بعد زيادة الوفيات بسبب "الجرعة الزائدة".. مقاطعة كندية تقدم "مسكنات أفيونية" للمدمنين
الاثنين 26 يوليو 2021 الساعة 17:31

أعلنت السلطات في مقاطعة بريتيش كولومبيا غرب كندا عن إجراء جديد لمعالجة مشكلة ارتفاع معدل الوفيات بسبب الجرعات الزائدة عبر تقديم مسكنات أفيونية للمدمنين، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وقالت الصحيفة إن الإجراء الجديد "مثير للجدل" لأنه يختلف عن برامج العلاج بالميثادون (دواء مسكن اصطناعي مشابه للمورفين في تأثيراته ولكنه أطول مفعولا، يستخدم كعقار بديل في علاج إدمان المورفين والهيروين) الشائعة في الولايات المتحدة وكندا.

ووفقا للإجراء الجديد، سيتمكن الأطباء في المقاطعة الآن من وصف أدوية أقوى لعلاج المدمنين مثل هيدرومورفون، وهو مادة أفيونية أقوى بخمس مرات من المورفين، والديكسيدرين (يستعمل لمدمني الكوكايين والميثامفيتامين)، وأقراص من الفنتانيل (مادة أفيونية اصطناعية قوية).

ويقول مسؤولون بقطاع الصحة إن الأدوية التي يتم الحصول عليها من الصيدليات والعيادات هي بدائل أكثر أمانا "لعقاقير الشوارع"، والتي تزخر بكميات قاتلة من المواد الأفيونية والمهدئات.

وهذا الإجراء الجديد يعد "أحدث محاولة من قبل السلطات الصحية في بريتيش كولومبيا للسيطرة على وباء الجرعة الزائدة المدمر"، وفقا للصحيفة.

وتوفي نحو 100 ألف شخص في كندا والولايات المتحدة بسبب الجرعات الزائدة العام الماضي، وضاعفت آثار جائحة كورونا من التأثير المميت لهذه العقاقير.

وأبلغت السلطات في مقاطعة بريتيش كولومبيا عن 851 حالة وفاة بسبب الجرعات الزائدة حتى مايو من هذا العام، في وتيرة قد تتجاوز الرقم القياسي العام الماضي البالغ 1728.

ويواجه الإجراء الجديد انتقادات، ويقول بعض النقاد إنهم يشعرون بالقلق من أن توزيع هذه الأدوية يمكن أن يؤدي إلى المزيد من المدمنين، فيما يقول آخرون إن هذه الخطة عبارة عن "نصف تدبير غير فعال، وهناك حاجة إلى خطوات أخرى".

وتقول السلطات إنه يتم تقديم الأدوية كطريقة لعلاج الإدمان، ويتم وصف الأدوية للمدمنين لتقليل الجرعات الزائدة وإنقاذ الأرواح، وليس لمنعهم من تعاطي المخدرات.

وباعتبارها أكبر مدينة في مقاطعة بريتيش كولومبيا، وموقع أكثر الموانئ ازدحاما في كندا، كانت فانكوفر معرضة بشكل خاص "لوباء الجرعة الزائدة، والجاني الرئيسي في العدد المتزايد من الوفيات هو الفنتانيل، وهو مادة أفيونية اصطناعية أقوى 50 مرة من الهيروين، والتي تختلط بشكل متزايد مع عقاقير أخرى، غالبا بدون علم المدمنين"، وفقا للصحيفة.

وفي فانكوفر "يتجمع العديد من متعاطي المخدرات في أحياء المدينة، ويبيع بعضهم الممتلكات المسروقة في أسواق مؤقتة في الهواء الطلق".

وفي كندا بشكل عام، قفز عدد الوفيات بسبب المواد الأفيونية بنسبة 62٪ منذ عام 2019 إلى أكثر من 6200 في عام 2020، وهو رقم قياسي وفقا لإحصاءات كندية رسمية.

وعلى الرغم من مرور حوالي أسبوعين على السماح رسميا بتعاطي الماريوانا في كندا، يعاني العديد من المتاجر من نقص الإمدادات.

وفي 17 أكتوبر عام 2018 سمحت كندا رسميا بتعاطي الماريوانا وحيازتها واستخدامها لأغراض ترفيهية. وتعتبر كندا ثاني دولة في العالم، بعد الأوروغواي، تسمح بتعاطي الماريوانا لأغراض ترفيهية.

متعلقات