تواصل ألغام ميليشيا الحوثي الانقلابية بإيقاع ضحايا بين المدنيين اليمنيين، بعد أن حولت البلاد إلى أكبر حقل ألغام في العالم، وفق توصيف تقارير حقوقية.
حسن علي مواطن يمني في العقد الرابع من العمر من أبناء الحديدة، بُترت قدمه وأصيبت إحدى عينيه، بينما أصيب ابنه هيثم بعينيه هو الآخر، إثر انفجار لغم من مخلفات ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
يقول حسن: "انفجر بي لغم من مخلفات ميليشيات الحوثي عندما كنت على "جاري جَمل" (وهي عربة تقليدية)، ذاهباً وراء عملي أطلب الرزق من الله". ويضيف: "بُترت قدمي اليمنى وكُسرِت الأخرى، وكذلك أُصبت بعيني".
ويتابع، مشيراً بيديه إلى ابنه هيثم الذي لم يتجاوز سن البلوغ، قائلاً: "طفلي أصيب بعينيه وصار غير قادر على الرؤية بها".
ونزح حسن بجراحه مع زوجته وأطفاله الثلاثة من قريتهم في المسنا بمديرية الدريهمي إلى قرية الباب في المديرية نفسها، ليستقروا داخل عشة لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، إذ لم يَعُد يطيق العيش بالمسنا بعد تلك الحادثة الأليمة، وفق ما نشره الإعلام العسكري للقوات المشتركة.
وتضاعفت معاناة حسن مع النزوح، كونه رب أسرة وليس لديه مصدر دخل يعول منه أسرته غير العمل اليومي بالسعي على قدميه التي بُتر إحداهما.
ومن رحم تلك المعاناة، تحتم على حسن إيجاد طريقة تمكنه من العمل لتوفير لقمة العيش الكريم، فقد قام بتركيب عجلتين إضافيتين لدراجة نارية، واستطاع بها التنقُّل للعمل.
ويقول حسن: "ميليشيات الحوثي زرعت لنا الألغام بجوار المنازل وفي الطرقات وسادتنا حالة من الخوف والهلع على حياة أطفالنا، ومن ثم نزحنا وحالنا لا يعلمه إلا الله، ولكن الحمد لله حصلت على موتر (دراجة نارية)، واخترعتُ لها عجلتين، وتمكنتُ من التَّنقل بها والعمل عليها لتوفير قوت أولادي".