مناورة "صالح" الأخيرة.. والمصير المحتوم (تقرير)
الخميس 27 يوليو 2017 الساعة 03:28
الاحرار نت-متابعات

عشية ذكرى اعتلائه سدة الحكم في اليمن، ظهر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في خطاب بدا وأنه تمت صياغته بعناية، لإيصال رسالة معينة لعدد من الأطراف المحلية والإقليمية. 


وعلى الرغم من استمراره في تأكيد موقفه الداعم للحوثيين في قتال الشرعية ومن ساندها من قوات التحالف العربي، ألق صالح كرة أخرى الى ملعب خصومه بحسب وصف سياسيين، تتمثل في مبادرة من بند واحد "التصالح والتسامح" والتغاضي عما مضى والتشارك في صنع مستقبل جديد لليمنيين. 


وعلق أحد الضالعين في المشهد اليمني على خطاب صالح بالقول: لطالما كان صالح أكثر الشخصيات السياسية قدرةً على تنفيذ مناورات سياسية ناجحة، يخرج فيها نفسه من موضع حرج، ويضع فيها خصومه في موقف ضبابي، لكنه أيضاً يصنف كأكبر الشخصيات تدليساً وناقضاً للعهود، لا يماثله في ذلك الى جماعة الحوثي، والتي قد تكون فاتقته في نقض المواثيق، وهو ما قد يفسر أنها حتى اللحظة الراهنة التجمع الوحيد الذي استطاع كسر صالح وإطاحته عن عرشه بشكل فعلي، بعد أن كانت ثورة الشباب قد خدعت حينما أطاحته –شكلياً – عن المشهد.


 وأضاف: يدرك صالح أن خصومه وحتى شركاءه الحاليين باتوا يعرفون جيداً خصائصه وصفاته، أكثر من أي وقت مضى، فهو تقريباً قد انقلب على جميع الفاعلين الحاليين (الاشتراكي – الاصلاح – الشباب – الحوثي)، وبالتالي بات حركاته ومناوراته قابلة للتوقع، ما يجعله في موقف أشد صعوبة من ذي قبل.


 وتساءل عن معنى أن يقوم صالح بالمبادرة بإعلان الدعوة لمصالحة سياسية شاملة، واصفاً ذلك بأنه محاولة لاستغباء الآخرين، وكأن الشعب اليمني أو حتى الأطراف الأقليمية قد نسيت كيف أنه هو من تسبب في ما وصل اليه حال البلاد نتيجة تآمره على خيارات التوافق، مستغلة شبق ولهفة الحوثي للسلطة، ومهد لها طريقها نحو صنعاء، متسبباً بأكبر كارثة سياسية في التاريخ اليمني الحديث. 

وتابع القول: كيف يسمح لنفسه بإعلان مبادرات سياسية وهو أصلاً مدرج ضمن قرار دولي يتهمه بالإنقلاب وإعاقة التسوية السياسية، وموضوع ضمن لائحة عقوبات البند السابع؟

 واختتم كلامه بالقول: يشعر صالح يوماً بعد آخر أن حلمه في العودة الى السلطة أو تمكين نجله منها صار أكثر صعوبة، ويبدو أن الحملة التي اشتعلت قبل أيام ضد نجله أحمد على خلفية تسريبات عودته الى صنعاء، جعلته يشعر بانه بأمس الحاجة الى تنفيذ مناورة جديدة، وقد تكون هذه الأخيرة.

متعلقات