يسدل المهرجان الوطني للمسرح في العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الخميس، الستار عن فعالياته المسرحية التي تتنافس خلالها نحو عشرة أعمال مسرحية على مدى عشرة أيام للفوز بجوائز المراكز الأولى بالمهرجان.
ويعد المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح - الشارقة، خلال الفترة من 10 حتى 20 من شهر ديسمبر الجاري، هو المهرجان المسرحي الأول الذي تحتضنه مدينة عدن منذ نحو 11 عاماً.
وحقق المهرجان الوطني للمسرح بعدن، نجاحاً منقطع النظير، وهو ما جسده الإقبال الجماهيري الواسع لمختلف ألوان الطيف المجتمعي من المهتمين بالشأن الثقافي والمسرحي والفني والإبداعي والمواطنين المتعطشين لتنظيم الأعمال الدرامية والمسرحية بشكل دائم وموسمي ودون انقطاع.
كما يعكس المهرجان المسرحي الذي أُقيم بمشاركة أعمال مسرحية تمثل عدداً من محافظات الجمهورية، مدى حرص واهتمام وزارة الثقافة ممثلة بالوزير مروان دماج، بإقامة وتنفيذ الأنشطة والمهرجانات الثقافية والمسرحية ورعاية الأعمال الإبداعية والمبدعين.
وشملت المسرحيات المتنافسة في المهرجان، (اللقاء العظيم) تأليف علي باكثير وإعداد وإخراج علي يافعي (عدن)، و (انسى) تأليف عباس الحايك وإعداد سعيد عاطف وإخراج الدكتور عبدالسلام عامر (أبين)، و (الطوق) تأليف محمود الورواري وإخراج محمد اليافعي (عدن)، و (إغراء السنابل) تأليف خالد القحوم وإخراج عبدالهادي التميمي (حضرموت).
كما شملت المسرحيات المتنافسة، (من الجوال) تأليف إبراهيم الشاش وإخراج ياسر سّلام (عدن)، و (زبد) تأليف وإخراج عمر مكرم (عدن)، و (البريئة) تأليف مختار مقطري وإخراج محمد الرخم (عدن)، و (هاملت يستيقظ متأخراً) تأليف ممدوح عدوان وإخراج عدنان ناشر (الحديدة) و (ميس) تأليف هايل المذاري وإخراج أحمد جبارة (تعز).
وسبق تدشين المهرجان جهود وتحركات وأعمال تحضيرية بدأت بتشكيل لجنة فنية للمهرجان برئاسة وكيل محافظة عدن محمد شاذلي، والوكيل المساعد لوزارة الثقافة لقطاع الفنون والمسرح نجيب سعيد ثابت نائباً لرئيس اللجنة، ومدير عام مكتب الثقافة في عدن أحمد عبدالله حسين نائباً لرئيس اللجنة - مديراً للمهرجان ومقرر وخمسة أعضاء آخرين، وتشكيل لجان فرعية مختصة بإجازة النصوص وتحديد الفائزين وإعداد وتحضير المسرح والجوانب الإعلامية والأمنية.
كما شرعت اللجنة الفنية للمهرجان فور تشكيلها مباشرة بالتحضير للمهرجان، وبدأت اللجنة الفرعية المكلفة بإجازة النصوص، باستقبال النصوص المسرحية المتقدمة للمشاركة بالمهرجان واستخلاص القائمة المشاركة منها، وصولاً إلى استخلاص عشرة نصوص مسرحية وفقاً للشروط والمعايير المحددة من أصل 27 نصاً مسرحياً متقدماً للمشاركة بالمهرجان، كما تضمنت الجهود البدء بالبروفات المسرحية وغيرها من التحضيرات والاستعدادات المختلفة التي نجحت في مجملها بتجاوز عدد من صعوبات إقامة المهرجان المسرحي الذي يعد بمثابة حدث فريد من نوعه وعودة الروح مجدداً للمسرح التاريخي والعريق في عدن.
يُذكر أن المسرح في عدن الذي يعد الأول على مستوى شبه الجزيرة العربية مر بعدة مراحل تاريخية، وكانت البداية منذ ما قبل الاستقلال الوطني من الاستعمار البريطاني، مروراً بمرحلتي ما بعد الاستقلال وبعد الوحدة اليمنية وصولاً إلى المرحلة الراهنة، كما حطت أول فرقة مسرحية رحالها في عدن وتحديداً في حي القطيع بمديرية صيرة (كريتر) عام 1904م، وذلك قبل مغادرتها عدن إلى أفريقيا.
وكان أول عمل مسرحي بعدن بعنوان (شهداء الغرام) عام 1926م، ثم جاءت فرقة مصافي عدن عام 1957م، وعقب الاستقلال شهد مسرح عدن مسرحيتي (التركة وغربان يا نظيرة)، كما عانى المسرح من الركود خلال العقدين الماضيين، واقتصرت الأعمال المسرحية على بعض المبادرات الشبابية الذاتية بالمناسبات السنوية في كل من عدن وصنعاء.