أكد مجلس الوزراء في الاجتماع المنعقد اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي، ان الحكومة وبدعم من فخامة رئيس الجمهورية والاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ماضية في القيام بواجباتها ومسؤولياتها للحفاظ على الوفاق السياسي واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وتخفيف معاناة المواطنين واستكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا.
وفي الاجتماع الذي تدارس فيه المجلس برئاسة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك مستجدات الأوضاع على مختلف المستويات الداخلية والخارجية، وفي مقدمتها الجوانب العسكرية والسياسية والخدمية والصحية، ورؤية الحكومة للتعاطي معها وجهودها لتجاوز التحديات القائمة.. أحاط رئيس الوزراء أعضاء المجلس، بصورة شاملة عن مستجدات الأوضاع منذ اخر اجتماع عقدته الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن، ونتائج مشاوراته مع فخامة رئيس الجمهورية، واللقاء بالمسؤولين السعوديين، لمناقشة ذلك بجانب أهمية الدعم للحكومة .. مشيرا الى أهمية قيام الحكومة واعضائها بواجباتهم خاصة مع المرحلة الدقيقة والمفصلية التي يمر بها الوطن، وما يتطلبه ذلك من تكاتف الجهود اكثر من أي وقت مضى.
وعرض الدكتور معين عبدالملك، نتائج زياراته الميدانية الى المكلا ومأرب وسيئون وتريم، للاطلاع عن قرب على هموم وتطلعات المواطنين، ودعم السلطات المحلية للقيام بدورها.. مؤكدا ان زيارة مأرب كانت رسالة من الحكومة لدعم صمودها ومعركتها ضد مليشيا الحوثي الانقلابية، باعتبارها معركة كل اليمن، وما لمسه من معنويات عالية لدى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل والشعب اليمني لاستكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب.. منوها بدعوات التعبئة العامة وقوافل الدعم من كل المحافظات لمأرب باعتبارها بوابة الانتصار الكبير نحو تحرير صنعاء وبقية المحافظات التي لازالت خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
وتطرق رئيس الوزراء الى الحراك الإقليمي والدولي لدعم الحل السياسي في اليمن، وما تواجهه هذه التحركات من تعنت وصلف من قبل المليشيات الحوثية، والخيارات القائمة امام الدولة والحكومة للتعامل مع ذلك، مشددا على أهمية استمرار وحدة الصف الوطني والالتفاف حول قيادة الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والحفاظ على اتفاق الرياض واستكماله.
وأشاد مجلس الوزراء، بزيارة الدعم والمساندة لصمود مأرب ومعركتها من قبل رئيس الوزراء، والاطلاع على الأوضاع الميدانية والعسكرية واحوال المقاتلين الابطال وما يقدمونه من تضحيات جسيمة في هذه المعركة .. مؤكدا الثقة في ان مأرب هي الصخرة التي ستتحطم عليها مشاريع الانقلاب العنصري الكهنوتي وبوابة لاستعادة كامل تراب الوطن ودفن أوهام ايران الى غير رجعة.
كما نوه المجلس بزيارة رئيس الوزراء الى مديرية تريم لتفقد المواطنين المتضررين من كارثة السيول وما تسببت به من خسائر بشرية ومادية وتوجيهاته العاجلة بصرف مبلغ اثنين مليار ريال للتعويضات وإصلاح الاضرار، وتكامل جهود الحكومة والسلطة المحلية والتي كان لها الأثر الفاعل في التعامل مع كارثة السيول.
وفي الاجتماع قدم وزير الدفاع الفريق محمد المقدشي، تقرير عن الأوضاع العسكرية والميدانية في جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي الانقلابية على اطراف مارب وفي الجوف، وما تتكبده المليشيا من خسائر بشرية ومادية كبيرة، في ظل افشال هجماتها الانتحارية وتحول استراتيجية المعركة لصالح الجيش الوطني.. مؤكدا ان زيارة رئيس الوزراء الى مأرب مثلت دفعة معنوية كبيرة للمقاتلين والقيادات العسكرية والفعاليات الشعبية والقبلية المساندة للجيش الوطني.
وجدد مجلس الوزراء، التأكيد على دعم الحكومة الكامل وبتوجيهات من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة لكل الاحتياجات والمتطلبات العاجلة لدعم هذا الصمود والمعركة المصيرية حتى استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.. لافتا الى ان دعم صمود مارب والجيش الوطني والقبائل هي أولى أولويات الحكومة والدولة وكل الامكانيات المتاحة مسخرة من اجل ذلك.. مثمنا الدور الاخوي الصادق لتحالف دعم الشرعية بقيادة مملكة الحزم والعزم، في دعم معركة اليمن والعرب المصيرية ضد مشروع ايران التخريبي في المنطقة واذنابها من مليشيا الحوثي الاجرامية.
ووجه المجلس التحية لكل الابطال الميامين من قيادات وصف وضباط وافراد ورجال القبائل والمقاومة والشعب اليمني في مختلف ميادين الشرف والدفاع عن الجمهورية.. مترحما على أرواح الشهداء الابرار الذين قدموا ارواحهم فداء للوطن ودفاعا عن الحرية والكرامة والنظام الجمهوري، والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى الابطال والحرية للأسرى.
