تواصل ميليشيات الحوثي محاولاتها التقدم على جبهات محافظة مأرب دون نتيجة منذ أشهر.
ففي جديد تلك المعارك، أفادت مصادر عسكرية يمنية، اليوم الاثنين، أن جبهتي المشجح والكسارة غرب مأرب شهدتا خلال الساعات الماضية معارك عنيفة صد خلالها الجيش الوطني والمقاومة بإسناد جوي من طائرات تحالف دعم الشرعية هجوم الميليشيات.
كما أكد مركز سبأ الإعلامي أن المواجهات أسفرت عن مقتل نحو 50 عنصرا من الميليشيات وتدمير وحرق عدد من الآليات العسكرية للحوثيين بقصف مركز من طائرات التحالف.
خطر على مليون نازحيذكر أنه على الرغم من الدعوات الدولية لوقف الهجمات على المحافظة التي تأوي آلاف النازحين، واصلت ميليشيات الحوثي محاولاتها التقدم للسيطرة على المدينة الواقعة على بعد حوالي 120 كيلومتراً شرق العاصمة صنعاء.
وبحسب مجلس الأمن الدولي، فإنّ معركة مأرب "تعرّض مليون نازح داخلياً لخطر كبير وتهدد جهود التوصل إلى حلّ سياسي، في وقت يحاول المجتمع الدولي إنهاء النزاع".
يشار إلى أن ما بين 20 و30 ألف شخص كانوا يسكنون مأرب قبل انقلاب الحوثيين في 2014، لكن عدد سكانها تضاعف إلى مئات الآلاف بعدما لجأ إليها نازحون من كل مناطق اليمن.
ثروة طبيعيةويستميتُ الحوثيون بمحاولات لم تنجح حتى الآن لدخول المدينة التي تعتبر موطناً لحقول النفط والغاز، وفيها شركات دولية كـ Exxon Mobil Corp و Total SA.
فيما يعتمد 29 مليون نسمة من سكان مأرب على غاز الطهي الذي ينتجه مصنع تعبئة الغاز الطبيعي.
كما تحوي تلك المدينة محطة توليد كهرباء توفر 40% من كهرباء اليمن، ما يشكل نقطة مهمة بالنسبة للميليشيات، في دفتر حساباتهم.
إلى ذلك، يعتبر سد مأرب الحديث مصدراً رئيسياً للمياه العذبة، على الرغم من عدم تطويره بالكامل، ما يشكل أيضا دافعاً اقتصادياً ومعيشيا إضافيا ليسيل لعاب الميليشيات.
ورقة ضغطبدورها، تراهن إيران الداعم الرئيسي للحوثيين على هدف السيطرة على المدينة، لأنه يشكل ورقة ضغط لصالحها في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، وفق تحليل نشرته "أسوشييتد برس".
وفي السياق قال أحد الباحثين في مركز صنعاء للدراسات إن "الإيرانيين حريصون على مبادلة بطاقة اليمن الخاصة بهم بشيء أكثر ديمومة"، في إشارة إلى صفقة النووي.
يذكر أنه خلال الشهرين الماضيين، كثفت ميليشيا الحوثي من استهداف المدنيين بمدينة مأرب ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى منهم.