لم يكتمل أسبوع على غياب رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ومعه محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي، على العاصمة المؤقتة عدن، لترتفع الأصوات المطالبة بسرعة عودتهم للمدينة.
ستة أيام من غياب رئيس الوزراء ومحافظ عدن، أفقدت مواطني المدينة صوابهم لشعورهم بفجوة الغياب الحاصلة، المتمثلة بعودة البعض للعبث بما أنجزته الحكومة خلال الشهرين الماضيين، دون أدنى مراعاة لمعاناة الناس فيها.
حيث أكد عدد من الأهالي في اتصالات لهم مع صحيفة "عدن الغد" بأن حالة من التدهور شهدتها المدينة خلال الأيام القليلة الماضية تستوجب عودة سريعة لرئيس الوزراء ومحافظة عدن.
كما أكدوا بأن تأخر صرف المرتبات وتراجع ساعات تشغيل الكهرباء منذ يومين يستوجب أيضا وقفة مصارحة واضحة وحقيقية مع الناس تكشف فيه الحكومة حقيقة الجهة التي تقف خلف معاناة الناس بعدن.
رئيس الوزراء يستجيب
لم يمضِ سوى ساعات قليلة من نشر بعض وسائل الإعلام لنداءات أبناء عدن لرئيس الوزراء ومحافظها المفلحي، ليتفاجأ الجميع بالاستجابة السريعة لدولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر قائلا: " سنعود يا عدن".
وتحت هذه العبارة كتب الدكتور بن دغر، تدوينته القصيرة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اطلع "الأحرار نت" عليها، وعد فيها بالعودة إلى العاصمة عدن، نافيا في الوقت ذاته مغادرتها وذلك بقوله لعدن :" نحن لم نغادرك حتى نعود إليك".
ولم تذهب استجابة الدكتور بن دغر بعيدا، بل أتت ملبية للدعوات المرفوعة إليه، وملامسة لصلب ما حملته من مواضيع أثقلت كاهل أبناء المدينة.
حيث تضمن جواب الاستجابة تأكيد رئيس مجلس الوزراء على عزم حكومته بالعمل على عودة الاستقرار للكهرباء والخدمات، وصرف مرتبات المدنيين والعسكريين وقبل العيد وفقا لقوله.
واختتم الدكتور بن دغر تدوينته القصيرة بحثه على تعاون الجميع قبل فوات الأوان.
احساس أبناء عدن في بن دغر لم يخب
احساس أبناء العاصمة المؤقتة عدن في بن دغر لم يكذب، منذ الساعات الأولى لسماعهم بخبر مغادرة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر ومعه محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي، إلى الرياض لغرض التشاور مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية واللقاء بالسفراء الدائمين لدى اليمن والراعين للمبادرة الخليجية.
حيث كتب حينها الكاتب السياسي وليد اليافعي مقالا سياسيا فور سماعه بخبر مغادرة بن دغر والمفلحي لعدن، تحت عنوان "رغم نور الكهرباء، عدن في ظلام لفراقك يا بن دغر"، اعتبره البعض وقتها بمبالغة الكاتب في وصف الحدث، ولكن سرعان ما اتضح ذلك جليا، اليوم، بعد تعالي الأصوات المطالبة لرئيس الوزراء بسرعة العودة والذي لم يمضي على غيابه ومحافظ عدن سوى ستة أيام فقط.
وأكد الكاتب في مقاله بأن عدن بعد مغادرة بن دغر يتيمة، وأحيل يومها إلى ظلام رغم الكهرباء التي انجزت إعادتها بجهود مضنية من شخصك المثابر، وفقا لقوله.
وقال: عدن بحاجتك اليوم يابن دغر أكثر من الأمس القريب لقد نجحت في اضاءة شوارعها ومساكنها نجحت في وضع لبنة إعادة الاعمار، والخروج بعدن من عنق الزجاجة إلى التنمية والبناء.
وخاطب الكاتب بن دغر بقوله:" تخيل بعد ساعات من مغادرتك، تنام السواحل كئيبة، وجبل شمسان داكن حزين!".
