لعبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) دورا محوريا في مكافحة أزمة فيروس كورونا المستجد عبر تقنيات توصلت إليها في زمن قياسي، وهو ما يمكن أن يساعد أيضا في منع حدوث أوبئة في المستقبل.
برنامج "60 دقيقة" ألقى الضوء على الجهود التي بذلتها وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (DARPA) التابعة للوزارة، لإيجاد حلول مبتكرة للتغلب على مرض كوفيد-19 وغيره من الأمراض، وقامت بالفعل بالوصول إلى تقنيات جديدة وتعمل على مشاريع أخرى.
والتقى البرنامج بالرجل الذي يقود جهود اللقاح السريعة، العقيد المتقاعد مات هيبورن، طبيب الأمراض المعدية الذي أمضى سنوات مع الوكالة.
قال هيبورن إن العمل جار حاليا على مشاريع ستساعد في منع حدوث وباء آخر.
أحد هذه المشاريع هو مستشعر يتم وضعه تحت الجلد لقراءة التفاعلات الكيميائية التي قد تحدث بسبب عدوى، ويقوم هذا المستشعر، الذي شبهه بـ"ضوء فحص المحرك" في السيارة، بإصدار إشارة تعني أن الأعراض ستظهر على الشخص المصاب.
ويقول الضابط السابق إنه يمكن استخدام هذا المستشعر لتجنب حدوث عدوى وسط عدد كبير من الناس، كتلك التي حدثت، العام الماضي، في المدمرة الأميركية "روزفيلت" حيث تم رصد مئات الإصابات بكوفيد-19 بين الجنود على متنها.
هذا الأمر، بحسب هيبورن، سيوفر الوقت والمجهود للتشخيص والعلاج لأنه "سيتم وقف العدوى في مسارها".
يقول الطبيب إن مدير الوكالة أبلغه أن "مهمتك هي إزالة الأوبئة من على الطاولة"، وهو أمر "يبدو مستحيلا، لكن هذا يجسد الجمال في عمل الوكالة، أن نتحدى مجتمع البحث للتوصل إلى حلول قد تبدو مثل الخيال العلمي. ونحن على استعداد تام للمجازفة بالاستثمارات عالية المخاطر التي قد لا تنجح، لكن عندما تنجح قد يتحول المشهد بالكامل".
وأشار إلى مثال آخر لزوجة عسكري كانت تعاني بشدة مرض كوفيد-19 وكانت على وشك الوفاة. وافقت السيدة، التي أطلق عليها "المريض 16"، على المشاركة في دراسة تجريها الوكالة لـ"مرشح" يتم توصيله بجهاز غسيل الكلى ويقوم "بإزالة الفيروس من الدم".
ويقول التقرير إن المريضة تعافت تماما ووافقت إدارة الغذاء والدواء (أف دي إيه) على استخدام المرشح في حالات الطوارئ. وتم استخدمه بالفعل لعلاج حوالي 300 مريض كانوا في حالة حرجة.
الدكتور جيمس كرو، الباحث في الأمراض المعدية الذي أجرى عدة أبحاث على الاجسام المضادة للإنفلونزا، انضم للوكالة، عام 2017، وطلب منه إنتاج أجسام مضادة تكفي لوقف وباء، على أن ينتهي من الأمر في غضون 60 يوما، مع العلم أنها عملية تستغرق ما بين ستة أشهر إلى عام في أفضل الظروف، واستطاع بالفعل القيام بتجربة لإنتاج أجسام مضادة في 78 يوما.
ووسط جائحة كورونا، طلب من كرو إنتاج أجسام مضادة "حقيقية" لوقف المرض، وليس مجرد محاكاة كما في التجربة السابقة.
وافق كرو وفريقه على المهمة وعملوا على مدار الساعة للعثور على الأجسام المضادة المنقذة للحياة في دماء الناجين من فيروس كورونا، واستطاع مختبره بالفعل إيجاد علاج بالأجسام المضادة تنتجه شركة الأدوية أسترازينيكا، وذلك في غضون 25 يوما فقط.