قصص حب مؤثرة في التاريخ.. الأدب لا يعرف عنها شيئا
الخميس 24 أغسطس 2017 الساعة 23:36
الأحرار نت / القاهرة/ متابعات:
سعى كل إنسان لأن يكمل نصفه الآخر ويعيش معه قصة حب، يشاطره الأفراح والأحزان، وقد ذخر الأدب بقصص حب تاريخية، بعضها لمشاهير والبعض الآخر لأشخاص عاديين، لاقت مستوى من الشهرة يتناسب مع حجم أحداثها، لذلك تمنى الجميع لو سار على نهجها بعيدا عن نتائجها، حيث فاضت بمشاعر عاطفية، أثارت رغبة جميع قارئيها في التجربة، ولكن ثمة قصص حب أخرى أكثر سخونة وتأثيرا لم تلق نصيبها من الشهرة. تشير د. أماني توما، أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس، إلى أن مستوى الشهرة التي لاقتها بعض قصص الحب لا يعكس مدى تأثيرها في التاريخ والأدب؛ فهناك بعض القصص المؤثرة في التاريخ ولكنها لم تأخذ المستوى الذي تستحقه من الشهرة، مثل قصة "بوكاهونتاس وجون سميث"، التي عرفها التاريخ الأميركي، برغم أن صاحبة القصة "بوكاهونتاس" هندية الأصل، ولم تكن على علاقة بالأميركان، لكن ذكرها التاريخ الأميركي، نظرا لكونها من "الغونغي"، وهي قبيلة هندية قوية كانت تقطن القارة الأميركية، وتسعى إلى قتل كل من يقترب منها من الأميركيين، حتى وإن كان زائرا لا يهدف إلى إلحاق الضرر بهم. وفي عام 1607 جاء عدد منهم للهجوم على قبيلة الأميرة، وعليه قام حراس زعيم القبيلة بالقبض عليهم وتعذيبهم، وأثناء هذه الأحداث رأت الأميرة "بوكاهونتاس" جون سميث، وفكرت في إنقاذ حياته. وأضافت أستاذة الأدب الإنجليزي: لم تمر محاولة بطلة القصة مرور الكرام على "سميث"، بل كانت مدخلا لهما لإقامة علاقة عاطفية، بدأت بصداقة، ولكن بعد تعرض البطل لإصابة خطيرة في جسده، قرّر الهروب من حراس القبيلة للرجوع إلى بلاده، ساعدته في ذلك الأميرة الهندية، وأثناء عودته تعرض له بعض الهنود وعلى إثرها أصيب مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت الإصابة أكثر خطورة على حياته، وقد وصلت أنباء إلى الأميرة بموته، الأمر الذي دفعها إلى الخروج للبحث عنه. في المقابل ألقى بعض الأوروبيين القبض عليها، حيث إنهم كانوا يعاونون الأميركان أو الأوروبيين المرحّلين من أوروبا في القضاء على الهنود الحمر الذين استقلوا قبائل في القارة الأميركية الجديدة، موضحة أن الهدف كان من القبض عليها واحتجازها إفراج قبيلتها عن الأوروبيين الذين احتجزهم أبيها زعيم قبيلة "الغونغي"، ورغم ذلك لم تستسلم وظلت تبحث عن جون سميث بين جنود الإنجليز، وبالفعل وجدته ما أسعد البطل وعلى الفور كلل قصتهما بالزواج، بالرغم من الدور الذي لعبته هذه القصة في التاريخ بين الهنود والأوروبيين، إلا أنها لم تأخذ المستوى المناسب لها من الشهرة. أما قصة حب "ماري سكلودوفسكا وبيير كوري"، فتوضح د. أماني، أنها بدأت عندما فكرت ماري في استكمال دراستها في بولندا ولكنها لم تستطع تحقيق ذلك، لذلك اتجهت إلى فرنسا للدراسة والعمل، وبالفعل تمكنت من ذلك، وهو ما كان سببا في لقائها بأحد الطلاب بجامعة "السوربون" التي كانت تدرس بها، وهو "بيير كوري" الذي كان يشغل منصبا متواضعا بجانب الدراسة، فقد كان يدير أحد المختبرات العلمية. وذات يوم طلبت الاستعانة ببعض العمال للقيام بأعمالها، وعندما