بعد تألقهما في 2017.. نادال وفيدرر يعودان الى قمة التصنيف العالمي في التنس
السبت 30 ديسمبر 2017 الساعة 02:56
الأحرار نت / باريس:
لم يكن أحد يتصور ان الاسباني رافايل نادال والسويسري روجيه فيدرر سيعودان في 2017 الى قمة التصنيف العالمي في التنس، الا ان اللاعبين تحديا الزمن وسلسلة إصابات أعاقت مسيرتهما، ومثلهما أظهرت الأميركية فينوس وليامس قدرتها على البقاء منافسة جدية.

تقاسم نادال (31 عاما) وفيدرر (36 عاما) الألقاب الأربعة الكبرى للمرة الأولى منذ عام 2010: فتوج السويسري في استراليا وويمبلدون الانكليزية (بات حامل الرقم القياسي مع ثمانية ألقاب)، والاسباني في رولان غاروس الفرنسية (عزز رقمه القياسي بلقب عاشر)، وأحرز لقب فلاشينغ ميدوز الأميركية للمرة الثالثة بعد 2010 و2013.

في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، كانت المخاوف جدية من نهاية مسيرة اللاعبين وطي صفحة حقبة باهرة من تاريخ التنس: نادال أعلن في تشرين الأول/اكتوبر نهاية موسمه بسبب تكرار الاصابات وتدني الثقة بالنفس، وانضم الى فيدرر الذي كان قد اضطر قبله بنحو ثلاثة أشهر الى التوقف والاخلاد لراحة قسرية.

الا ان كل المتابعين تلقوا مفاجأة إيجابية مطلع الموسم: ففي أول بطولة كبرى، على ملاعب ملبورن الاسترالية، بدد العملاقان المخاوف ببلوغها النهائي بشكل غير متوقع، وتفوقهما على الصربي نوفاك ديوكوفيتش والبريطاني اندي موراي، اللذين استغلا غياب الاسباني والسويسري وسيطرا على الالقاب والتصنيف نهاية 2016.

في استراليا، أحرز فيدرر لقبه الكبير الثامن عشر، والأول له منذ 2012، بعد نهائي قوي ضد نادال. شكلت هذه المواجهة جرس إنذار مبكر لما سيكون عليه العام، لاسيما وان ديوكوفيتش وموراي سيقعان تدريجا في "الحفرة" نفسها لنادال وفيدرر، أي لعنة الاصابات.

توج فيدرر بلقبين في دورات الماسترز للالف نقطة (انديان ويلز وميامي الاميركيتان) قبل ان يقرر التوقف عن المشاركة في موسم الدورات الترابية للحفاظ على لياقته البدنية وجهوزيته، ثم عاد الى الدورات العشبية المفضلة لديه، وأحرز لقب بطولة ويمبلدون.

وقبل التوقف للراحة، أقر السويسري بأنه "غير قادر على تصديق" بداية الموسم التي حققها.

أما نادال، فانتظر بطولته المفضلة على ملاعب رولان غاروس الترابية، ليحرز لقبها للمرة العاشرة، وذلك على حساب السويسري ستانيسلاس فافرينكا، قبل ان يضيف اللقب الكبير الثاني له، وذلك على ملاعب فلاشينغ ميدوز في نيويورك خلال الصيف، على حساب الجنوب افريقي كيفن اندرسون.

- دماء جديدة -

لم يسبق لأي لاعب ان أحرز لقب بطولة كبرى عشر مرات. نادال كان الأول، وقال بعد لقبه الأول في البطولات الكبرى منذ ثلاثة أعوام "الحافز لا يزال موجودا، أريد ان أفوز بالدورات الجميلة ومواصلة اختبار أيام كهذه. لدي شغف باللعبة، وأحب المنافسة".