علاقة بن دغر بعدن
عمل رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر على تقوية أطر علاقته مع أبناء العاصمة المؤقتة عدن عن طريق الاهتمام الكبير والجدي لمعالجة الأوضاع التي يعيشونها من انهيار شبه كلي لأبسط مقومات الحياة في المدينة.
حيث سعى الرجل لوضع الخطط السريعة لانتشال الأوضاع عبر وضعه لحجر الأساس لعدد من المشاريع الذي يجري العمل فيها، وافتتاحه لعدد آخر منها.
وتركزت جهود دولة رئيس الوزراء في البدء بمعالجة الخدمات التي يعاني منها المواطنون في المدينة كالكهرباء والصحة والطريق والمياه.
وأعلنت الحكومة عن أولى خطواتها لدعم كهرباء العاصمة المؤقتة عدن، بمحطة جديدة بقدرة 60 ميغاوات، والتي افتتحها الدكتور أحمد عبيد بن دغر ومحافظ عدن الدكتور عبدالعزيز المفلحي في الـ 26 من شهر مايو الماضي.
وأكد الدكتور بن دغر أثناء افتتاح المحطة، بأن الحكومة ماضية في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين وفي مقدمتها كهرباء عدن، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ملف الخدمات سيشهد حلولا عاجلة وتحسنا كبيرا خلال الأيام القادمة.
وبذلت الحكومة جهودا مضاعفة، خلال الفترة الماضية، من أجل رفد شبكة الكهرباء في عدن وإدخال محطات جديدة وصيانة المولدات التي تعرضت لأضرار خلال فترة التوقف بسبب الحرب.
ورغم الصعوبات والعراقيل التي واجهت الحكومة في إصلاح منظومة كهرباء عدن التي تعرضت لتدمير شبه كامل لمحطات توليد الكهرباء في المدينة، جراء قصفها أكثر من مرة أثناء اجتياح المدينة من قبل المليشيا الإنقلابية، نهاية مارس/آذار 2015، الا أن الحكومة أنجزت شوطاً كبيراً في إصلاح ما عجزت عنه الحكومة السابقة وقدمت دعماً كبيراً لمؤسسة كهرباء عدن تكلل ذلك بالنجاح الكبير الذي لمسه الجميع من أبناء عدن والذي من خلال هذا الإنجاز قوت علاقة أبناء عدن برئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر.
ناهيك عن المشاريع الأخرى الذي افتتحها دولة رئيس الوزراء خلال الشهرين الماضيين من مشاريع في جانب الطرقات والصحة والمياه استطاع من خلالها رئيس الوزراء على رفع منسوب الأمل لدى أبناء عدن بعد أن عانت كثيرا في سنوات ماضية ولم تجد أي اهتمام ونهضة تنموية في مختلف القطاعات الخدمية الذي يحتاجها المواطن البسيط في حياته اليومية.
وبهذا فقد حكم الشارع اليوم، منصفا الدكتور أحمد بن دغر الذي تحمل كل شي بصمت، رغم تخوينه من ضعفاء النفوس.
فلسان الشارع نطق بالحق، فالشارع لا يكذب، وهو نفسه الشارع الذي قال بالأمس لله درك يا بن دغر، قلت وصدقت بقولك الذي ترجم لأفعال ملموسة بتشغيل ساعات الكهرباء إلى أكثر من 13 ساعة ورصف الطرق ومحاربة الكوليرا وتلمسنا التنمية بمختلف المجالات في عدن، وهو نفسه اليوم من أطلق مناشدة استغاثة لعودة رئيس الحكومة ومحافظ عدن.
وارتفاع الأصوات المنادية بعودة رئيس الوزراء دليل كافٍ للذين ينشرون الأكاذيب، فصوت المواطن لا يكذب ولا يجامل ولا ينافق ولا يزور .. صوت بسيط لا تسمعه إلا بالوقت المناسب أما لقول كلمة حق أو حين يزيد الظلم عليه يرفع صوته عاليا حتى ترتفع المظلمة عنه...