مئات المواقع تفتح أذرعها لاحتضان 100 مليون سائح سنوياً وصحيفة سعودية تكشف عدد منها
الخميس 17 اكتوبر 2019 الساعة 21:11
الأحرار نت/ متابعات

مع إقرار السعودية الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية، وفتح باب إصدار التأشيرات السياحية الإلكترونية، بدأت أفواج السياح من مختلف دول العالم بالقدوم للبلاد، تزامناً مع إطلاق مشروعات سياحية كبرى، وإقرار تنظيمات محفزة للاستثمار والقطاع السياحي في بيئات متعددة. فالسعودية تحتضن مئات المواقع الجاذبة في مختلف مناطقها، التي تم تأهيل كثير منها لاستقبال السياح، من داخل وخارج البلاد. كما يجري استكمال كثير منها، ما بين آثار وأمكنة تاريخية ودينية ومناطق ترفيهية تشكل عوامل جذب للسياح، وصولاً إلى هدف استقبال 100 مليون زيارة سنوية بحلول عام 2030، مقابل نحو 41 مليون زيارة في الوقت الراهن، وهو ما يعني أن السعودية ستكون ما بين أكثر 5 دول تستقبل السياح على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» رصدت عدداً من المواقع السياحية التي تعد أماكن جذب للسياح، وترضي جميع الأذواق والاهتمامات في مختلف أرجاء المملكة، وتتمتع بمواقع تراثية وترفيهية، حيث نصت رؤية المملكة 2030 على العمل لإحياء مواقع التراث الوطني.

الدرعية أكبر متحف إسلامي

تشكل الدرعية مشروعاً سياحياً ثقافياً حيوياً، حيث تضم أكبر متحف إسلامي في الشرق الأوسط، إضافة إلى مدينة طينية تشمل مكتبة الملك سلمان وأسواقاً ومجمعات تجارية ومطاعم ومواقع احتفالات. وتقدر مساحة مشروع هيئة تطوير بوابة الدرعية بما يفوق المليون وخمسمائة ألف متر مربع، وستكون مشروعاً حيوياً ومقصداً لسكان وزوار مدينة الرياض. ولهذا الغرض تمت الموافقة بأمر ملكي على إنشاء هيئة لتطوير بوابة الدرعية.

العلا... التاريخ يغفو هنا

تعد محافظة العلا من أهم مواقع التراث الثقافي والحضاري في السعودية، وتحوي آثاراً، بعضها ظاهر وبعضها مدفون تحت الأرض، وجلها موغل في القدم. كما تتمتع المحافظة بوجود أماكن سياحية متكاملة مؤهلة لأن تكون أحد المزارات المهمة في البلاد، بل وفي المنطقة. وقد صدر مرسوم ملكي بإنشاء هيئة ملكية لمحافظة العلا، التي تقع غرب الجزيرة العربية، وتتبع إدارياً لمنطقة المدينة المنورة، وتبعد عنها تقريباً 300 كيلومتر شمالاً. وتقع إلى الشمال مباشرة من مدينة العلا آثار الحجر، المعروفة أيضاً بمدائن صالح، وهي آثار ترجع إلى حضارة الأنباط (قوم نبي الله صالح)، أشهرها البيوت التي كانوا يحفرونها في الصخور.

الأخدود... بصمة

في سجل التاريخ

تعد الأخدود قرية أثرية تاريخية، ويرجع تاريخها إلى ما قبل 2020 عاماً، وتستقبلك العظام الهشة والرماد الكثيف الشاهد على المحرقة الهائلة التي حدثت فيها، وبقايا الرسوم القديمة بنقوشها المختلفة، كاليد البشرية والحصان والجمل والأفاعي المنحوتة على الصخور، والأحجار الكبيرة، والرحى العملاقة، وبقايا المسجد أحد أبرز تلك الآثار. وتتمتع القرية بوجود كثير من الأماكن الأثرية والسياحية التي وضعت بصماتها في سجلات التاريخ، والتي يجاورها قصر الإمارة التاريخي، وآبار حمى، وقرى تراثية تنتشر على ضفاف وادي نجران. وتقع قرية الأخدود على مساحة 5 كيلومترات مربعة جنوب غربي نجران، وتحكي قصة أناس عاشوا قبل أكثر من ألفي عام، وورد ذكرهم في القرآن الكريم.

نجران... متحف تاريخي ينبض بالحياة

تعد نجران، بما سجله التاريخ فيها، متحفاً تاريخياً حياً، خصوصاً بعد اكتشاف آثار متعددة، حيث تشتمل على نقوش وكتابات بالخط المسند، وهو الخط الذي استخدمته دولة «حمير» (بين 115 قبل الميلاد و14 ميلادية)، ونقوش هيروغليفية ومصرية قديمة، إضافة إلى نقوش كوفية يعود تاريخها للعصور الإسلامية الأولى. وربما الأهم من ذلك هو العثور على رسوم لبعض الحيوانات، من خيول وجمال ونعام وظباء، إلى جانب مصنوعات يدوية مهمة تثبت وجود العنصر البشري في المنطقة خلال العصر الحجري.

