يرى كثير من الكتاب والمثقفين بان "اتفاق الرياض" الموقع بين الحكومة الشرعية وبعض المكونات، يعد فرصة ثمينة لإعادة توحيد الجبهة الداخلية في مواجهة العدو المشترك لليمن والمنطقة، والمتمثل في ميليشيات الحوثي الموالية لإيران .. معتبرين ان محاولة تأخير تنفيذ بنود الاتفاق والالتفاف على بعض النصوص ليس في صالح الوطن.
وهذا الرأي يتوافق تماما مع توجهات وسياسات الحكومة الشرعية .. ففي اللقاء الصحفي الذي اجراه الدكتور معين عبدالملك رئيس الوزراء مع وكالة الأنباء الكويتية "كونا" قبل ايام، حذر الدكتور معين من أن البدائل عن تنفيذ الاتفاق ستكون "كارثية"،وعلى اثر ذلك عبر ناشطون سياسيون عن دعمهم الكامل للخطوات التي تتخذها الحكومة في سبيل تنفيذ الاتفاق، ورفضهم لأي محاولة للتسويف او التأخير في تنفيذ البنود المتفق عليها بين الحكومة والاطراف الأخرى، وكذا السعي لعرقلة التنفيذ من قبل بعض الاطراف والذي يصب في مصلحة الميليشيات الانقلابية.
الفرصة الأخيرة
وقال الصحفي السعودي "سلطان عبدالعزيز" في مقال له على جريدة "المدينة" السعودية بعنوان "الفرصة الأخيرة" ، بأن اتفاق الرياض هو "الفرصة الأخيرة لليمنيين للاتفاق على إدارة شؤون بلادهم" وان على اليمنيين تنفيذ الاتفاق بحذافيره إذا ارادوا أن يعود اليمن كبلدٍ مُوحَّد، وعدم تكرار سيناريو ما اسماه "حزب الشيطان" في لبنان.
توحيد اليمنيين
واضاف الكاتب " الحوثي من شرائح المجتمع اليمني، وعليه –إذا أراد التعايش مع المجتمع- الانخراط في العمل السياسي، كأي حزبٍ آخر، وسحب السلاح منه، ليكون بيد الدولة اليمنية، وإذا رفض ذلك، فإن ما يُقرّ في اتفاق الرياض، الذي سيُوحِّد اليمنيين، كفيلٌ بالتعامل مع شريحةٍ واحدة، لا تُمثِّل إلا نسبة قليلة، مقارنةً ببقية شرائح المجتمع اليمني، ولذلك على المُتّفقين في الرياض استخدام جميع الوسائل بما فيها «العسكرية»، لإجبار الحوثي على الإقرار بالاتفاق، وإما وضعه كحزبٍ محظور، لا يتمتَّع بأي تمثيل سياسي، إذا ما امتثل لما سيتَّفق عليه اليمنيون في اتفاق الرياض.
شعب واحد
وقال الكاتب في مقاله: أن اتفاق الرياض هو الفرصة الأخيرة لليمنيين وللمُوقِّعين على الاتفاق لتغليب مصالح اليمن العليا على "مصالحهم الضيقة"، فاليمن أولاً وأخيراً هو لليمنيين بجميع شرائحهم الاجتماعية، فهم الذين سيحكمون بلدهم بدون وصاية من أحد، أو وكلاء لإيران، وبدون تدخُّلات خارجية، مضيفاً : "عندما نقول هنا: إن اتفاق الرياض هو الفرصة الأخيرة، فإننا نقصد إنقاذ اليمن واليمنيين من التضحية بأبنائهم في حربٍ عبثية تُحرِّض عليها إيران، وتُنفِّذها بأيدي الانقلابيين، الذين يستفيدون من تطويل أمد الحرب، على حساب أبناء اليمن المخلصين، الذين يدفعون حياتهم ثمناً لها وعندما نقول إنها الفرصة الأخيرة، فإننا نقصد الاتفاق على إنهاء ما تُخطِّط له إيران من تأجيج وإشعال الفتن بين الشعبِ الواحد، عن طريق دعم الانقلابيين، وتحريضهم على أفعالهم".
