جسدت زيارة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية الأخيرة الى المملكة المغربية للقاء أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - متانة العلاقات اليمنية السعودية التي تتنامى يوما بعد يوم، والتي شهدت طفرة هائلة في التعاون المشترك خلال السنوات الأخيرة، تمثلت في وقوف قيادة المملكة العربية السعودية الى جانب القيادة الشرعية في اليمن وإنشائها التحالف العربي، لمساندة الشرعية وإنهاء الانقلاب، والجهود والمساعي والمواقف الكبيرة والمشرفة التي تبذلها قيادة المملكة في سبيل استعادة الدولة اليمنية وتحقيق الأمن الاستقرار والسلام الدائم في اليمن، فضلا عن المواقف الداعمة لليمن في المجال الاقتصادي والتنموي وفي مختلف مجالات الحياة.
وتأتي هذه الزيارة التي كرست لمناقشة التطورات ومستجدات الأوضاع في المنطقة واليمن - تواصلا للنجاحات والانتصارات الكبيرة التي حققتها وتحققها قيادة اليمن الشرعية، سواء على الصعيد العسكري المتمثل في دحر قوى الانقلاب وتحرير المحافظات التي لا تزال تحت سيطرتها، او على الصعيد السياسي والدبلوماسي المتمثل في حشد التأييد والمناصرة لقوات الشرعية عربيا ودوليا، والضغط على قوى الانقلاب للخضوع للقيادة الشرعية وتسليم ما بأيديهم من ممتلكات الدولة.. وهو الأمر الذي يؤكد نجاح سياسات قيادة البلد ممثلة في فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية وحنكته في احتواء المواقف والأوضاع وتخطي الأزمات بكل جدارة واقتدار.
وكان فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية وصل مدينة طنجة بالمملكة المغربية الخميس الماضي حيث كان في استقباله لدى وصوله مطار ابن بطوطة، والي طنجة تطوان محمد يعقوبي ورئيس جهة طنجة – تطوان ـ الحسيمة الياس العماري، والقائد المنتدب للحامية العسكرية طنجة - العرائش محمد المرابط، والنائب الأول لرئيس مجلس عمالة طنجة - أصيلة ادريس الكروج ورئيس جماعة طنجة البشير العبدلاوي وعدد من المسؤولين المغاربة.. الى جانب كلا من: نائب رئيس الاستخبارات العامة في المملكة العربية السعودية اللواء أحمد عسيري، وسفير اليمن لدي المملكة المغربية عزالدين الاصبحي وأعضاء السفارة.
وفي اليوم التالي استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، في مقر إقامته بمدينة طنجة - فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.. وخلال الاستقبال اطلع رئيس الجمهورية خادم الحرمين الشريفين على تطورات الأوضاع في الساحة اليمنية، كما جرى بحث القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وخلال اللقاء أعرب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - عن بالغ شكره لخادم الحرمين الشريفين على ما تقدمه المملكة من دعم للشعب اليمني في مختلف المجالات، ووقوفه إلى جانب إرادة الشعب اليمني في إنهاء انقلاب مليشيا الحوثي وصالح المدعومة من إيران.
من جانبه جدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حرص المملكة على دعم الشعب اليمني وحكومته الشرعية لما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على أمنه ووحدة أراضيه.
حضر الاستقبال مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور عبدالله العليمي، وسفير اليمن لدى المغرب عز الدين الأصبحي .. كما حضرها من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير راكان بن سلمان بن عبدالعزيز، و وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، و سفير المملكة العربية السعودية لدى المملكة المغربية الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، و نائب رئيس الديوان الملكي عقلا بن علي العقلا، و مساعد السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأستاذ تميم بن عبدالعزيز السالم، ونائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد بن حسن عسيري.
وعقب اللقاء أقام الملك سلمان مأدبة غداء، على شرف فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - وصفها مدير مكتب رئيس الجمهورية الدكتور عبدالله العليمي - بأنه سادتها أجواء حميمية تعكس روحا خاصة من الحب والوفاء والإخاء .. وأضاف العليمي في تغريده له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بأن القيادة الراشدة، والشعب الأصيل، والموقف الثابت، والعزم الأكيد، والعطاء الكريم، تلك هي عناوين مملكة الحزم في عهد ملك الحزم والعزم وولي عهده الأمين.
وخلال تواجده في مدينة طنجة المغربية - بعث فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، برقية تهنئة إلى أخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة، هنأه فيها بمناسبة ذكرى يوم الشباب المجيد لبلاده.. مشيدا بعمق العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين الضاربة بجذورها في أعماق التأريخ.. مثمناً مواقف المملكة المغربية ووقوفها الى جانب الشعب اليمني في مختلف المراحل والظروف لا سميا خلال هذه المرحلة الراهنة ومشاركتها في التحالف العربي التي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن.
وأكد رئيس الجمهورية في برقيته أن موقف المملكة المغربية الثابت الى جانب اليمن وشعبه ستظل حاضرة في ذاكرة ووجدان كافة أبناء الشعب اليمني.. معبراً عن أحر التهاني واطيب التبريكات لجلالته بهذه المناسبة.. متمنياً له موفور الصحة والسعادة، ولحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.
وحظيت زيارة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية الى المملكة المغربية للقاء أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - باهتمام كبير من قبل وسائل الاعلام المحلية والعربية التي بدورها أفردت لعا مساحة واسعة وعملت على تغطية فعاليات الزيارة اولاً بأول.
ووصفها مراقبون بالزيارة التاريخية كونها جاءت في الوقت المناسب.. مشيدين بحكمة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي - وحنكته في اقتناص الفرص.. اذ أنها جاءت في وقت تحقق فيه القوات الشرعية انتصارات متتالية على مليشيا الانقلاب، تمكنت من خلالها من تحرير العديد من المناطق التي لاتزال تحت سيطرتها، وفي وقت تعكف فيه القيادة الشرعية على تطبيع الأوضاع في مختلف المناطق المحررة.. وهو الأمر الذي دفع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي للتنسيق مع أخيه خادم الحرمين الشريفين بما يضمن مضاعفة الجهود لتحقيق المزيد من الانتصارات.. وتطبيع الأوضاع في المحافظات والمناطق المحررة وتمكين الحكومة الشرعية من مزاولة اعمالها فيها.
وأثنى المراقبون في حديثهم "للأحرار نت" بما وصفوه بالدهاء السياسي الذي يتمتع به فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والذي استطاع رغم الأزمات والعقبات والصعاب الكثيرة التي واجهته أن يحافظ على الوطن والشرعية وان يكسب تأييد ومباركة ووقوف ودعم كافة دول العالم.
كما تمكن من قيادة تحرير أغلب مناطق اليمن وتطهيرها من المليشيا الانقلابية وبمساندة أخوية من أشقاءه في قيادة التحالف، وسيتمكن من تحرير ما تبقى من الأراضي في الفترة القادمة.
هذا فضلا عن قراره الحكيم في اختيار رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر والذي يتمتع بخبرة وذكاء سياسي استثنائي حيث باشر عمله بكل عزيمة وهمة ومثابرة وصدق واستطاع خلال فترة وجيزة أن يطبع الأوضاع في مختلف المناطق المحررة، كما سعى الى مباشرة الاعمال التنموية وعملية إعادة الإعمار، وتمكن من كسب تأييد ومباركة غالبية اليمنيين حتى ممن كانوا ومازالوا يختلفون معه.