وقد أظهرت الاكتشافات الأثرية الأخيرة أن المنطقة شهدت قيام عدة حضارات، يعود بعضها إلى العصر الحجري. فقد عثر الباحثون فيها على آثار حضارة إنسانية تعود إلى أكثر من مليون سنة، بما في ذلك اكتشاف آثار لبحيرات قديمة تدل على أن تلك المنطقة الواقعة في أحضان الربع الخالي كانت لها أهمية تاريخية كبيرة، مما جعلها نقطة ارتكاز في صراع الممالك العربية القديمة الراغبة في السيطرة على تلك الواحات الخضراء.

دومة الجندل... قلاع ومساجد وبحيرات

أما دومة الجندل، فتعد إحدى محافظات شمال السعودية، وهي منطقة أثريّة يوجد بها كثير من المواقع التاريخية والأثرية، مثل مسجد عمر بن الخطاب وقلعة مارد. وما يميز منطقة دومة الجندل وفرة المياه العذبة، وهي تعد من أهم الأماكن الجيولوجية في السعودية. ومن أبرز مواقعها السياحية والأثرية قلعة مارد، ويطلق عليها أيضاً «حصن مارد»، وقد تم بناؤها من الحجارة على مكان مرتفع يصل إلى ألفي قدم تقريباً. أما مسجد عمر بن الخطاب، فيوجد وسط المدينة القديمة، وهو من أهم مساجد المملكة الأثرية، إضافة إلى سور دومة الجندل، ويوجد في الغرب من المدينة، وتم اكتشافه عام 1406 ميلادي، ويبلغ ارتفاعه (4.5) متر، وتم بناؤه من الحجر بأسلوب بناء قلعة مارد نفسه، وله جدار طيني من الداخل. وبحيرة دومة الجندل توجد في الشرق من المدينة.


جدة التاريخية... إحياء التراث

تعد جدة التاريخية معلماً سياحياً وتراثياً يستحق الزيارة، وتعرف محلياً باسم جدة البلد، وتقع في وسط مدينة جدة، ويعود تاريخها - حسب بعض المصادر - إلى عصور ما قبل الإسلام، ونقطة التحول في تاريخها كانت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عندما اتخذها ميناءً لمكة المكرمة في عام 26هـ الموافق 647م. وتضم جدة التاريخية عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، مثل آثار سور جدة، وحاراتها التاريخية: حارة المظلوم، وحارة الشام، وحارة اليمن، وحارة البحر. كما يوجد بها عدد من المساجد التاريخية، وأبرزها: مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، ومسجد المعمار، وجامع الحنفي، إضافة إلى الأسواق التاريخية. وفي 21 يونيو (حزيران) 2014، أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي. وأمر الملك سلمان بن عبد العزيز، في يونيو (حزيران) 2018، بإنشاء إدارة باسم إدارة مشروع جدة التاريخية ترتبط بوزارة الثقافة، مع تخصيص ميزانية مستقلة لها، وذلك بناء على ما عرضه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفي مايو (أيار) 2019، وجه الأمير محمد بن سلمان بدعم مشروع ترميم 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية، بمبلغ 50 مليون ريال سعودي (كمرحلة أولى).

تاروت... قلعة منيعة وسط غابات النخيل

في شرق السعودية، تمت إعادة ترميم قلعة تاروت التاريخية، التي تقع في جزيرة تاروت في محافظة القطيف، حيث تتمركز هذه القلعة التي يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من 1500 عام فوق تل مرتفع. ويعتقد أن هذا التل يقع تحته معبد الملكة عشتار، وهي إحدى ملكات الدولة السومرية، حيث قامت ببنائه بعدما طردها الملك جلجامش من بلاد ما بين النهرين. ويؤكد المؤرخون أن تاريخ بناء القلعة يرجح بين عامي 1521 و1525، بواسطة البرتغاليين، لتحميهم من هجمات العثمانيين. ولكن بعض هؤلاء المؤرخين يعتقدون أن وجودها جاء في زمن القرامطة.

ولعل بقاء القلعة حتى هذا اليوم يعود إلى طريقة البناء، ونوعية الحجارة التي استخدمت فيه، حيث تحتوي حجارتها على الصخور والحديد، وهذا الشيء جعلها متماسكة إلى يومنا هذا، كما أنها تقع وسط غابة من النخيل، وعلى مرتفع صخري يعد الأعلى بين المرتفعات في منطقة القطيف، وهي محط جذب للسياح وذوي الاهتمام التاريخي والأثري.


