د/ علي باجريدة
المنطقة الأولى.. مالها وما عليها
الثلاثاء 26 فبراير 2019 الساعة 22:08
___________
كانت ولا زالت المنطقة الاولى في سيؤن مثار جدل وحديث إعلام وفاكهة مجالس ، ولان ذاكرة الشعوب مثقوبة فيفترض بنا العودة الى الوراء لعشر سنوات او اكثر قليلاً حتى نقوم بعملية تقييم شاملة نستخلص منها حكماً يصلح للتداول.
ففي عام ٢٠٠٧م وحتى ٢٠١١م كانت النقاط المنتشرة على طول الخط من قسم وحتى القطن وحتى المكلا كانت تابعة لقوات الامن العام ضمن ماعرف حينها بخطة الانتشار الامني.
بدأت في تلك الفترة عمليات استهداف النقاط العسكرية من قبل الارهابيين وكان ضحيتها جنود جلهم من ابناء شمال الوطن ، لم يكن المواطن يكترث كثيراً بتلك العمليات كون الضحايا من اماكن بعيدة لا تصل الى مسامعنا هنا اصوات بكاءهم.
حتى جاءت احداث ٢٠١١م وانسحبت قوات الامن من كل النقاط على طول وادي حضرموت ، واصبح هناك فراغ امني خطير سمح للقاعدة بالتحرك واستخدام الطرق ذهاباً وعودة حتى تم السيطرة على النقاط من جديد من قبل قوات المنطقة الاولى وكان جلهم إن لم يكونوا كلهم من ابناء شمال الوطن ، وتعرضوا للاستهداف والضرب وعمليات انتحارية وراح فيها المئات منهم ، فنقطة بحيرة لوحدها كانت حصتها ٧٢ شهيد كلهم من شمال الوطن ، لم نسمع منهم حتى كلمة آه ، صبروا وواصلوا عملهم في خدمة الوطن.
ولعل الجميع بذكر ليلة استهداف مدينة سيؤن من قبل مجاميع كبيرة من القاعدة ، فاستبسلت كتيبة البنك المركزي والدوائر الحكومية بسيؤن ومعها كتيبتان في المنطقة الاولى حافظت على مركز القيادة ومحيط المنطقة والذي لو نجح الارهاب في اسقاطه لسقطت سيؤن كما سقطت المكلا ، لم نكلف انفسنا حتى للسؤال عن عدد شهداءهم والذي كان على رأسهم قائد الكتيبة التي دافعت عن قلب الوادي وشريانه " البنك ومقر السلطة المحلية بالوادي " وهو من ابناء مأرب ، ومعه العشرات من الشهداء الذين سطروا ملحمة بطولية كتبوها بدماءهم وحافظوا على ماتحت ايديهم.
وبعد ان بدأ الحضارم في الدخول في القوات العسكرية اصابهم ما اصاب زملاءهم من قبل ، لكن لان الوجع اصبح محسوس والعزاء مشهود والشهيد معروف هو واسرته واصبحنا نسمع نواح اهله.. شعرنا حينها بمدى الم الفقد وبشاعة الحدث.
ما يحدث اليوم ياتي في سياق متصل في استهداف المنطقة الاولى ، اما عويل الانفصاليين فليس مرده رحمة ولا شفقة بمن استشهد ، لكنهم يريدون لهذه المنطقة الزوال ، فهم يرونها حجر عثرة في طريق استقلالهم المنشود.
ولا ادل ان من استشهد اليوم من ابناء حضرموت كان يتوشخ العلم اليمني! وهذا يدل على ان من استهدفه يستهدف الروح الوطنية لدى الحضارم المؤمنين بالمشروع الوطني الكبير ولليمن الاتحادي.
الا ترون انهم تخرس السنتهم وتصم اذانهم عن قتل عشرات الجنوبيين على ابواب المعسكرات في عدن!! حتى دموع التماسيح لم يكلفوا انفسهم بذرفها ، والسبب واضح وهو ان تلك المناطق قد استحالت الى خراب والمقصود هو وادي حضرموت ليستحيل خراباً كعدن.
هذا كل شيء حول المنطقة الاولى ، اما الباقي فليس اكثر من مجرد صيد في ماء آسن.