فهمي باعباد
خفايا وأبعاد حملة مافيا الفساد .. ضد رئيس الوزراء..!!
الأحد 1 ديسمبر 2019 الساعة 23:20
المتأمل في طبيعة ومضامين الحملة الشعواء والمسعورة التي اطلقها هوامير الفساد الليلة ضد دولة الدكتور معين عبدالملك رئيس مجلس الوزراء - والتي جاءت بعد ساعات من ترأسه لإجتماع خاص بمناقشة كسر احتكار المشتقات النفطية - يكتشف وبشكل جلي وواضح جملة من الحقائق والمعلومات والخفايا الخطيرة والكارثية عن الواقع الذي نعيشه، والتحديات والاخطار التي تواجهها حكومتنا الشرعية اليوم بل ومنظومة النظام السياسي في البلد بشكل عام.
اهم هذه الحقائق تتمثل في ان هوامير الفساد في بلادنا لمزيعودوا افرادا عاديين كنا عهدناهم، بل انهم صاروا يشكلون ما يشبه عصابة المافيا والتي تدار وتوجه وتحرك من غرفة عمليات واحدة، وان هذه العصابة باتت تمتلك طابور طويل من الاتباع والانصار والمؤيدين والذين بدورهم صاروا يشكلون خلايا نائمة في مختلف الاوساط، وتحديدا وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والدليل على ذلك انهم استطاعوا ان يطلقوا حملة منظمة وموجهة ضد الحكومة ورئيسها خلال ساعات وبأسلوب فج ومفضوح متجرد من كافة القيم والاخلاقيات.
الخطير في الأمر ان عصابة مافيا الفساد هذه وكما يبدو باتت تمتلك ايضا شبكات من المؤيدين في عدد من المجالات، الأمر الذي يعني انه صار بإمكانها التأثير في مراكز القرار وعملية صناعته هذا من جانب، ومن جانب آخر انها ومن خلال خلاياها المنتشرة في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي صارت قادرة ايضا على التأثير في الرأي العام وتوجيهه .. وهذا بدوره يمثل خطرا كارثيا محدقا بالسلطة والبلد بشكل عام ليس في الوقت الحالي وحسب وانما ايضا في على مستوى المستقبل.
دولة الدكتور معين عبدالملك الذي كرس جهوده وسخر كل وقته وامكاناته منذ توليه لمنصب رئيس الحكومة في معالجة الاختلالات وتلافي القصور التي تشهدها مؤسسات الدولة خصوصا الايرادية منها، وكذا محاربة الفساد والعبث بالمال العام، والحد من تدخلات ونفوذ بعض هوامير الفساد اولئك، الى جانب محاربتة عملية التلاعب بالعملة والمضاربة بها - ظل ولا يزال يسير على ذات النهج والتوجه يعمل بصمت وتفاني واخلاص وبعيدا عن الاضواء وبالفعل استطاع خلال عام واحد ان يجنب البلاد واقتصادها الكثير من المخاطر والازمات والكوارث .. لكن لأن توجهاته الوطنية والنبيلة هذه تحد من عبث مافيا الفساد - اصبح بالنسبة لأولئك الهوامير هدفا وبالتالي سخروا امكاناتهم واتباعهم في سبيل النيل منه.
وبالنظر الى الاهداف والغايات النبيلة التي سعى اليها دولة الدكتور معين من خلال الاجتماع الذي ترأسه اليوم، والمتمثلة في تأكيده على ضرورة تشكيل لجان متخصصة للرقابة على المناقصات النفطية وإتاحة الفرصة لجميع التجار للمنافسة عليها، بما يؤدي إلى إنهاء الاحتكار القائم والتلاعب بأسعار الوقود وافتعال الأزمات - تتضح لنا اهداف وابعاد ومرامي هذه الحملة الحاقدة والناقمة والمسعورة التي اطلقت ضده والتي تطالب بإقالته، فبعد ان ادركت تلك المافيا ان الرجل يسير في اتجاه الحد من مصالحها واحتكارها لهذه السلعة التي تدر الكثير من الارباح، لم تجد امامها سوى مهاجمته والصاق العديد من التهم والاكاذيب والتلفيقات به.
وعليه وبما ان الأوضاع بلغت هذا الحد من التعقيد والخطورة، ووصل الأمر بمافيا الفساد هذا المستوى من التدخلات والتأثير، فإن واجبنا كيمنيين يحتم علينا اليوم الاصطفاف خلف حكومتنا وقيادتها، والعمل بشكل جدي ومسؤول في سبيل مساندتها والدفاع عنها، والتصدي لكل من يحاولون تشويهها والاساءة لها او النيل من رئيسها واعضائها .. وذلك لأن سكوتنا على توغلات وتدخلات مافيا الفساد تلك سيجعلنا ندفع الثمن جميعا، كما انه سيسهم في تقويتها وتوسيع نطاق تأثيرها، وبالتالي نجد بلادنا في قادم الايام تدار من قبلها، لذلك نحن مطالبون بإتخاذ موقف جمعي حازم وحاسم لنصرة حكومتنا الشرعية، ووضع حد لمافيا الفساد هذه وكل من يحاولون عرقلة مسيرة الاصلاحات التي يقودها دولة الدكتور معين عبدالملك حفظه الله.