أحرق متظاهرون عراقيون غاضبون مقرات عدة أحزاب وفصائل مسلحة، في مدينة الناصرية، مساء امس الجمعة، عقب اغتيال ناشط مدني، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية.
وقال المصدر إن "متظاهرين غاضبين قاموا بإحراق مقرات حزب الدعوة ومنظمة بدر وعصائب أهل الحق في مدنية الناصرية" بمحافظة ذي قار جنوب غرب بغداد.
وأضاف المصدر أن "حرق المتظاهرين مقرات هذه الأحزاب، جاء احتجاجاً على اغتيال الناشط علي العصمي".
وكان مسلحون ملثمون يستقلون سيارة نوع بيك آب، لا تحمل لوحات تسجيل، اعترضوا الجمعة، سيارة الناشط المدني علي العصمي في تقاطع الشيباني، وسط مدينة الناصرية، وأجبروه على الترجل منها وقتلوه أمام المارة.
وقال الناشط سلام العصمي، عبر فيسبوك، إن مسلحين قتلوا شقيقه الصغير علي العصمي الذي كان يستعد للزواج خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ووجه العصمي كلامه للجناة بأن من قتلوه هو شقيقه الأصغر وليس هو، مما يشير إلى أن المستهدف الأول بالنسبة للمسلحين هو سلام وليس علي.
وهذا الناشط هو الخامس الذي يجري اغتياله منذ بداية ديسمبر الجاري في العراق، حيث تزداد حملة التخويف والخطف وقتل المتظاهرين في البلاد.
ومنذ مطلع أكتوبر عُثر على نشطاء جثثا في عدد من المدن العراقية، كذلك احتُجز عشرات المتظاهرين والناشطين لفترات متفاوتة على أيدي مسلحين قيل إنهم كانوا يرتدون الزي العسكري، إلا أن السلطات لم تتمكن من تحديد هوياتهم.
وتعرض ناشطون في بغداد وأماكن أخرى بالفعل لتهديدات وعمليات خطف وقتل، يقولون إنها محاولات لمنعهم من التظاهر.
ودعا تقرير خاص بالتظاهرات، صادر عن بعثة الأمم المتحدة في العراق، السلطات إلى وقف استهداف المتظاهرين وملاحقة المتورطين بذلك.
وحملت البعثة "جهة مجهولة ثالثة"، و"كيانات مسلحة"، و"خارجين عن القانون" و"مفسدين" مسؤولية "القتل المتعمد والخطف والاحتجاز التعسفي".
وقتل في الاحتجاجات التي تطالب بـ"إسقاط النظام" في العراق، ما يقارب 460 شخصا وأصيب أكثر من 20 ألفا بجروح حتى اليوم.