حين نغوص في تفاصيل التاريخ اليمني، وندقق كثيراً في الوضع الانساني والحالة الاجتماعية التي كان يعيشها الاباء والاجداد في عهد الحكم الامامي البائدة، ندرك كثيراً ان ثورة ٢٦ سبتمبر التي اندلعت ودحرت حكم متخلف، كانت تلك الثورة ترسم ملامح المستقبل بعناية، وكان ايضاً توقيتها في الوقت الذي يجب ان يكون، لأنها كانت ارادة جامحة، وقدر لا مفر منه، وكان الثوار يقرأون بعمق ملامح القهر في تجاعيد البسطاء، ومرارة الحرمان في عيون الاطفال والنساء، فكانت الثورة هي المنقذ لهم من تبعات نظام ادخل البلاد والعباد في نفق مظلم ومغيب تماماً عن انظار العالم نتيجة سياسته الاستبدادية المتحجرة.
الحكم الامامي الذي جثم على الشعب اليمني لقرون كان لابد ان ينتهي ، ليرى اليمنيون النور، والعالم بالطريقة الواقعية بعيداً عن الشعارات الزائفة التي كان يسوقها الحكم الامامي كما تسوقها اليوم المليشيات الحوثية، وهذا ما يؤكده مدير عام مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، حسن هنبيق في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) بمناسبة العيد الوطني الـ ٦٢ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر الخالدة.
يضيف هنبيق " منذ انقلاب النسخة الجديدة من الإمامة المتمثلة في المليشيات الحوثية الارهابية المدعومة من النظام الايراني، عرفنا معنى النضال، وكيف أن هذه المشاريع تعمل على تأخرنا وتخلفنا، وتجير كل شيء لصالحها، فكان الاحتفاء بهذه المناسبة قوياً وشعبوياً أكثر من أي وقت مضى، ليس في وسائل التواصل الاجتماعي فقط، ولكن نشعر بذلك حتى في أحاديث الناس البسطاء والعاديين".
وعن نسبة وعي المواطنين بخطورة المشروع الحوثي وماهيته، فيعتقد هنبيق أن الخطورة كبيرة، حتى الحوثيون أنفسهم حاولوا الهرب من مصطلح (الأئمة الجدد)، ويتمسكون بمظاهر الجمهورية، لكنهم في الأخير يريدون نقل النموذج الإيراني بحذافيره إلى اليمن، والخطورة اليوم تكمن بأنهم يريدون القضاء على أشياء كثيرة وإدخال الفكر الإيراني بقوة من أجل ترسيخ حكمهم وانقلابهم الذي اصبح يتهاوى يوماً بعد آخر أمام إصرار السبتمبريين من أحفاد الزبيري وعلي عبدالمغني وغيرهم من الأبطال.
واضاف " انقلاب الحوثيين جعلنا نتمسك أكثر بأهداف سبتمبر ونجعل من سير المقاومين للإمامة نماذج سنعلمها للأجيال، وأصبح بإمكاننا اليوم أيضاً الفخر بنضال الابطال الذين واصلوا محاربة الإمامة وإيقافها".
يواصل ابناء الشعب اليمني نضالاتهم كلاً بطريقته، للخلاص من هذه العصابة الحوثية الارهابية التي تحاول مجدداً اعادة النظام الامامي المتخلف بعد ان اصبح وعي ابناء الشعب اليمني اكثر ادراكاً واكثر دراية بما يخطط له هؤلاء القادمون من الكهوف من اجل استنساخ تجارب رفضها وقذف بها اليمنيون الاحرار الى مزبلة التاريخ.
وفي هذا الصدد اكد مدير مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة الحديدة الدكتور علي الاهدل، إن ثورة ٢٦ سبتمبر أوقفت مرحلة الجهل والاستبداد والعنصرية ليبدأ عهد اليمن الجديد بنظامه الجمهوري وجيشه، وعلى قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة.
واشار الى ان تلك مبادئ الثورة الخالدة التي انتصرت في سبتمبر على أئمة بيت حميد الدين وستنتصر على جحافل العنصرية وادعياء الامامة بنسختها القديمة الجديدة المتمثلة بمليشيات الحوثي الارهابية..مشيراً الى إن احتفال اليمنيين كافة بعيد ثورة 26سبتمبر هو احتفال بإرادة الثورة اليمنية وإنجازاتها وتحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
وقال الدكتور الاهدل "نحتفل اليوم واليمن يمر بظروف حرجة ومؤامرات الغرض منها النيل من سيادة الوطن أرضاً وإنساناً ولكن اليمنيين لن يستسلموا مهما عانوا وضحوا للحصول على الحرية وسيدافعون عن وطنهم بكل ما أوتوا من قوة لأن منطق الحكمة اليمانية العقل والتبصر وروح الوفاء لثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر سادت قلوب وعقول وأرواح اليمنيين".
