ويقول رب عائلة من منطقة إيفلين (الوسط الشمالي لفرنسا) مبررا قرار طرح أربعة هدايا لولديه اللذين يبلغان من العمر 12 و13 عاما للبيع أن طفليه يملكان أصلا اجهزة مماثلة أو أن الأمر لا يهمهما، مبديا حرصا على التوضيح من دون الكشف عن هويته أن "مال (المبيعات) يعود لهما".
وهذه المرة الأولى التي يقوم فيها بخطوة من هذا القبيل. وخطرت الفكرة على باله عندما كان يشاهد تقريرا صحافيا على التلفزيون. وهو يقر بأن الأمر ليس مستحسنا ولا يريد أن يعلم الجميع بما فعل.
غير أنه ليس الوحيد الذي باع هدايا الميلاد، فقد أظهرت دراسة لـ"برايسمينستر"/"أوبينيونواي" أن 46% من الفرنسيين أعادوا بيع هدية عيد الميلاد أو يفكرون في القيام بذلك.
وبين ليل الرابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر وظهر الخامس والعشرين، رصد موقع "إي باي" بفرعه الفرنسي 100 ألف إعلان جديد، كما الحال سنة 2016. وهو مجموع يوازي ذاك الذي سجل السنة الماضية، غير أن الموقع يتوقع ازديادا في عدد الإعلانات بنسبة 40% بحلول السادس والعشرين.
وتتوقع مجموعة "برايسمينستر" 500 ألف إعلان في الفترة عينها، كما العام الماضي تقريبا، بحسب رئيسها اوليفييه ماتيو.
والهدايا الأكثر مبيعا خلال السنوات الماضية كانت الألعاب المخصصة للبالغين والملابس الداخلية، فضلا عن المنتجات الأكثر رواجا التي غالبا ما يتلقى المرء عدة نسخات منها، مثل المنتجات المتصلة بسلسلة أفلام "حرب النجوم" وهواتف "آي فون".
وعلى موقع "بون كوان" مثلا، بات عدد المنتجات الواردة في قسمي اللعب والأجهزة الإلكترونية أعلى من المعدل السائد في بقية فترات السنة بكثير، بنسبة تناهز 40 و30% على التوالي تقريبا.
وباتت فكرة بيع الهدايا سائدة ومقبولة، بحسب ستيفان إيلو المسؤول عن متجر "تروك.كوم" في رين (شمال شرق فرنسا) المتخصص في بيع المقتنيات المستعملة.
كسب وفاء الزبون
وتعد فترة ما بعد عيد الميلاد فرصة ذهبية لمنصات التجارة على الانترنت وقد أظهر استطلاع للآراء أجري لحساب "إي باي"/"تي ان اس سوفريس" أن هدايا العيد تكون مخيبة للآمال بالنسبة إلى فرنسيين اثنين من أصل خمسة.
وفي مقابل كل صفقة منجزة، تحصل "برايسمينستر" على عمولة تتراوح نسبتها بين 5 و15% من قيمة المبيعات.
وبغية "تسريع الوتيرة" وتشجيع الفرنسيين على التخلي عن الهدايا التي لا تعجبهم، أنشأ الموقع "نظام محفظات" يسمح للمستخدم ببيع سلعة ما وإنفاق المبلغ المجمع مباشرة على المنصة، من دون أن يضطر لاستخدام بطاقته الائتمانية خلال موسم التخفيضات في كانون الثاني/يناير.
وعند "إي باي"، تقدم عمولات خلال هذه الفترة. وتقول ناتالي فوييا المسؤولة عن المبيعات بين الأفراد في الفرع الفرنسي من المجموعة "نريد فعلا أن نكسب وفاء الزبون".
وتعتزم الشركة إطلاق عريضة من أجل "عيد ميلاد ثان" في الرابع عرش من كانون الثاني/يناير الذي يعتبر "اليوم الأكثر إحباطا في السنة". وتؤكد فوييا أن المسألة ليست حملة ترويجية بل يقضي الهدف بـ"تشجيع الفرنسيين على الاستفادة من التخفيضات" التي تقدم على الهدايا الجديدة المطروحة للبيع.
وتشكل الفترة ما بعد عيد الميلاد لإيلو فرصة لجذب زبائن جدد وكسب وفائهم. وتحرص المجموعة على شراء الهدايا غير المرغوب فيها مع الحد من هامش أرباحها لكسب مودة الزبون وتمكينه خصوصا من الاستفادة من الأموال التي يجنيها من مبيعاته كي ينفقها في المتجر.
ومن الممكن أيضا لهؤلاء الذين لا يزالون يترددون في بيع مقتنياتهم، تأجير الأجهزة خصوصا في ما يخص آلات التصوير. وليست هذه الممارسات سائدة على نطاق واسع في فرنسا لكنها آخذة في التوسع.