قرداحي يستقيل بعد أسوأ أزمة بين لبنان والخليج
الجمعة 3 ديسمبر 2021 الساعة 19:57

استقال وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، الجمعة، بعد أن أثارت تصريحاته بشأن اليمن أسوأ أزمة دبلوماسية بين لبنان ودول الخليج. 

وفي مؤتمر صحفي، عقده بمقر وزارة الإعلام في بيروت، قال قرداحي إنه وضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الشخصية، واستقال لتجنب إلحاق الضرر باللبنانيين العاملين في الخليج.

وفي وقت سابق من اليوم قال قرداحي لوكالة فرانس برس: "سأستقيل بعد ظهر اليوم (...) لا أريد التشبث بهذا المنصب، إذا كان يمكنني أن أكون مفيدا، أريد أن أعطي فرصة للبنان".

وطُرحت استقالة قرداحي منذ أسابيع، ومن المتوقع أن تساعد في حل أزمة سياسية ودبلوماسية أصابت الحكومة اللبنانية بالشلل منذ أكتوبر. 

وتعود الأزمة إلى انتقادات أدلى بها قرداحي، المدعوم من حزب الله، قبل توليه منصبه، للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، ووصفها بأنها عدوان خارجي ودافع عن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.

وتتنافس السعودية وإيران منذ فترة طويلة على النفوذ في المنطقة، بما في ذلك لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية طاحنة ويحتاج بشدة إلى دعم مالي من مانحين إقليميين ودوليين.

لكن قرداحي قال، في المؤتمر الصحفي، إنه لم يكن يقصد الإساءة لدول الخليج.

وأسفرت تصريحات وزير الإعلام اللبناني عن أسوأ أزمة دبلوماسية منذ سنوات بين لبنان والسعودية التي سحبت سفيرها وطردت المبعوث اللبناني وحظرت الواردات من لبنان.

لا تزال تداعيات إعلان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي نيته الاستقالة، في وقت لاحق من الجمعة، تتوالى، الأمر الذي قد يمهد الطريق لحل محتمل لأسوأ أزمة دبلوماسية بين لبنان ودول الخليج والذي أثارته تصريحات الوزير. 

وقد اتخذت الكويت والبحرين خطوات مماثلة، بينما سحبت الإمارات جميع دبلوماسييها من بيروت. وتعليقا على ذلك قال قرداحي، في مؤتمر إعلان استقالته: "لبنان لا يستحق هذه المعاملة".

وتتزامن الاستقالة مع زيارة خليجية يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قاد الجهود الدولية لمساعدة لبنان على الخروج من أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها على الإطلاق. 

بدأ ماكرون جولته التي تستغرق يومين من الإمارات على أن يزور بعدها قطر التي زارها ميشال عون مؤخرا والسعودية.

من دبي بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، جولة خليجية تسعى فرنسا خلالها إلى طرح نفسها كقوة "توازن" في مواجهة أزمات الشرق الأوسط، وبيع عقود جديدة خاصة بطائرات رافال إلى الإمارات.

وفي المؤتمر الصحفي، علق الوزير المستقيل على هذه النقطة، قائلا: "يبدو أن فرنسا تريد أن أستقيل قبل زيارة الرئيس ماكرون للسعودية".

وكان قرداحي، وهو مسيحي يدعم حزب الله تيار المردة الذي ينتمي إليه، قد رفض الاستقالة في الأسابيع التي تلت الأزمة حتى عندما طلب منه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي تغليب "المصلحة الوطنية".

وقال قرداحي، في المؤتمر: "فهمت من ميقاتي الذي قابلته قبل ثلاثة أيام بناء على طلبه أن الفرنسيين يرغبون في أن تكون استقالتي تسبق زيارة الرئيس ماكرون إلى الرياض".

وأضاف أنه يعتقد أن ميقاتي لديه ضمانات بأن الرئيس الفرنسي سيبحث العلاقات اللبنانية مع الرياض.

وكان قرداحي أوضح لوكالة فرانس برس إنه يأمل في أن تساعد استقالته إلى جانب زيارة ماكرون للخليج في كسر الجمود السياسي. وتابع: "إنه مطلب سعودي، والآن مع زيارة إيمانويل ماكرون حان الوقت" لذلك. 

متعلقات