وتحظى هذه التغيرات بدعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (32 عاما)، وتشكّل حجر الأساس في خطة التحول الاقتصادي الطموحة التي أعلن عنها في 2016 والهادفة إلى وقف الاعتماد على النفط، وإلى الانفتاح على قطاعات أخرى، بينها الترفيه.
وتأمل السعودية بذلك أن يُنفق مواطنوها في قطاع الترفيه في بلدهم بدلا من التوجّه إلى بلدان مجاورة طلبا للسينما والمسرح والعروض والحفلات.
وتهدف القناة الجديدة إلى استقطاب الإعلانات التي تدر مئات ملايين الدولارات، والكوادر السعودية الشابة التي تعمل في دول مجاورة أكثر انفتاحا، بينها الإمارات.
وقال الشريان: "اليوم 90 بالمئة تقريبا من الإعلانات تذهب خارج السعودية، وهذه القناة مهمتها إعادة الأموال المهاجرة"، والشبان السعوديين، إلى المملكة صاحبة أكبر اقتصاد عربي.
وتحلّ "أس بي سي" في مكان القناة الثقافية الحكومية، لتعمل تحت مظلة هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى جانب قنوات حكومية أخرى بينها القناة الأولى التي تبث برامج عامة أيضا، وقناة القرآن الكريم، وقناة "الإخبارية".
وقال الشريان إن "القناة السعودية الأولى "تتوجه أكثر للأعمار الكبيرة"، بينما "هذه القناة (الجديدة) ستتوجه للشباب".
وستعرض القناة بحسب القيمين عليها مسلسلات سعودية وعربية حصريا، لأول مرة على شاشة حكومية سعودية بعدما كانت تعرض بالمشاركة مع قنوات أخرى، وبينها مسلسل للممثل المصري عادل إمام الذي عادة ما تتصدر أعماله المسلسلات في رمضان.
وستبث القناة مسابقات غنائية، وبرامج دينية، وغيرها. كما أنها ستسمح للسعوديات بالعمل في مجال الإعداد والإخراج وتقديم البرامج، وبينها برنامج حواري صباحي، وآخر للطبخ، وثالث للسينما.
والأربعاء الماضي اعتبرت هيئة الإذاعة والتلفزيون في بيان أن برامج "أس بي سي" والقناة السعودية الأولى "تواكب روح التطوير والتجديد التي أطلقتها رؤية المملكة 2030 (...) لتعزيز روح الانفتاح ونبذ الفكر المتطرف"
.
وقال فهد شليل مدير عام الإنتاج والبرامج في هيئة الإذاعة والتلفزيون لفرانس برس "هدفنا أن تكون +اس بي سي+ انطلاقتها قوية جدا"، مضيفا أن القناة "تنافس القنوات المشهورة والكبيرة".
وتدخل قناة "أس بي سي" في منافسة مع شبكات سعودية خاصة رائدة في الشرق الاوسط، في مقدمتها "أم بي سي" و"روتانا". وكان مؤسسا الشبكتين العملاقتين وليد الإبراهيم والأمير الوليد بن طلال بين عشرات جرى توقيفهم لأسابيع العام الماضي على خلفية قضايا فساد.
ونشرت تقارير في وسائل إعلام غربية حول أن الأمير محمد الذي قاد حملة التوقيفات هذه، طلب التنازل لصالح الحكومة عن حصص في المجموعتين في مقابل الإفراج عن الإبراهيم والوليد بن طلال، لكن لم يأت أي تأكيد رسمي سعودي حول هذه التقارير.
وتعهّد الشريان، الصحافي الذي سطع نجمه حين كان مقدّما لبرنامج حواري سياسي على "أم بي سي" قبل تعيينه في منصبه الحالي، بأن تدخل القناة الجديدة المنافسة منذ البث الأول.
وقال "ستنطلق وستكون في المقدمة من اليوم الأول".
وسبق انطلاق القناة الجديدة حملة إعلانية ضخمة في عدة مدن عربية.
وفي دبي، تنتشر في الشوارع المحيطة بمقر "أم بي سي" إعلانات للقناة السعودية الجديدة، وضع عليها شعارها إلى جانب عبارة "غصب تحبها"، أي ستحبّها رغما عنك.
وقال المتحدث الرسمي باسم "أم بي سي" مازن حايك لفرانس برس إن المجموعة "لطالما رحّبت بالمنافسة وما زالت تُرحّب بها، فالمنافسة ظاهرة صحيّة لانها تضع أمام المستهلك مروحة واسعة من الخيارات بأفضل الشروط والمواصفات".
وأضاف "لا ريادة في سباق تكون فيه بمفردك. وكلما اشتدّت المنافسة كلما أصبح للريادة معنى أبرز وأكثر رمزية ووقعاً".