حين تذكر "قنا" تتناثر أبيات الشعر التي تتغنى بجمالها وطبيعتها الخلابة، ولعل البيت الشهير في قصيدة ياقوت الحمودي الذي قال: "وقنا موضع باليمن"، تتصدر من تغنوا في "قنا" الواقعة جنوب غربي محايل عسير.

المصور الضوئي إدريس آل جلي، استطاع أن يوثق جمال الطبيعة في "قنا" مجسداً واقع المناظر الساحرة والأدوية الخضراء وسط الأجواء العليلة، والتي يتواجد بين جناباتها عدد من آثار القلاع والحصون القديمة والنقوش الصخرية.

وقال: "المدينة التي تأسست في عهد الإمام محمد بن إدريس، انضمت إلى السعودية إبان حكم مؤسس الدولة السعودية الملك عبد العزيز آل سعود عام 1346 هـ، وكانت تعرف آنذاك بإمارة قنا والبحر".

وأوضح آل جلي، العضو بنادي تهامة الضوئي، قيامه بتوثيق جمال هذه المدينة التي ترسم الخضرة ألوانها في كل مكان، وتتميز بإحاطتها بالجبال من كافة النواحي، منها جبل "مدى" الذي يصب منه أكبر أودية قنا وهي: وادي حويه ووادي المعشور وبوابة قنا الشمالية والمنفذ الوحيد الرابط قنا بمحافظة محايل عسير.

وتحدث عن أبرز المعالم والمتنزهات في قنا، منها جبل مدى الذي يصل ارتفاعه إلى 1500 متر تقريبًا ويقع في الجنوب الشرقي من قنا ويتميز بالحياة الفطرية المتنوعة فيه، وجبل رهبان الذي يتميز بشديد الاتساع ويغطي غرب قنا بالكامل، كما يتميز بوفرة الغطاء النباتي فيه.

ويوجد في "قنا" حصن ابن إمزليل وهو قصر لأحد مشايخ قنا القدامى، والذي لا يزال متماسكًا حتى الآن ووادي الخب: وهو وادٍ يقع في شرق قنا يستمر في الجريان طوال العام فيه من التنوع الأحيائي الهائل، ويعتبر مزارًا ومتنفسًا لجميع أهالي قنا.

ومن أشهر الأدوية في "قنا" وادي "حوية" وهو وادٍ كبير يقع في شرق قنا يغديه جبل مدي والجبال المحيطة به ويعتبر من أكبر أودية قنا ويتميز بكثرة أشجار السدر فيه، كما تضم وادي "رعلة" وهو واد كبير يقع في شمال قنا، يتميز بكثرة أشجار السدر والسمر فيه وفي هذا الوادي شلالات جميلة.

كما اشتهرت "قنا" بشجرة "حوية"، وهي شجرة ضخمة جدًا ويقال إن عمرها قد تجاوز 100 عام تقع في وادي حوية، وتعتبر شعارًا ورمزًا هاما لقنا، فلا يكاد أن يكون قد زار أحد ما قنا دون أن يزورها.

وسبب تسميتها بـ"قنا" نسبة إلى اسم نبت القنا الذي ينبت في الأودية والأماكن الرطبة، كما ولم تذكر قنا المشار إليها هنا إلا في مواضع مقتضبة في كتب التراث العربية.