تقدمت ماري للعمل بها تمكنت من إقناع صاحب المختبر، ثم أثبتت جدارتها، وهو ما دفع "بيير" إلى التقرب منها، فقد أعجب باجتهادها، وعليه تقدم لزواجها ولكنها كانت ترفض، ولكن بعد إصراره قبلت ماري، بعدها تمكنا من التوسع في عملهما بصورة جعلتهما أقدر على اكتشاف جهاز الراديو، فضلا عن "الإشعاع الذري: الذي أخذا عليه جائزة نوبل. • الأسطورة حقيقة واقعة من جانبه، يشير د. جمال عبدالناصر، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة بني سويف، إلى أن الأسطورة اليونانية القديمة التي يعتبرها البعض خيالا بينما يعتبرها آخرون حقيقة واقعة، والتي تسببت في وقوع قصة حب بين "هيلين" زوجة ملك مدينة إسبرطة اليونانية و"باريس" أحد أمراء الربة "أفروديت"، وهي أسطورة طروادة، حيث تسببت هذه القصة في أحداثها التي بدأت منذ أن اختير الأمير باريس ليميز أي إله هو الأجمل من بين ثلاثة أحدهم الملكة "أفروديت"، وقد وقع اختياره على الأخيرة لأنها وعدته بمنحة المرأة الأكثر جمالا حول العالم، لكنه اختارها هي، وبعد مرور عدة سنوات، سافر "باريس" إلى إحدى المدن اليونانية "إسبرطة" وسعى إلى مقابلة ملكها، الذي كان متزوجا من "هيلين طروادة"، لتهنئته بعيد الربة لـ "أفروديت"، حيث كان يطلق عليها لقب "الربة" أي الإله، أثناء اللقاء قابل "باريس" الملكة "هيلين"، التي خطفت أنظاره وأغرم بها، ومع تعدد اللقاءات أغرمت هي الأخرى به، واتفقا على الزواج. تركت الملكة زوجها وهربت معه إلى مدينة طروادة التي تقع غرب تركيا، وعندما علم زوجها بذلك كلّف شقيقه بالبحث عنهما، وقاد شقيقه الجيش اليوناني إلى طروادة للحاق بهما، وظل خارج المدينة عدة سنوات لم يستطع دخولها، وحتى يقوم بترقبهما دون أن يشعرا بوجودهم، كلف جنده بصنع حصان من الخشب ووضعه خارج المدينة للاختباء بها، والقبض عليهما حال خروجهما من المدينة. وفي إحدى الليالي اقتحم الجنود طروادة ولم يعثروا على الملكة والأمير، حتى غلبهم النعاس، استغل أهل طروادة هذه الفرصة وتسلل بعضهم لإيصال الملكة والأمير إلى خارج المدينة، بعدها استدعى الأمير جيشه وذهب بهم إلى طروادة لقتال اليونانيين والفوز بالأميرة وإنقاذ المدينة من قبضتهم، أثناء المعركة أُصيب باريس وفقد سيطرته على الجيش، وعليه حقق اليونان النصر على جيش الأمير، وعادوا إلى ملك إسبرطة بزوجته. وعن قصة حب شاه جهان وممتاز محل، قال عنها عبدالناصر: كانت سببا في إنشاء مبنى "تاج محل" الهندي، وكانت بداية القصة عندما تزوج الإمبراطور شاه جهان الشهير بـ "شهاب الدين محمد" من زوجته الثالثة، ممتاز محل وهي فارسية الأصل، ورغم أنه كان متزوجا لكنه كان يميل كثيرا إلى هذه المرأة، فلم يرد أنه استغنى عنها قط، أنجب منها ثلاثة عشر طفلا، وحينما اقتربت من ولادة الطفل الرابع عشر توفيت، ولحزن زوجها الشديد عليها فكر في إنشاء ضريح ضخم يجمعهما سويا،، يُعرف حاليا "تاج محل" بكونه أحد عجائب الدنيا السبع، وبعد استكمال بنائه نقل جثمانها إليه، ولكن لم تتوقف الأحداث الحزينة في حياة الإمبراطور الهندي، فقد حدث صراع شديد بين أبنائه على حكم البلاد بعد أن ضعفت صحته وأصبح لا يقوى على إدارة بلاده، نتج عنه قتل بعضهم وتشرد البعض الآخر.
متعلقات