الأمم المتحدة التي ظلت خلال الثلاث السنوات الماضية صامتة إزاء انتهاكات الحوثيين للاغاثة جاءت تقاريرها مختلفة مع بداية هذا العام بالتوازي مع تقارير لشبكة سي ان ان والاسوشتيد برس الذين وثقوا بعضا من عمليات نهب للإغاثة الإنسانية تقوم المليشيا الحوثية بسرقتها على نطاق أكبر بكثير مما يتم الإبلاغ عنه..
عشرون منطقة في البلاد من بين 33 منطقة تقع تحت سيطرة الانقلابيين تعاني من فجوة واسعة بين كمية إمدادات المعونات الغذائية التي تم تسليمها رسمياً وما تم توزيعه على المستحقين، وفقاً لفريق شبكة "سي إن إن" الذي كشف ان 70% من المواطنين يعيشون ضمن مناطق سيطرة الحوثيين..
فبينما اصر منسوبو الهيئات الإغاثية العالمية، على مراقبة وصول المساعدات لمستحقيها ، تداعت المليشيات الى فرض مزيد من القيود عليها ، والتأخير في إصدار التأشيرات أو رفض إصدارها على الإطلاق.. ست نقاط تفتيش استحدثها الحوثيون على مداخل الطرق الرابطة بين محافظات الحديدة اب صنعاء تعز حجة وذمار نهبوا عبرها 697 شاحنة إغاثية ، في حين تعرضت حمولة 34 سفينة اغاثية للتلف من بين 88 سفينة تحتجزها المليشيات في ميناء الحديدة منذ عامين ..
ووفق تصريحات لعشرات النساء حول الحوثيون مقر السلطة المحلية بأمانة العاصمة صنعاء الى احد اكبر مراكز النهب والاحتيال والتلاعب بالمعونات ، ونتيجة ذلك التلاعب بالمساعدات وقع الأطفال والنساء والشيوخ المغلوبون على امرهم ضحايا الخلاف بين برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ووكالات مساعدات قام الحوثيون بتعيينها لتتولى توزيع المعونات الأممية الا ان البرنامج اكتشف تلاعب الحوثيين بالكشوفات ليطلق ديفيد بيزلي المدير التنفيذي للبرنامج تقريرا يتهم فيه الحوثيين مباشرة بسرقة طعام المحتاجين..
أما الصحة العالمية هي الأخرى لم تسلم من عمليات النهب الحوثية للأدوية واللقاحات ، فقد كشفت مع نهاية العام أن الحوثيين قاموا بعمليات نهب واسعة من حملة شلل الأطفال التي تم تنفيذها خلال الفترة من 23 – 25 سبتمبر بمبلغ قدر ب 600 مليون ريال ، ناهيك عن وضع عراقيل وقيود امام لقاحات انفلونزا الخنازير.
وكما بدأ العام 2019 بقصف المليشيا الانقلابية لمطاحن البحر الأحمر انتهى العام كذلك بجريمة قصف جديدة للصوامع قبيل توزيع الحبوب على المحتاجين متسببة بإتلاف 51 الف طن من الدقيق والحبوب التي تمت تنقيتها مؤخرا .. سلسلة من عمليات القصف نفذتها المليشيات على مطاحن الغلال خلال العام 2019 تجاوزت الخمسة اعتداءات تعرضت خلالها كميات كبيرة من الحبوب للتلف كانت تكفي لإطعام 3 ملايين و700 الفا من الناس لعدة اشهر ..
الى جيوب وكروش الحوثيين ومن ولاهم تذهب المساعدات الإنسانية ، لتبقى المعونات مجرد ارقام على الورق فقط بينما على ارض الواقع يتضور الأطفال جوعا الى جانب 10 ملايين يمني حرموا منها ، وباتوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة وفق تقارير الأمم المتحدة..