أول بطولة دولية للشطرنج في السعودية في بوادر انفتاح متسارع
الخميس 28 ديسمبر 2017 الساعة 01:58
الأحرار نت / الرياض:
تجاهلت السلطات السعودية فتاوى رجال الدين وقررت استضافة بطولة دولية للشطرنج، ولم يعكر الجدل المتصل بالدين والتقاليد والأزمات الإقليمية صفو الحدث العالمي في المملكة التي تشهد بوادر انفتاح اجتماعي بوتيرة متسارعة.

وقررت المملكة استضافة كأس الملك سلمان للشطرنج ورصدت مبلغا قياسياً من مليوني دولار للجائزة في وقت يسعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الى تحويل المملكة الغنية بالنفط على الى بلد منفتح ومعتدل.

افتتحت البطولة وهي الأولى التي تجري في السعودية أمس الأول، وفي اليوم التالي أعلن الاتحاد الاسرائيلي للشطرنج انه يسعى للحصول على تعويضات من الاتحاد العالمي للشطرنج منظم البطولة بعد رفض المملكة منح اللاعبين الاسرائيليين تأشيرات دخول.

وكان يأمل اللاعبون الاسرائيليون بالمشاركة رغم عدم ارتباط الدولتين بعلاقات دبلوماسية. غير ان السعوديين لم يصدروا تأشيرات لهم في ظل غضب عم الدول العربية اثر اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ومع تردد أنباء عن عدم منح وفدي قطر وايران تأشيرات، أصر الاتحاد العالمي للشطرنج أن بامكان ممثليهما المشاركة، وإنهم اختاروا عدم الذهاب في نهاية الأمر.

وأكد الاتحاد في بيان انه تم اتخاذ اجراءات خاصة لاصدار تأشيرات عند الوصول لأكثر من مئتي شخص بمن فيهم لاعبو إيران وقطر.

واضاف البيان "ان اختيار لاعبي إيران وقطر عدم المشاركة بعد التشاور مع سلطات بلديهم هو قرار فردي خاص بهم".

رفع القيود عن اللباس

واستدعى تنظيم البطولة في السعودية انتقادات من لاعبات بشان القيود المشددة التي تفرضها السعودية على النساء.

ولكن الاتحاد العالمي قال انه نجح في اقناع السلطات بتليين مطالبها التقليدية التي تفرض على النساء ارتداء العباية الطويلة سوداء، والموافقة على ارتداء قميص عالي القبة في ما وصفه الاتحاد بانه تغير "تاريخي".

فتاوى

وعلى الرغم من كل الجدل المحيط بالبطولة، غير انها اجتذبت بعضا من أهم الأسماء بمن فيهم بطل العالم ماغنوس كارلسن.

وقال المحلل جيمس دورسي من مدرسة راجاراتنام للدراسات الدولية في مقالة نشرتها هافنتغتون بوست إن الرياض سلمت الاتحاد العالمي للشطرنج شيكا بقيمة 1,5 مليون دولار لاستضافة البطولة.

وأشار دورسي الى ان الرياض أقدمت على ذلك رغم ان مفتي المملكة قال قبل أقل من سنتين ان لعبة الشطرنج "حرام وهي داخلة في الميسر ومُشغلة للوقت ومُنفقة للمال".

وسبقه رجال دين في إصدار فتاوى تعتبر ان الشطرنج يصرف الناس عن ذكر الله وتحرم اللعب من أجل المال.

وتبدو مثل هذه الفتاوى والآراء اليوم متقادمة مع جهود الإصلاح التي يقوم بها الأمير محمد وتتضمن السماح للمرأة بقيادة السيارة وفتح دور سينما.

والناس في المملكة لا يزالون يعتبرون الشطرنج لعبة نخبوية. ويصنف أفضل لاعب سعودي وهو أحمد الغامدي في المرتبة 13355 بين اهم اللاعبين العالميين. لكن يبدو أن تنظيم البطولة في المملكة اجتذب الكثير من الاهتمام.

وعندما نشرت الهيئة العامة للرياضة بثا مباشرا لافتتاح المباريات على يوتيوب، اجتذبت الكثير من التعليقات.

وكتب أحدهم "يقولون ان الشطرنج حرام". ورد آخر "لا ليس حراما". وقال ثالث "في الدين، ممكن ما احد يتكلم".

متعلقات