عبدالكريم الحوثي مع نجل شقيقه الصريع حسين الحوثي مؤسس المليشيات
وبحسب منصبه المعلن رسميا في الجماعة، فإنه رئيس لما يسمى المكتب التنفيذي للمجلس السياسي للحوثيين، لكن الواقع يؤكد أنه الحاكم الفعلي للعاصمة صنعاء حالياً، وصاحب الكلمة الأولى فيها. ووفق ما ذكرته مصادر مقربة من الجماعة، فإن "حاكم صنعاء" لم يعد يتقيد بكثير من أوامر زعيم الحوثيين، وأصبح يتواصل عبر شبكات سرية مباشرة مع طهران وحزب الله بعيدا عن معرفة زعيم التمرد الذي بات معزولا عن كل ما يدور في صنعاء. الجناح الأقوى في صنعاء بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح مطلع ديسمبر الماضي على يد الحوثيين، في حرب قادها الجناح الذي يتزعمه عبد الكريم الحوثي ورئيس ما يسمى اللجنة الثورية محمد الحوثي، اتسع الصراع المحتدم بين أجنحة الحركة الحوثية، وظهرت بوادر الصراع إلى العلن بتصفيات واغتيالات متبادلة، تمهيدا لجولة حاسمة، تحركها أطماع الاستحواذ على نهب الموارد وسلطة النفوذ.عبد الكريم الحوثي
وترجح عدة مصادر أن الجناح الأقوى في هذا الصراع هو عبد الكريم الحوثي، الذي يتفوق على بقية الأطراف بسيطرته على النفوذ العسكري والسياسي والمالي داخل صنعاء، حيث يسيطر أتباعه على قيادة الداخلية والدفاع والمالية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها. وسرب أحد أجنحة الحوثي المتصارعة في صنعاء، الشهر الماضي، خبرا عن اختفاء عبد الكريم الحوثي في صنعاء، وأنه قد تم اختطافه، فيما قالت مصادر أمنية حوثية لاحقا، أنها كانت "خطة فاشلة" لم تنجح في التخلص منه، دون أن تفصح عن تفاصيل أكثر عنها. سلطة خفية لإدارة الفساد اعتبر القيادي في جماعة الحوثي وعضو ما تسمى اللجنة الثورية، محمد المقالح، أن معظم الفساد الذي غزى الجماعة يقوده عبد الكريم الحوثي، وقد وصف بأنه "من أصحاب السلطة غير المنظورة"، وهي سلطة فضفاضة غير محاسبة. المقالح، هو القيادي الحوثي، الذي انتقد عبد الكريم الحوثي، وذكر أن المكتب التنفيذي الذي يرأسه هو "السلطة الخفية التي تدير سلطة الأمر الواقع". وأضاف "يعتقد هو نفسه (عبد الكريم) أنه صاحب مجد ضل طريقه إلى ابن أخيه (زعيم المتمردين)". ولفت المقالح إلى أن عبد الكريم الحوثي يعتقد بأنه الوصي على الحوثيين لأنه قريب من عبد الملك الحوثي، و"أكبر منه في التراتبية الأسرية". وأشار إلى أنه بهذه المكانة يمارس على عبد الملك الحوثي وعلى غيره من آل الحوثي ما يشبه "الابتزاز، ويمارس أيضا على كثير ممن ينتقدون أخطاء مكتبه التنفيذي شيئا من الإرهاب الفكري لإسكاتهم".