لم يكتف نادال باللقبين الكبيرين، بل عاد الى صدارة التصنيف العالمي متقدما على فيدرر، على رغم ان هاجس الاصابات عاد ليؤرقه في نهاية الموسم، واضطره الى الانسحاب من بطولة الماسترز الختامية لموسم 2017، ودورة أبوظبي الاستعراضية الافتتاحية لموسم 2018.

لم يستفد فيدرر بشكل واف من غياب نادال في نهاية السنة، اذ خسر في نصف نهائي بطولة الماسترز الختامية في لندن أمام البلجيكي دافيد غوفان، الا انه تمكن قبل ذلك من رفع حصته من الألقاب هذا الموسم الى سبعة، منها شنغهاي الصينية للماسترز وبازل السويسرية.

وتزايد عدد المصابين من الصيف حتى نهاية العام، منهم العديد من المصنفين العشرة الأوائل، وتوقف مشوار بعضهم مثل موراي (ورك) وديوكوفيتش (مرفق) والسويسري ستانيسلاس فافرينكا (ركبة) والياباني كي نيشيكوري (معصم) والكندي ميلوش راونيتش (ربلة الساق).

ومن المقرر ان يخوض ديوكوفيتش (30 عاما) صاحب 12 لقبا كبيرا والذي تراجع الى المركز الثاني عشر في التصنيف العالمي، أول مباراة له بعد الغياب، الجمعة في دورة أبوظبي الاستعراضية.

وفي ظل الصعوبات التي واجهها الكبار، برزت دماء جديد وخرجت أسماء من الظل، كالألماني ألكسندر زفيريف ابن العشرين عاما الذي توج بأول لقبين له بالماسترز في دورتي روما ومونتريال الكندية.

من جهته، كرس البلغاري غريغور ديميتروف وضعه كلاعب واعد من خلال التتويج في سينسيناتي الاميركية (1000 نقطة) قبل ان يختتم عامه بأفضل طريقة وباعتلاء المنصة في لندن في بطولة الماسترز التي تجمع افضل ثمانية لاعبين خلال الموسم، وصعد الى المركز الثالث في التصنيف العالمي خلف نادال وفيدرر.

- فينوس تقاوم -

لدى السيدات، فتحت أبواب المنافسة على مصراعيها. وبعدما أحرزت الأميركية سيرينا وليامس مطلع 2017 لقبها الـ 23 في البطولات الكبرى في استراليا وانفردت بالرقم القياسي الذي كانت تتشاركه مع الالمانية شتيفي غراف، غابت الأميركية عن الملاعب في إجازة أمومة.

وفي ظل تراجع متسارع وغير متوقع للالمانية انجيليك كيربر، ظهرت بطلات جديدات خصوصا في البطولات الكبرى. ففي رولان غاروس، كان اللقب من نصيب اللاتفية يلينا اوستابنكو ابنة العشرين عاما، بينما توجت الاسبانية غاربيني موغوروتسا (24 عاما) في ويمبلدون بلقبها الثاني الكبير بعد الاول في البطولة الفرنسية (2016)، والاميركية سلون ستيفنز (24 عاما) في فلاشينغ ميدوز.

الا ان ما طبع التنس النسائية في 2017، كانت العودة اللافتة لفينوس وليامس، ابنة الـ 37 عاما، اذ تمكنت من بلوغ النهائي في ثلاث بطولات مهمة في ملبورن (خسرت أمام شقيقتها الصغرى) وويمبلدون (خسرت أمام موغوروتسا)، والماسترز للسيدات في سنغافورة (خسرت أمام الدنماركية كارولين فوزنياكي).

وأنهت الرومانية سيمونا هاليب العام في صدارة تصنيف اللاعبات المحترفات الذي احتلته للمرة الأولى هذا الموسم، علما بان العام شهد تبدل الصدارة بين أكثر من لاعبة. وفي إشارة الى ما ستكون عليه المنافسة في 2018، قالت موغوروتسا المصنفة ثانية "لن تكون ثمة لاعبة خارقة (السنة المقبلة)، كل اللاعبات يفكرن بالمركز الأول".

متعلقات