مسيرة حافلة قدمتها كوكب الشرق أم كلثوم، واستحقت من خلالها أن تكون واحدة من أهم مطربات الوطن العربي لسنوات طويلة، حتى صار الجميع يحب على أنغام صوتها، ويرى محبوبته في أغانيها.

تلك الرحلة الطويلة شهدت لحظات صعود وهبوط، أوقاتاً للغضب وأخرى للفرح والسعادة، كما شهدت العديد من الكواليس والقصص المثيرة التي جمعت السيدة أم كلثوم بمن تعاونت معهم.

وفي هذه الأيام، تحل ذكرى رحيل كوكب الشرق، وفيها نتحدث عن بعض الأغنيات التي حققت نجاحات كبيرة، ولكن الأمر جاء بعد كواليس مثيرة يرويها لـ "العربية.نت" الناقد الفني طارق الشناوي.

صدفة تجمعها بالسنباطي

وتحدث الشناوي في البداية عن تعاونها مع الملحن رياض السنباطي الذي صار واحداً من أهم من تعاونت معهم أم كلثوم، حتى إنه صار يعرف بكونه ملحن أم كلثوم.

إلا أن الغريب هو اللقاء الأول الذي جمع بين الثنائي في أغنية "على بلد المحبوب" التي لم يكن السنباطي يلحنها من أجلها، وإنما كانت أغنية خاصة بالمطرب عبده السروجي الذي سجلها وحققت نجاحاً كبيراً بصوته.

لاحقاً، طلبت أم كلثوم من السنباطي أن تغنيها هي بصوتها وتسجلها، وهو ما وافق عليه السنباطي، وبالفعل حققت الأغنية نجاحاً كبيراً وتجدد التعاون بينها وبين رياض السنباطي.

نجاة ترفض "بعيد عنك"

مَن من محبي الراحلة لا يتغنى بتلك الكلمات، "بعيد عنك حياتي عذاب.. متبعدنيش بعيد عنك.. مليش غير الدموع أحباب.. معاها بعيش بعيد عنك"؟

تلك الكلمات التي كتبها الراحل مأمون الشناوي، لكن المفاجأة التي كشفها طارق الشناوي أنها كتبت من أجل نجاة ولحنها بليغ حمدي، قبل أن تعترض نجاة على عدد من كلماتها، ذلك الأمر الذي لم يقتنع به مأمون الشناوي.

وقدم الأغنية لأم كلثوم التي وافقت على تقديمها، رغم علمها بأن نجاة رفضتها، وهو أمر يحسب لكوكب الشرق، حسب ما أكد الشناوي، معتبرا أن موقفها يعرب عن ذكاء فني.

الموجي في المحكمة

يبدو أن الأزمات دائماً ما تتسبب في ظهور أعمال خالدة، وهو ما حدث في أغنية "للصبر حدود" التي كتبها عبد الوهاب محمد ولحنها محمد الموجي، إلا أن اللحن تأخر كثيراً.

ما دفع أم كلثوم للجوء إلى القضاء ومقاضاة محمد الموجي الذي امتثل للأمر ووقف أمام القضاء بالفعل، ليخبر القاضي أنه إن كان هناك متهم يجب أن يمثل أمام القضاء فهو الوحي.

وطلب الموجي من القاضي أن يحاكم الوحي الذي تأخر، وأنه فور وصول الوحي سيقوم بتلحين الأغنية وتقديمها إلى أم كلثوم.

خلاف مالي مع زكريا أحمد

وأوضح الشناوي أن خلافاً مالياً كبيراً وقع بين أم كلثوم والشيخ زكريا أحمد، حيث اعترض على الأموال التي يتقاضاها نظير الأغاني التي يقدمها لها.

وهو ما تسبب في قطيعة بين الثنائي استمرت لما يقرب من 10 سنوات، إلا أن القدر اختار أن ينتهي الخلاف قبل وفاة الشيخ زكريا أحمد بأيام، بعدما انتهى الأمر بعودة التعاون بين الثنائي في أغنية "هو صحيح الهوى غلاب" التي كتب كلماتها بيرم التونسي ولحنها زكريا أحمد، وتوفي بعد ظهور الأغنية بأيام.