حلقت صاحبة الصوت الأوبيرالي لينا شماميان "من تدمر السورية إلى قرطاج التونسية" في سهرة الإثنين لتصافح جمهورها فتغني للشعوب وتناشد العالم الكف عن الحروب والصراعات.
كان ذلك خلال العرض الذي أحيته لينا ضمن فعاليات الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي والذي حمل عنوان "من تدمر إلى قرطاج".
بدأت حفلها بأغنية "يالله تنام" باللغة العربية والأرمنية والإنكليزية،أهدتها "لأطفال سوريا وأطفال العالم.. علّهم ينامون يوما بسلام بعيدا عن آلة الدمار والحرب".
وأخذت الفنانة السورية أيضا جمهورها إلى حارات الشام القديمة حيث الأصالة والعراقة والتراث الموسيقي الثري فغنت باقة من أشهر الموشحات السورية والقدود الحلبية على غرار "يا ما أحلى الفسحة يا عيني على موج البحر" و"لما بدا يتثنى" و"بالي معاك" و"هالأسمر اللّون" ويامال الشام" "وفوق النخل"وحالي حالي حال.. ومالي مالي مال" "وقدّك المياس".
كما أدت موشح "تدمر" التّي قالت عنه.."لأنه من تدمر إلى قرطاج كان هناك زنوبيا وعليسة .. فإننا اليوم نحن النساء سنكمل الطريق.
وانتقلت إلى "قصة عشق" التي أهدتها للاجئين الذّين عبروا أمواج البحار إلى الضفة المقابلة بحثا عن الأمان بعد أن دمرت الحروب بلدانهم.
كما بعثت من خلال عرضها برسائل "إلى كل المصابين بعشق البلاد.. إلى المنفيين بالدّاخل والخارج" .. وهي أغنية ألفتها وردت بها على رسالة أحد معجبيها من أبناء بلدها سوريا اللاجئين في فرنسا التي لم تستطع الرد عليه سوى بأغنية عن الوطن.
لينا أبدعت فأطربت بحب وأمل في لون موسيقي جمع الجاز بموسيقى الروك والمقامات الشرقية على مدى أكثر من ساعتين أصغى خلالها الجمهور إليها وتفاعل مع عزف الفرقة المصاحبة لها والمكونة من عازفين من سوريا وتونس وتركيا ومصر.
حفل لينا يتزامن مع إحياء التونسيات عيدهن الـ61 فكانت مناسبة لتهديهن أغانيها قائلة لهن "يشرفني جدّا أن أكون معكن اليوم لنحيي سوية يوم المرأة التونسية".
ودعت لينا على المسرح مجموعة من عازفي الإيقاع التونسيين إضافة إلى أول عازفة آلة "الزكرة" في تونس سمر بن عمارة فأتحفت الجمهور بأغنية تونسية تراثية للفنانة سعاد محاسن بعنوان "جيبولي خالي ما نموتش" و"أم القد طويلة صالحة" للمطربة التونسية نعمة فاهتز المسرح رقصا وتصفيقا.
وفاجأت المطربة السورية محبيها بإعادتها لأغنية الفنان التونسي الصادق ثريا "كي يضيق بيك الدّهر يا مزيانة".
كما واصلت صاحبة "الصوت المخملي" أو "الفاتنة البرتقالية" كما يحلو للبعض تسميتها فغنت "وشاء الهواء" و"شام" و"آخر العنقود".
ولم تفوت الفنانة السورية الفرصة لتعرف الجمهور التونسي على أجواء الأعراس في شمال شرقي سوريا فأدخلت على قلوبهم البهجة بأغاني المناسبات الإيقاعية التي ادتها باللغة الأرمنية.
ولينا شماميان مطربة دمشقية المنشأ أرمنية الجذور أسرت قلوب الجمهور العربي ولفتت الأنظار إليها بلون موسيقي مميز.
ويذكر أن الدّورة 53 لمهرجان قرطاج الدّولي انطلقت في 13 تموز/يوليو الماضي لتختتم في 19 آب/أغسطس الحالي.