كما قدم وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور احمد بن مبارك، تقرير عن الوضع السياسي على ضوء التحركات الأممية والدولية، ونتائج زياراته الى عدد من الدول خاصة الخليجية، والترحيب الكبير بتشكيل الحكومة والتاكيد على دعمها للقيام بواجباتها، وما تم التوصل اليه خلال هذه الزيارات من اتفاقات لتفعيل اللجان المشتركة وانشاء لجان تشاور استراتيجي.. لافتا الى مستجدات التحركات الدولية للوصول الى حل سياسي في اليمن، وما يبذله المبعوثان الاممي والامريكي من جهود لازالت تصطدم بتعنت ورفض مليشيات الحوثي، والمواقف الدولية خاصة الموقف الأمريكي الواضح من هذا الرفض الحوثي.
وطالب مجلس الوزراء المجتمع الدولي بموقف حازم وواضح من الرفض الحوثي المتكرر لكل مبادرات ومقترحات السلام، واصرارهم على المضي في تنفيذ اجندة ومشروع ايران دون اعتبار لحياة ودماء ومعاناة اليمنيين.. مؤكدا ان المواقف الضبابية لن تزيد هذه المليشيات وداعميها في طهران الا إصرار على تعميق المعاناة والكارثة الإنسانية في اليمن والتي تسببت بها منذ انقلابها على السلطة الشرعية واشعالها للحرب، وكذا ما تمثله من خطر متزايد على الجوار الإقليمي والملاحة الدولية في احد اهم ممرات التجارة العالمية.
وجدد المجلس ان تفاعل الحكومة مع مبادرات السلام وما تقدمه من تنازلات في سبيل ذلك ليس من منطق ضعف، بل حرصا على حقن الدماء ورفع المعاناة والكارثة الإنسانية عن الشعب اليمني والتي تسببت بها مليشيا الحوثي.. مؤكدا في ذات الوقت ان الحكومة وانطلاقا من مسؤوليتها تجاه شعبها والتضحيات الجسام التي قدمت، لن تقبل بسلام يؤسس لدولة هشة وعنصرية على نموذج ايران ومليشياتها في دول المنطقة.
واقر مجلس الوزراء اللائحة الداخلية لوحدة جمع المعلومات المالية بالبنك المركزي اليمني، بعد مراجعتها من قبل وزارة الشؤون القانونية.. ووجه باستكمال الإجراءات القانونية بشأنها.
وتتكون اللائحة التي سيصدر بها قرار من رئيس مجلس الوزراء من 53 مادة موزعة على موزعة على سبعة فصول تتضمن التسمية والتعاريف، مهام الوحدة، الاخطارات، الهيكل التنظيمي للوحدة، شروط التعيين في الوحدة، المهام المشتركة للادارات واحكام ختامية.
وتعتبر هذه الوحدة المستقلة في البنك المركزي، المركز الوطني المناط به على مستوى الجمهورية تلقي الاخطارات والتقارير عن العمليات التي يشتبه في انها تتضمن غسل أموال او تمويل إرهاب او أي من الجرائم الاصلية المرتبطة بها وتحليلها واحالة نتيجة تحليل الاخطارات للجهات المعنية للتصرف فيها عند الاقتضاء.
واستمع مجلس الوزراء من وزير الكهرباء والطاقة أنور كلشات، الى تقرير حول وصول أولى دفع المشتقات النفطية المقدمة من المملكة العربية السعودية لدعم محطات الكهرباء.. موضحا ان عدن استقبلت اليوم السبت سفينتين الأولى تحمل 54 الف طن ديزل والثانية تحمل 24 الف طن مازوت على ان تصل بقية الدفعات لاحقا وفق الجدول الزمني المحدد وسيتم توزيعها على المحطات المستفيدة.
وثمن المجلس هذا الدعم الاخوى من الاشقاء في المملكة العربية السعودية، ومواقفها المستمرة والثابتة في دعم الشعب اليمني في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتنموية، مؤكدا ان الشعب اليمني لن ينسى وقوف المملكة العربية السعودية الدائم الى جانبهم في الأوقات الصعبة، وإنقاذ بلدهم من براثن أعنف مليشيا إجرامية وإنقلابية حاقدة، بمشروعها المدعوم ايرانيا لتجريد اليمن من عروبتها وتحويلها الى شوكة في خاصرة دول الخليج العربي لضرب استقرارها وأمنها.
ووجه المجلس وزارة الكهرباء والطاقة والجهات المختصة بتنفيذ الالتزامات الواردة في منحة المشتقات النفطية السعودية والعمل على تنفيذ إصلاحات مستدامة في قطاع الكهرباء بالاستفادة منها وتطبيق اليات الحوكمة والشفافية في هذا الجانب.
وقدم وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، تقرير عن الوضع الصحي جراء جائحة كورونا.. مؤكدا ان هناك تراجع نسبي وملحوظ في عدد الحالات المسجلة في المحافظات خلال الأيام الماضية، مشيرا الى ان ذلك لا يعني انتهاء الخطر بل يتطلب الاستمرار باتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية، وامداد مراكز العزل باحتياجاتها لتفادي أي تفشي جديد محتمل.. داعيا المواطنين الى اخذ اللقاح المجاني الامن عبر مراكز التطعيم، باعتباره يمثل أهمية قصوى للوقاية.
كما قدم وزير النقل الدكتور عبدالسلام حميد، احاطة عن أوضاع العالقين اليمنيين في الهند بعد تعليق الرحلات الجوية من والى الهند ومقترحات التعامل مع ذلك.. ووجه المجلس بإحالة الموضوع الى اللجنة العليا للطوارئ لمناقشته واتخاذ ما يلزم.