(هناك مقولة تقول: قد يأتينا السلام في النهاية؛ ولكنه لن يأتينا حتى يفقد النصر والهزيمة معناهما..)
اتفق بذلك فالأصل في الحياة هو السلام يليه الأمن والاستقرار وباقي المسميات الأخرى.. لكن في شرع الحوثي ومليشياته أصل الحياة في اليمن هي الحروب والغنيمة والثراء من ورائها ومن يقف ضد مشروعهم الوطني في تدمير الوطن يحُرق في ترابها حياً وتداس عليه الأقدام.. الحوثي ومن يواليه من النظام الإيراني شوه إنسانية كل يمني يطمح إلى العيش بكرامة وسلام.. أعادونا إلى حقبة العصور القديمة التي كان الظلم والفساد متفشي فيها حيث يقع الضعيف فريسة سهلة في قبضة القوي والظالم والمستبد..تماماً كحقبة الإمامة وطغيانها ضد الشعب الثائر والطامح للحرية لا للعبودية..
الجنوح إلى السلام طريقه ليس سهلاً أو معبداً بالورود فقد دفع ثمنه مسبقاً وخلال أعوام الآلاف من الشهداء والجرحى واليتامى والنازحين والمعتقلين والمختطفين قسراً وحتى المتغربين غصباً عن وطنهم..
ودماء كل من ضحى لأجل الوطن تشهد على خارطة السلام التي لم تُستكمل معالمها، وصبر المحتجزين والأسرى في سجون المليشيات لسنوات يشهد أيضاً على خارطة السلام وغيرهم من المواطنين الذين دفعوا ضريبة الحرب وتكبدوا العناء والمرار بسبب بطش هذه المليشيات.. ومن عاش في خضم الحرب وتبعاتها منذ ٨ أعوام يعلم ذلك جيداً..
لكن ومع كل ما حدث ويحدث يظل المواطن متعلق بأمل تحقيق السلام المستدام وانهاء الحرب من الانقلاب وعودة الدولة وخلق بيئة آمنة ومستقرة.. آمال مشروعة وتحقيقها ليس بالمعجزة.. لأن السعي نحو السلام في زمن الحرب هو الفرصة الأخيرة للنجاة..