متدربون يحلمون بالثروة والشهرة
برعاية جينفر لوبيز.. مشاهير يعلمون الشباب أسرار السمسرة العقارية
الأحد 11 مارس 2018 الساعة 02:43
الأحرار نت / نيويورك:
تهدف دورة تدريبية ترعاها خصوصا المغنية جنيفر لوبيز إلى تعليم أسرار السمسرة العقارية لشباب محرومين من البرونكس بغية تمكينهم من النجاح في هذا المجال بالرغم من الأسعار الخيالية في نيويورك.

هم خمسون شابا، أغلبيتهم من أصحاب البشرة السوداء أو الأصول الأميركية اللاتينية، أتمّوا هذا الأسبوع دورتهم التدريبية من خلال التفاوض على شراء مبنى في البرونكس بقيمة مليون دولار، مثبّتين إمساكهم ناصية قطاع العقارات في نيويورك.

وهذا القطاع هو في فورة مستمرة مع أحياء دائمة التجدّد قد تصل الأسعار فيها إلى 100 مليون دولار. والمستثمرون في هذا المجال قد يستحيلون من أصحاب المليارات، أو حتّى رؤساء دولة، كما الحال مع دونالد ترامب الذي جنى ثروته في هذا المجال.

وشملت الدورة التدريبية محامين ومصرفيين وخبراء في القطاع وأحياها فريد غرين وسيدريك بوبو، وهما مقاولان عقاريان أسودان نجحا في مهنتهما. وقد أسّس الرجلان جمعية "بروجكت ديستند" لمساعدة الشباب المتواضعي الأحوال مثلهما، على سبر أغوار هذا القطاع.

وبعد سلسلة من الحصص التعليمية على الانترنت أو خلال ورش خاصة في عطل نهاية الأسبوع، قدّم الشباب، وهم في مرحلة الدراسة الثانوية أو الجامعية، مشروعهم العقاري لشراء مبنى في الحيّ إلى لجنة تحكيم تضمّ المغنية جينفر لوبيز المتحدّرة هي أيضا من البرونكس.

والفائزون هم الذين يعدّون أفضل مشروع مع أكبر مردودية. وستقدّم لهم حصة في المبنى وسيحصلون على عائدات على شكل أقساط دراسية.

التغلّب على بؤس الغيتو

يقول سيدريك بوبو لوكالة فرانس برس "نعطي لهؤلاء الشبان فرصة التعاون معنا وندرّبهم على أيدينا. فهم يحللون العقارات كمتدربين ثم نقوم بشرائها ونتشارك معهم جزءا من الأرباح".

ويضيف المستثمر الذي يعدّ من أقوى المستثمرين في العاصمة المالية للبلد "نريدهم أن يشاركوا في ملكية العقارات في الأحياء التي يعيشون ويعملون فيها".

خلال إحدى جلسات الدورة، قال أليكس رودريغز نجم البيسبول الأميركي وشريك لوبيز للطلاب "في قطاع العقارات يمكنكم جني الأموال.. بغض النظر عن ثروتكم وأصلكم، يوفر لكم هذا القطاع فرصة للتغلّب على بؤس الغيتو".

ورودريغيز هو خير مثال على هذا المسار الناجح، فهو قد خاض مجال العقارات من خلال شراء منزل بطابقين في فلوريدا سنة 2003. وباتت شركته "مونومنت كابيتال ماناجمنت" تملك اليوم أكثر من 10 آلاف شقة.

يحلم جوفاني أماكستال بأن يسير على خطاه. ويقول طالب الفلسفة هذا البالغ من العمر 18 عاما والذي تكسب والدته المكسيكية رزقها من خلال تقطيع الخبز للبائعين المتجولين "أنا مسرور جدا بفرصة تعلّم أسرار قطاع العقارات. فهنا تكمن الثروات".

الحلم الأميركي

حتّى في البرونكس الذي يعدّ أفقر أحياء نيويورك، تدرّ العقارات أرباحا. فالمتر المربّع الواحد يباع في مقابل 3 آلاف دولار تقريبا، علما أن متوسط الدخل السنوي لأسرة من هذا الحيّ يساوي 35176 دولارا.

ويقول نجم البيسبول الملقّب بـ"ايه-رود" لمحظييه "أنا أيضا آتي من أسرة متواضعة. وكانت والدتي تزاول مهنتين لكنني كنت أعلم أنني سأصبح رب العائلة في نهاية المطاف وأحدث فرقا. لا تكتفوا بالقليل. فهذا هو الحلم الأميركي".

ويقرّ تشارلز وو الأستاذ المحاضر في هارفرد المشارك في هذا المشروع "إنها مهمّة صعبة لكن في متناول الجميع. ولا حاجة إلى ثروات طائلة. فمن الممكن الانطلاق بمبلغ بسيط".

ويبدو أن هذه الخطابات الملهمة تؤتي بثمارها.

أندريا ألاركون طالبة في السابعة عشرة من العمر تعمل والدتها نادلة في مطعم بدوامات طويلة جدا لتلبية حاجات العائلة، تحلم بتملّك عقار.

أما روبن جيرموسن (18 عاما)، فهو يطمح من جانبه إلى الالتحاق بجامعة هارفرد حتّى لو أنّه لا يدري كيف سيموّل دراسته في حال قبوله.

متعلقات