أشيقر... قرية المباني الطينية

وفي وسط السعودية، حيث تقع أشيقر التراثية التي تتميز بالآثار القديمة، ببيوتها الطينية التي قاومت عوامل التعرية المتغيرة. وتعد قرية أشيقر من الأماكن المميزة ذات الطبيعة العربية، بداية بمبانيها الطينية، وانتهاءً بمزارع النخيل التي تنتشر في أرجائها، بوصفها أقدم القرى النجدية، حيث يعود تاريخها لما قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد خرج منها عدة شعراء في الجاهلية وفي عصر صدر الإسلام.

وتحتوي أشيقر في الوقت الحالي على البيوت المرممة، حتى أصبح بعضها جاهزاً للسكن واستقبال الزوار والضيوف، وجرى بناء مقر لدار التراث الذي يحتوي على معالم الحياة القديمة، من جلسة شعبية إلى متحف يزخر بالقطع الأثرية المتنوعة وبعض المقتنيات.

ذي عين... قرية الحجارة

تمثل قرية ذي عين التراثية، الواقعة في منطقة الباحة، أحد الكنوز الحضارية التي تزخر بها أرض المملكة. وتنبع أهميتها من موقعها الجغرافي وعمقها التاريخي، وما تمتلكه من مقومات طبيعية وسياحية متميزة.

وتتكون مباني هذه القرية من طابقين إلى أربعة طوابق، وهي قرية تم بناؤها على قمة جبل أبيض، وتضم عدداً من المنازل ومسجداً. وقد استخدم في بناء جدر منازل قرية ذي عين الحجارة، أما الأسقف فبنيت من أشجار العرعر، وزينت شرفاتها بأحجار المرو على شكل مثلثات متراصة. كما يوجد فيها بعض الحصون التي كانت تستخدم للدفاع عنها وحمايتها من الغارات، أو لأغراض المراقبة.

الغاط التراثية... قرية عالمية

وعلى غرار قرية ذيمتسانا التراثية في شبه جزيرة البيلوبونيز اليونانية، التي تم تحويلها إلى قرى سياحية متكاملة، من فنادق ونزل تراثية ومتاحف، استطاعت محافظة الغاط أن تلفت أنظار العالم بجائزة أفضل مشروع تأهيلي للقرى التراثية، وذلك من منظمة السياحة العالمية، بوصفه مشروعاً اقتصادياً متكاملاً، نظراً لما يمثله من مورد اقتصادي مهم يسهم في تنمية المنطقة.

وقد أصبحت تلك الواحة الخضراء، المتمثلة بمحافظة الغاط التي تقبع بين ثنايا جبال طويق، بعدد سكان لا يتجاوز الـ18 ألف نسمة، مقصداً ومزاراً للسياح الأوروبيين والأجانب الذين اعتبروا بلدة الغاط القديمة معلماً من معالم المنطقة. وكانت منظمة السياحة العالمية في البرتغال قد أقامت حفلاً كبيراً مؤخراً لتسليم جوائز يوليسيس التي تمنحها المنظمة للشخصيات والمشاريع السياحية المتميزة عالمياً.

تيماء... هنا أقدم فندق في التاريخ

وفي شمال غربي السعودية، تقع تيماء التي تشتهر بقصورها وأسوارها التاريخية. وتعتمد المدينة في اقتصادها في المقام الأول على الزراعة، ومن أهم المعالم الأثرية: السور الأثري الكبير الذي يصل ارتفاعه إلى نحو 10 أمتار، وقصر الحمراء، وقصر الرضم، وقصر الأبلق الذي يعد أقدم فندق في التاريخ، وقد بناه عاديا جد الشاعر السموأل، وسكنه الشاعر الكبير الأعشى، ووصف منافع القصر والخدمات المقدمة للنزلاء في إحدى قصائده.

المصمك... شاهد تاريخ السعودية

يعد المصمك من أهم المعالم التاريخية في السعودية، إذ يحتل مكانة بارزة في تاريخ مدينة الرياض خاصة، والسعودية عامة، بوصفه يمثل الانطلاقة التي تم على أثرها تأسيس وتوحيد المملكة، إذ اقترن هذا الحصن بملحمة فتح الرياض البطولية التي تحققت على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن.

وبني حصن المصمك منذ أكثر من 130 عاماً، في عهد محمد بن عبد الله بن رشيد، واستعاده الملك عبد العزيز عام 1902م. وقد استخدم فيما بعد مستودعاً للذخيرة والأسلحة، وبقي يستخدم لهذا الغرض إلى أن تقرر تحويله إلى معلم تراثي يمثل مرحلة من مراحل تأسيس المملكة العربية السعودية.

متعلقات