واضاف "إن هذا الاحتفال يأتي ليقدم رسالة تاريخية للعالم بأن اليمنيين الذين يواجهون انقلاباً من مليشيات إرهابية لا يمكن أن يفرطوا في سيادة وطنهم على الإطلاق فلقد ربطوا ولاءهم لله بحب الوطن فأصبح حب الوطن جزءاً رئيسياً من الإيمان بالله سبحانه وتعالى ويعد هذا الاحتفال تتويجاً للإرادة اليمنية الواحدة".
يجدد ابناء الشعب اليمني، العهد دوماً بالمضي قدماً نحو مواصلة النضال، ويواصل ايضاً احتفالاته في كل عام بطرق مختلفة تواكب وتناسب هذه الثورة التي اعادت للوطن كرامته، وانتشلته من براثين الحكم الامامي المتخلف ، حيث يؤكد مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بمحافظة الحديدة عادل مكرشب، أن الاحتفالات الكبيرة بثورة 260سبتمبر هي دليل على الجميل والعرفان للأجداد الذين صنعوا فجر ذلك اليوم المجيد، وإيماناً بعظمة ما قاموا به، وإكباراً وإجلالاً لكل التضحيات التي قُدمت لصناعة شمس ذلك اليوم وقيام الثورة، كما أنها تجديد للعهد بالسير على نفس الطريق في محاربة السلاليين وكل من يقف في صفها ممن يحاول إعادة اليمن الى عهد الإمامة البائد.
وشدد على ضرورة قراءة الثورة من جديد والتعرف على رموزها ويومياتها ونضالات صانعيها وفكرهم ووعيهم وتخليدهم، والاطلاع على معاناتهم الكبيرة في تحقيق ذلك، كما هي رسالة من الأبناء والأحفاد بأنهم لن ينسوا أبداً تضحيات آبائهم وأجدادهم وكل أولئك الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الثورة وبأنهم سيعملون على استمرار تلك الأهداف الخالدة ولن يحيدوا عنها أبدا..لافتاً الى انه رغم المعاناة التي يعيشها اليمنيون اليوم إلا أنهم يدركون أن التمسك بأهداف ثورة سبتمبر هي الخلاص الوحيد.
كما يقول مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان في مديرية حيس الدكتور محمد حمنة "أننا ننظر الىثورة 26 سبتمبر، كما ينظر الحفيد لإنجازات أجداده العظام بفخر وإعجاب كبيرين، فهي تعني له ولادة اليمن الحقيقية ولحظة النور والخلاص من قرون طويلة من الاستبداد والظلم والقهر والظلام".
يتابع قائلا " ثورة 26 سبتمبر مثلت لحظة الخروج من ظلمات قرون اليمن الوسطى التي عاشتها البلاد على يد الأئمة السلاليين، وحلقة الوصل بتاريخ وحضارة اليمن الممتدة لآلاف الأعوام، والتي انقطعت لأكثر من ألف ومائتي عام بسبب دخول الرسي اليمن ومن بعده حكم الأئمة".
ونوه بقيم الثورة السبتمبرية المتمثلة بالمساواة والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية وإزالة الفروقات بين أبناء المجتمع وإلغاء الطبقية التي عمل السلاليون على تكريسها وتجذيرها داخل المجتمع اليمني.
واكد حمنة، أن ثورة ٢٦ سبتمبر، هي الانتماء لليمن الحقيقي، والانتصار لكافة ابناء الشعب اليمني دون فوراق او طبقات، وكذلك تعني لي أيضا الجامعة والمدرسة والنشيد الوطني وطابور الصباح.
ويقول مدير الهيئة العامة للأراضي بالحديدة ايمن جرمش لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) "ان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة هي أعظم إنجاز حققه اليمنيون في تاريخهم المعاصر، ذلك أنها هدمت بنيان الطغيان الإمامي الذي جثم على صدور اليمنيين مئات السنين مدعياً وصايته على الدين والدنيا".