اليمن لليمنيين
وختم الكاتب مقالته بالقول: "إن اليمن لليمنيين، وليست لغيرهم، والسعودية لم تتخلَ يوماً عن واجب المساندة لإخواننا في اليمن، ويرى الخبراء والمحللون السياسيون أن اتفاق الرياض كفيلٌ بأن يجلب لليمن الأمن والاستقرار والرخاء، ليرجع بالفعل يمناً سعيداً، بدون وصايةٍ أو تدخُّل من أحد فالسعودية تبذل كل جهد سياسي ومالي لتوحيد اليمن، ولا تُريد مقابلاً لذلك، بل تريد فقط أن تشاهد اليمن مُوحَّداً، يَحكمه أبناؤه، بدون وكلاء حرب لإيران، وبدون وصاية أو تدخُّل مِن أحد".
الالتزام خيار وحيد
من جانبه، قال مستشار رئيس الجمهورية الدكتور احمد بن دغر في سلسلة تغريدات على تويتر "ليس لدى الجميع سوى خيار واحد وهو الالتزام بما تم الاتفاق عليه وبالتزامن بين المسارين السياسي والعسكري - الأمني، وهو ما نعمل عليه، مدركين أن معركتنا ليست في عدن.. غايتنا استعادة اليمن الكبير".
فرصة مواتية
واشار بن دغر الى ان هناك "فرصة مواتية لتحقيق تقدم في تطبيق اتفاق الرياض واستعادة الهدوء وتحقيق السلام"، وأوضح "نعكف جميعاً على وضع لمسات أخيرة لخطة تتضمن عودة القوات وانسحابات متبادلة، وتموضع جديد، وسحب السلاح الثقيل والمتوسط، وتعيين محافظ جديد لعدن ومدير أمن، وتمكين لقوات الأمن من السيطرة الأمنية، خطة يمضي تنفيذها برعاية وتوجيهات من الرئيس، وقيادة المملكة، وقيادة الانتقالي".
سلام دائم وشامل
وتابع بن دغر في تغريداته "هناك أمل في التقدم باتفاق الرياض، وهناك وعي وطني يمني ينمو مع الأيام بأهمية السلام في عدن والمناطق المحررة بل وكل اليمن، سلام يمثل الضرورة لوقف نزيف الدماء وعودة الوئام بين الإخوة، سلام دائم وشامل يقوم على رفض الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة والحفاظ على اليمن موحداً وجمهورياً".
فرصة لطي الخلاف
وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور "محمد جميح" في تغريدة له عل موقع "تويتر" ان اتفاق الرياض فرصة لطي الخلاف والخوف الوحيد ألا يتم "أخذه بقوة" .. موضحا: بان أفضل الاتفاقات يصبح سيئاً إذا تعاطت معه السلطة بيد مرتعشة، حد قوله، وان آليات التنفيذ هي التي ستحدد مدى نجاح الاتفاق من عدمه .. مضيفا: "ما عدا ذلك، سدوا آذانكم عمن يريد بقاء الصراع، أو من يزعجه نجاح اتفاق الرياض".
معارك "فيسبوكية"
من جانبه، كتب الصحفي "فتحي بن لزرق" على حسابه في تويتر، تغريدة قال فيها ان المعركة التي تخوضها بعض الأجنحة ضد المملكة في عدن "غبية وخاسرة" .. مضيفا: " تتعامل المملكة وقياداتها مع الملف الشائك في عدن بحكمة وصبر وحلم كبيرلإدراكها العميق ان المدينة لاتحتمل صراع مسلح جديد، في حين يتعامل الطرف الاخر من منطلق المعارك الفسبوكية المنفصلة انفصالا تاماعن الواقع المعاش".
وغرد الصحفي "منصور الفقيه" على تويتر قائلاً " تحاول سفينة اليمن الوصول إلى شواطئ السلام ومرافئ النصر، غير أن أمواجاً عديدة تعرقل سيرها، وعلى رأسها أمواج المناكفات بين أبنائها وتقاذف الاتهامات التي لا تنتهي حتى تبدأ من جديد، فمتى ستتوحد المسيرة الظافرة ويتحقق النصر المنتظر؟!".
* المصدر: الوطن نيوز