجيا وانقاذه من سقوط كان وشيكا ومده بالدعم لتعزيز بنيته في معقله الجديد في محافظة البيضاء .
وذكر التقرير أن التعاون والتنسيق بين الميليشيات والتنظيمات الإرهابية لم يقتصر على الجانب الأمني والاستخباراتي والعسكري، بل وصل إلى تهريب الأسلحة والمخدرات .. لافتاً إلى معظم المعلومات تشير الى سلوك مشترك يؤكد التنسيق فيه بين المليشيات الحوثية و(القاعدة - داعش ) فيما يتعلق بتهريب المخدرات بأصنافها المختلفة والأسلحة وكل ما يرتبط بالنسبة لجمع المال الى اليمن ، ومن اليمن الى دول الجوار وبشكل خاص المملكة العربية السعودية الشقيقة مما يؤكد وجود تنسيق لوجستي بين الطرفين.
وخلص التقرير إلى التأكيد على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي الرافع لرأية الحرب على الإرهاب بمسؤولياته لدعم الحكومة الشرعية في مواجهة هذه المليشيات الحوثية الإرهابية والتنظيمات الإرهابية الأخرى وذلك بتبنى تصنيف مليشيات الحوثي في قائمة الإرهاب جراء ممارستها للإرهاب واتخاذه وسيلة لتحقيق أهدافها السياسية التي تخدم أجندة النظام الايراني التدميرية.