وأضاف جرمش "أن ما فعلته ثورة ٢٦ سبتمبر جاء امتداداً لثورة الأحرار في العام ١٩٤٨ وما قبلها وحركات الثوار بعدها، حين لم يتوقف الفعل الثوري على مواجهة الكهنوت الحاكم، بل امتد ليشمل توعية المجتمع والشعب بمخاطر الحكم المستبد والمتخلف الذي جعل الشعب اليمني يعيش في عزلة عن العالم الخارجي، تفتك به آفات الإمامة من أمراض وجهل وتضليل".
من جانبه، اشار مدير عام مكتب محافظ الحديدة انور بورجي، الى ان الثورة اليمنية حققت إنجازات كبيرة على مستوى الجامعات والمدارس والطرقات وغيرها من المشاريع والخدمات التي كانت مغيبة تماماً عن الشعب اليمني وذلك كان هدف الحكم الامامي هو العمل على تجهيل المجتمع من اجل سهولة استعباده والسيطرة عليه..مشدداً على ضرورة الوقوف صفاً واحداً الى جانب القيادة السياسية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، في هذه المرحلة الصعبة والحرجة التي تتكالب علينا قوى الشر لتدمير اليمن الغالي ويجب علينا التكاتف لمواجهة هذه السلالة الكهنوتية.
فيما نوه مدير عام مديرية الخوخة، سالم عليان، الي ان مرتكزات ثورة 26 سبتمبر كانت تتمثل في التخلص من النظام الملكي المتخلف، وبالنظر إلى الإنجازات التي حققتها الثورة فيما بعد في شتى جوانب الحياة فقد حققت اليمن قفزة تنموية نوعية لتبدأ ممارسة العمل السياسي والوطني واستثمار الموارد الاقتصادية بشكل عام لتلبي تطلعات الشعب اليمني..مؤكداً على اهمية رص الصفوف، وتغليب المصلحة الوطنية على كل الانتماءات والولاءات والمصالح الشخصية الضيقة، والتوجه نحو مواجهة العصابة الحوثية ومشروعها التدميري للارض والانسان.
وقال عليان " أن الـ26من سبتمبر إنجاز وطني عظيم غير مجرى التاريخ وهذه الثورة كانت بوابة الانطلاق نحو الحرية والتطور في مطلع الستينيات، تلك الفترة الزمنية التي كانت اليمن يعاني فيها من العزلة عن العالم الخارجي والشعب يرزح تحت وطأة النظام الملكي، ولكن عزيمة وإرادة الرجال الأوفياء غيرت مجرى الحياة والتاريخ نحو الأفضل نتيجة طموحهم وأهدافهم التي قامت من أجلها الثورة السبتمبرية".
إلى ذلك يرى مدير عام مديرية حيس، مطهر القاضي، ان الهدف الأسمى لثورة ٢٦ سبتمبر، كان رفع مستوى الحياة لكل ابناء الشعب اليمني اقتصادياً وثقافياً وتنموياً وصحياً واجتماعياً وإزالة الفوارق بين الطبقات وتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء جيش وطني لحماية الثورة والدفاع عن الوطن ومكتسبات الشعب..مشيراً الى التنوع والانسجام والتناغم للضباط الأحرار الذين فجروا ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة في عام 62م من خلال صياغتهم للأهداف الستة التى تعكس قيمتها وابعادها الوطنية والقومية والانسانية.
وقال القاضي " حققت ثورة ٢٦ سبتمبر إنجازات عظيمة في التعليم والصحة والبنية التحتية والاقتصاد، وغيرها من المجالا، وتمكنت من القضاء على الثالوث الرهيب والذى عاصره آبائنا واجدادنا من الامامة والذى تمثل في ( الجهل والفقر والمرض).
واضاف "تسعى العصابة الحوثية لتشويه صورة ثورة 26 سبتمبر وتسيء لرموزها ولكنها لن تستطيع، لا الثورة وقيمها النبيلة اصبحت متجذرة في عقول ووجدان كافة ابناء الشعب اليمني، وستبقى أهداف ومبادئها وهجاً ونبراساً تضيء للأجيال القادمة دروب الحياة الكريمة، ولن يقبل شعبنا الحر العظيم بكل مكوناته اية وصاية من وكلاء إيران أو القبول بهذه السلالة الكهنوتية لتعيدنا إلى ماقبل التاريخ".