تخطط السعودية لربط ساحلها الشرقي بالغربي بخط بري وسكك حديدية تمتد من مياه الخليج شرقا إلى مدينة "أوكساجون" المزمع إنشاؤها على سواحل البحر الأحمر غرب المملكة بالقرب من قناة السويس.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوكساجون التابعة لمدينة نيوم السعودية، فيشال وانشو، في مقابلة مع "بلومبيرغ"، "سنطور نظاما حديثا للموانئ وسلسلة التوريد ولدينا ميزة حقيقية لأننا نبدأ كمركز جديد".
وأشار إلى أنه سيتم تحويل ميناء قائم بالقرب من مدينة ضبا المطلة على البحر الأحمر لاستيعاب 3.5 إلى 4 ملايين طن من الوحدات المكافئة لعشرين قدما، بحلول عام 2030.
ووحدة المكافئة لعشرين قدما هي وحدة معيارية تستخدم لقياس كمية البضائع المشحونة التي تحمل في حاويات السفن الحاويات أو شاحنات النقل.
وقال وانشو إن "نيوم" تدرس ربط ميناء "أوكساجون" بشمال شرق السعودية والمنطقة الأوسع أولا عن طريق النقل البري ثم بالسكك الحديدية، لافتا إلى أن عمليات الموانئ ذات القدرة الاستيعابية للحاويات ستبدأ في منتصف عام 2022 وستتوسع من هناك.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أطلق محمد بن سلمان أوكساجون وهي جزء من نيوم "وستمحو ذكرة هذه المدينة من أذهان الناس كل ما يعرفونه عن الموانئ الملوثة والمزدحمة، لترسم ملامح عالم جديد من التصنيع، وتفتح آفاقا لم يسبق لها مثيل نحو مستقبل نقي وصحي"، بحسب ما تعرف المدينة عن نفسها في موقع نيوم.
وقال وانشو إن المشروع يمكن أن يخدم في نهاية المطاف المستأجرين التجاريين في نيوم وهي جوهرة رؤية ولي العهد السعودي، وكذلك منطقة الخليج والأردن والعراق.
وأضاف أن سعة الميناء الجديد في أوكساجون قد تصل إلى 9 ملايين طنا من الوحدات المكافئة لعشرين قدما، علما بأن ميناء جبل علي في دبي – الأكبر في المنطقة – يتسع إلى أكثر من 19 مليون طن من الوحدات المكافئة لعشرين قدما.
وكشف وانشو أن أوكساجون التي تبلغ مساحتها 50 كيلومترا مربعا (19 ميلا مربعا) من المتوقع أن تستوعب 80 ألف إلى 90 ألف ساكن و40 إلى 50 شركة بحلول عام 2030. ولم يفصح عن قيمة الإنفاق المخطط على المشروع الذي يجمع بين الاستثمار الحكومي والقطاع الخاص.
في 2017، أعلن محمد بن سلمان عن إنشاء مدينة مستقبلية تسمى "نيوم" بالقرب من شواطئ البحر الأحمر وذلك ضمن خطط الأمير الشاب لتقليل اعتماد بلاده على النفط في إطار رؤية المملكة 2030، حيث يسعى لتحويل المنطقة النائية لمركز تكنولوجي.
وقال وانشو إن المرحلة الأولى من البناء التي تستمر حتى عام 2025، ستركز على الجزء الذي سيتم بناؤه على اليابسة، حيث لا تزال المنطقة العائمة في "المراحل الأولى من التصميم".
وتابع: "أردنا أن نتطلع إلى الأمام ونقول مع كل تغير المناخ الذي يحدث وارتفاع مستويات سطح البحر، هل يمكننا بناء مدينة البندقية الحديثة - مدينة عائمة لا يتعين عليها التعامل مع الارتفاع مستويات البحر".