أحمد عثمان
لملموا غباركم وانصرفوا
الثلاثاء 28 يوليو 2020 الساعة 05:56

"بالروح بالدم نفديك يايمن" هذه الهتاف وتلك الحشود التي خرجت اليوم تهتف في أبين في هذا الظرف شدّت كل اليمن إليها كحادي قافلة في صحراء التيه

لتقول هنا اليمن وهنا الطريقة والحقيقة والعلم والحلم والحب والهوى والتاريخ والمستقبل.

أنصت اليمنييون لهذه الحشود البيضاء كما لم ينصتوا من قبل وكأنها أول الحشود .. أنصتوا بقلوبهم لهذا النشيد والترتيل الآتي من مسارب التاريخ وعمق الجغرافيا حشود معبرة وفي وقتها المناسب ومكانها الأنسب تشبه أمواج البحر اليمني وتداعي السحائب الماطرة بالماء والحياة والبهجة.

هتاف (بالروح بالدم نفديك يايمن) جاء في المكان والزمان ليشبه صوت الرعد ولمعان البروق اليمانية في شهر نيسان الخير فتهتز له السنابل والزهور وشجرات العلب وتدوي معه نحل شبوة ودوعان وتتمايل له بساتين الحوطة ووديان تهامة وقيعان صنعاء وجبال تعز .

الأرض اليمنية كلها تهتز طربا والجميع مشدود بنشوة وفرحة دامعة مع تراب وجبال وإنسان أبين حيث الحشد الذي ينطق باسم اليمن ويحتضن العلم الجمهوري ويرتل النشيد الخالد .

هناك في ذلك الحشد تختزل فيه الحق والتاريخ وصور المستقبل وهو قائم في منصة الوطن يعبر عن الحقيقة الأزلية(اليمن)الأرض والإنسان .

(بالروح بالدم نفديك يايمن) ليسمعها العالم وماعداها كانت قبل أو بعد أشياء طارية وزائلة تتبخر وتتلاشي إلى اللاشيء كزبد لايمكث في الأرض ولاينفع الناس .

هذه هي الحقيقة وهذا هي اليمن التي لاتموت ولاتمحى من الذاكرة ولاتشطب من الخارطة
مهما تكالب الزمان ومهما غدر القريب والبعيد وكشر الصديق والعدو ومهما تقلبت الأحوال وتدفقت االموامرات ستبقى اليمن .

 اليمن هي اليمن والشعب هو الشعب اليمني العظيم الذي تنطق باسمه اليوم حشود أبين كما لم تنطق من قبل ففي هذه الظروف المتلاطمة وفي كل وضع وظرف وإرادات لمحوا اليمن ستراه ينتفض من بين الركام والأشلاء كما هو (بالروح بالدم نفديك يايمن) يأتي من حيث لم يحسبوا اويحتسيوا ليؤكد الحقيقة التي خلقت مع الإنسان:

أعداء الشعوب زائلة وسيبقى اليمن هو اليمن تحت عرش الرحمن يسبح بحمده ويحرث أبنائه الأرض .

زائلون مهما ظنوا أنهم قادرون على استخدام غبار الأرض وبخار الماء ورماد النار كبدائل(سفري) عن حقائق الأشياء 
فلن يكون يوما الغبار الذي تكثفوه وتنصبوه يوما بديلا عن الأرض أو معبر عنها .

ومن المستحيل أن يكون الرماد الذي تلملموه وتزينوه يوما جمرا ولهبا أو بديلا عن النار .. والبخار مهما حاولتم تكثفوه فلن يكون هو الماء ابدأ ..الغبار يتلاشى بنفخة شعب والرماد لايغني ولايسمن من فشل 
والبخار يذهب مع الريح .. ويبقى الماء والأرض والنار الوجود والحركة والسكون تعبر عن الهوية والتاريخ والمستقبل
أنه الإنسان اليمني والشعب الجبار .

اليوم قالت حشود أبين هذا المعنى باسم كل اليمن قالت نحن الأرض والماء والنار والهدو العاصف والصخب يصم اذان الزمان .

 اليمن الروح والوجود
ستبقى اليمن كماهي .. اليمن بارضها وانسانها وجيرانها الطيبين .. اليمن الروح والدم الأرض والإنسان باقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

فلملموا غباركم ورمادكم وبخاركم وانصرفوا أو دعوا تلك الأشياء المبعثرة في الهواء وابتعدوا ليعود كل شي إلى اصله ووظيفته فتستريح ونستريح جميعا .

المقالات