قال متحدث باسم قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر يوم الأربعاء إن الجيش الوطني لن يسمح للأمم المتحدة باستخدام المطار الوحيد العامل في العاصمة طرابلس التي يسعى للسيطرة عليها.
كانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد ذكرت في وقت سابق يوم الأربعاء أن الجيش الوطني الليبي يعرقل المساعي الإنسانية وجهود الوساطة في البلد الذي يشهد صراعا بين تحالفات فضفاضة من غرب وشرق ليبيا منذ 2014.
ويحاول الجيش الوطني الليبي، المدعوم من مصر والإمارات، منذ أبريل نيسان انتزاع السيطرة على طرابلس لكنه فشل في اختراق دفاعات المدينة.
لكنه يتمتع بالتفوق الجوي بفضل الطائرات المسيرة القتالية التي تقدمها الإمارات والتي تغطي ليبيا بأكملها عن طريق قمر صناعي، حسبما أفاد تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني.
وذكر المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري للصحفيين في مدينة بنغازي بشرق البلاد أنه سيتعين على الأمم المتحدة استخدام مطارات أخرى مثل مصراتة لأنه لا يمكن لقواته ضمان سلامة الرحلات إلى مطار معيتيقة نظرا لأن تركيا تستخدمه كقاعدة.
وقدمت تركيا طائرات مسيرة قتالية إلى طرابلس كان يتم تشغيلها من مطار معيتيقة كما أمدتها بدفاعات جوية متطورة.
ووافق مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء على أول قرار له بشأن ليبيا منذ اندلاع الحرب على طرابلس معبرا عن ”قلقه البالغ بشأن استغلال الإرهابيين والجماعات المسلحة للصراع“. وطالب بأن تلتزم الأطراف بوقف دائم لإطلاق النار وفقا للشروط التي وافقت عليها اللجنة العسكرية الليبية المشتركة.
وعبر المجلس عن قلقه من تنامي تورط المرتزقة في الصراع بليبيا.
وقال ديفيد شينكر وهو الدبلوماسي الأمريكي الكبير لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي إن مهمة إعادة الليبيين إلى مائدة المفاوضات تعقدت بسبب مشاركة الأطراف الخارجية.
وقال ”ليبيا ليست مكانا للمرتزقة الروس أو المقاتلين من سوريا وتشاد والسودان. إنها ليست مكانا للإماراتيين أو الروس أو الأتراك ليخوضوا معارك على الأرض من خلال وسطاء يقدمون لهم الرعاية والدعم“.
وتتضمن اللجنة العسكرية المشتركة خمسة ضباط كبار من الجيش الوطني الليبي وخمسة مرتبطين بالحكومة المعترف بها دوليا.
وبدأت الفصائل المتنافسة محادثات بقيادة الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع الماضي بهدف التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار. لكن الجولة الأولى فشلت في التوصل لاتفاق.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في وقت سابق إن الجيش الوطني الليبي منع خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة الرحلات الجوية التي تنقل موظفيها من وإلى ليبيا.
وقالت البعثة في بيان ”تأسف الأمم المتحدة في ليبيا لعدم حصول رحلاتها الجوية الدورية التي تنقل موظفيها من وإلى ليبيا على إذن من الجيش الوطني الليبي للهبوط في ليبيا“.
وقال مصدر يعمل في مجال المساعدات الإنسانية إن حفتر يفرض ”حظر طيران“ في طرابلس وهناك مخاوف من أن تصبح رحلات الأمم المتحدة هدفا محتملا.
ويتوسط غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا بين حفتر وحكومة طرابلس.
ونددت بعثة الأمم المتحدة بضربات جوية أُلقي بالمسؤولية فيها على قوات حفتر لكن دون ذكر القوات بالاسم في أغلب الأحيان.
وساءت العلاقات عندما قالت الأمم المتحدة في تقرير الشهر الماضي إن بنغازي، المعقل الرئيسي لحفتر، تحولت إلى مركز للأنشطة الاقتصادية غير المشروعة مثل تجارة المخدرات والسلاح. كما انتقدت الأمم المتحدة أيضا أنشطة الجماعات المسلحة في غرب ليبيا.
واتهم المسماري غسان سلامة مرة أخرى بالتحيز ضد الجيش الوطني الليبي، وهو اتهام تنفيه الأمم المتحدة.
ولبعثة الأمم المتحدة قاعدة كبيرة في طرابلس. وتقدم البعثة الإغاثة الإنسانية للمهاجرين والنازحين نتيجة الصراع. وقال العلم إن البعثة لها نحو 170 موظفا منتشرين بين ليبيا وتونس.