اكدت انتصار القاضي، المديرة التنفيذية لمؤسسة فتيات مأرب، في كلمة بجلسة مجلس الأمن بشأن اليمن مساء أمس الجمعة، إن المدنيين في مأرب يعيشون وحشية الحرب “بشكل يومي بسبب هجوم الحوثي المتواصل على مأرب والذي يخلق الذعر في أوساط المدنيين، ويعيق وصول المساعدات الإنسانية ويزيد من فرص فتح جبهات جديدة وانتشار الاقتتال في المحافظات المجاورة”.
وأضافت في كلمتها التي ينشر “أوام أونلاين” نصها تاليا، “نواجه في مأرب أزمة إنسانية مستمرة في التزايد ولا يمكن أن تهدأ قط دون وقف لإطلاق نار فوري في محافظة مارب. خلال الأسبوعين الماضيين فقط، اضطر على الاقل 200 من العائلات للنزوح من مديرية رحبة إلى المناطق المجاورة من بينهم ثلاث عائلات هم من أقاربي وأهلي”.
ويعيش أكثر من ربع عدد النازحين في اليمن الآن في مأرب، 80 بالمئة منهم هم من النساء والأطفال.
وتابعت “أقوم بزيارة أولئك النازحين بشكل مستمر خلال عملي في مؤسسة فتيات مأرب واستمع لقصصهم التي تثقل قلبي حزناً. لقد قابلت الكثير من العائلات التي اضطرت للنزوح أكثر من مرة، وبعضها تعرض للنزوح خمس مرات متتالية. وتواجه تلك العائلات خطر الموت بشكل مستمر حتى في المخيمات بسبب قصف الطائرات المسيرة الحوثية والصواريخ الباليستية”.
نص الإحاطة
السيدة رئيسة المجلس، السيدات والسادة أصحاب السعادة،
اسمي انتصار القاضي ممثلة مؤسسة فتيات مأرب والتي تنفذ أنشطة دعم السلام متضمنة أعمال تهدف لتعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن. أنا ممتنة جداً لإعطائي هذه الفرصة لإحاطتكم عما يدور في اليمن وفي محافظة مأرب على وجه الخصوص.
لعلكم تسمعون عن وحشية الحرب, لكننا نعيشها بشكل يومي بسبب هجوم الحوثي المتواصل على مأرب والذي يخلق الذعر في أوساط المدنيين، ويعيق وصول المساعدات الإنسانية ويزيد من فرص فتح جبهات جديدة وانتشار الاقتتال في المحافظات المجاورة. وقد لقي نحو 233000 شخص حتفهم بسبب الصراع المستمر حتى الآن.. وأنا أيضاً طالتني الخسارة في أهلي، حيث خسرت اثنان من ابناء اخوتي -كلاهما دون الخامسة عشر من العمر- بسبب هجوم حوثي استهدف منطقتنا. لقدأصبح فقدان الأهل والأحبة أمراً معتاداً لنا نحن أهل مأرب.
سيدتي الرئيسة..
نواجه في مأرب أزمة إنسانية مستمرة في التزايد ولا يمكن أن تهدأ قط دون وقف لإطلاق نار فوري في محافظة مارب. خلال الأسبوعين الماضيين فقط، اضطرعلي الاقل 200 من العائلات للنزوح من مديرية رحبة إلى المناطق المجاورة من بينهم ثلاث عائلات هم من أقاربي وأهلي. يعيش أكثر من ربع عدد النازحين في اليمن الآن في مأرب، 80 بالمئة منهم هم من النساء والأطفال.
أقوم بزيارة أولئك النازحين بشكل مستمر خلال عملي في مؤسسة فتيات مأرب واستمع لقصصهم التي تثقل قلبي حزناً. لقد قابلت الكثير من العائلات التي اضطرت للنزوح أكثر من مرة، وبعضها تعرض للنزوح خمس مرات متتالية. وتواجه تلك العائلات خطر الموت بشكل مستمر حتى في المخيمات بسبب قصف الطائرات المسيرة الحوثيه والصواريخ الباليستية. لازلت أتذكر بكاء وحزن تلك النازحه على ولدها الذي قتل في قصف باليستي على خيمتهم حين قالت : “لقد تركنا كل شيئ خلفنا ولا يزال الحوثيين يلاحقوننا من خيمة الي خيمة ؟ متى سيتوقفون؟”
إلى جانب خطر الصواريخ ، فإن الأوضاع في مخيمات النازحين سيئة وتفتقر إلى المساعدة والخدمات الكافية. يعاني الناس من الرياح والفيضانات وحرارة الصحراء دون مأوى كافٍ. انهارت الخدمات العامة في مأرب ، مما أدى إلى حرمان الناس من المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية الكافية، مهيئة تربة خصبة للكوليرا و كوفيد 19. في مخيم الجفينة ، أكبر موقع نزوح في البلاد هناك 12 فصلاً دراسيًا يستضيف أكثر من 7 الف طالب و طالبه – وهو رقم قابل للزيادة مع النزوح المستمر. ولكن يضطر عدداً كبيراً من الأطفال لعدم الذهاب الى المدرسة نتيجة عدم كفاية الخدمات ، فضلاً عن الضغط الذي يواجهونه من أجل إعالة أسرهم مادياً.
سيدتي الرئيسة .. في المخيمات ، تعيش النساء والفتيات ظروفاً صعبة جداً، مثل نقص مستلزمات النظافة ، وخطر التعرض للإساءة عند الذهاب لاستخدام الحمامات، ولا تجد الأمهات الحوامل خدمات مخصصة لهن أيضاً. إن فرص العمل ضئيلة او غير مقبولة مجتمعياً خاصة للمرأة . تُجبر معظم الفتيات على البقاء في المنزل لمساعدة أسرهن أو لأنهن لا يستطعن تحمل الرسوم المدرسية. أخبرتني أميرة البالغة من العمر ثماني سنوات مؤخرًا ، “أحلم بحمام ليس بعيدًا عن ملجئنا ، حيث نشعر أنا وعائلتي ببعض الخصوصية و الأمان”. الفتيات اللاتي نلتقي بهن اصبح اقصي احلامهن الأمان .