قاد الزعيم الإرهابي الأعلى في النظام الإيراني آية الله علي خامنئي حشودا هائلة اليوم الاثنين في صلاة الجنازة على قاسم سليماني القائد بالحرس الثوري وبكى علنا على الجنرال الذي هلك في ضربة أمريكية بطائرات مسيرة في العراق.
وتدفق الإيرانيون، الذين زعمت وسائل إعلام رسمية إن أعدادهم بالملايين، على الشوارع في العاصمة الإيرانية لوداع قائد فيلق القدس، الوحدة المكلفة بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني.
وبدا أن حجم الحشود في طهران والذي ظهر على التلفزيون هو الأكبر منذ جنازة مؤسس ثورة الإرهاب الإيرانة المقبور الخميني عام 1989، والذي قاد الثورة التي وضعت إيران على مسار تصادم سياسي مع محيطها ومع واشنطن.
ويعتبر العديد من الإيرانيين سليماني، الذي شارك في حرب إيران والعراق التي استمرت ثمانية أعوام، بطلا قوميا. وكان ينظر له على نطاق واسع على أنه ثاني أقوى شخصية في البلاد بعد خامنئي.
وفي لقطات بثها التلفزيون الرسمي، تهدج صوت خامنئي بينما كان يؤم الصلاة الأمر الذي أجبره على التوقف.
ورددت الحشود هتاف ”الموت لأمريكا“. وحمل أحد المشيعين لافتة كتب عليها ”من حقنا السعي لانتقام قاس“، وهي الرسالة التي يرددها هذه الأيام قادة إيران العسكريون والسياسيون ومن يوالونهم في المنطقة.
ولُف كفنا الإرهابيان الهالكان سليماني والعراقي أبو مهدي المهندس، الذي نفق هو الآخر في هجوم الجمعة، بالعلم الوطني وجرى تمريرهما فوق رؤوس المشيعين في وسط طهران.
وبدأت المراسم الكبيرة، التي أظهرت لقطات تلفزيونية أنها أغلقت شوارع بأكملها في العاصمة، من جامعة طهران وانتقلت إلى ميدان آزادي أو ميدان الحرية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الجيش الأمريكي وضع قائمة تضم 52 هدفا، وهو نفس عدد رهائن السفارة الأمريكية الذين احتجزوا لمدة 444 يوما بعد الثورة الإيرانية، وقال إنها ستُضرب إذا تعرض مواطنون أمريكيون أو أصول أمريكية لهجمات.
وأضاف ترامب، الذي فرضت إدارته عقوبات جديدة على إيران منذ عام 2018 بسبب طموحاتها النووية وغيرها من الأنشطة عبر وكلاء في المنطقة، أن الأهداف تشمل مواقع ثقافية. وأثارت تصريحاته انتقادات من خصومه السياسيين الأمريكيين.
*صحوة
قالت زينب سليماني، ابنة القائد، في خطابها أمام المشيعين ”يجب أن تعلم أمريكا والصهيونية أن استشهاد أبي سيؤدي إلى صحوة ... في جبهة المقاومة وسيجلب عليهما يوما أسود يسويهما بالأرض“.
وأضافت ”أيها المعتوه ترامب لا تعتقد أن كل شيء قد انتهى باستشهاد والدي“.
كما حضر حلفاء إيران في المنطقة الجنازة، بمن فيهم إسماعيل هنية، زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية، الذي قال خلال المراسم إن سليماني هو ”شهيد القدس“.
ووجه القادة الإيرانيون مجموعة من التهديدات منذ الضربة الأمريكية على مطار بغداد، لكنهم لم يقدموا أي تفاصيل حول كيفية الرد.
وقال الأميرال حجي زاده قائد سلاح الجو في الحرس الثوري في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية ”حتى قتل ترامب لن يشفي غليلنا، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يكون مقابلا لدم الشهيد سليماني هو طرد أمريكا تماما من المنطقة“.
وأمس الأحد، أيد البرلمان العراقي توصية من رئيس الوزراء بإصدار أوامر لجميع القوات الأجنبية بالخروج من العراق.
ولطالما قالت طهران إنها ستختار توقيت ومكان أي رد في المواجهات السابقة مع واشنطن.
ونقل عن سليماني قوله للولايات المتحدة في عام 2018 ”إذا بدأت الحرب، فنحن من سينهيها“.
وعاة ما يردد الإيرانيون تهديدات عنترية ضد أمريكا ، وفي أحسن الأحةال ينفذون عمليات استفزاز محدودة للغاية ضد المصالح الامريكية التي عادة ما تقابلها الولايات المتحدة بالتغاضي او اللامبالاة حتى جاءت الضربة الامريكية الاخيرة الجمعة الماضية لتضع كل التهديد والوعيد الايراني على محك حقيقي امام الشعب الإيراني واتباع نظام الملالي في طهران ومؤيديه ومليشياته في المنطقة .