جددت الولايات المتحدة اتهامها إيران بدعم الإرهاب. وقال تقرير للخارجية الأمريكية صدر بداية نوفمبر (تشرين الثاني) 2019: إن إيران تتصدر قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأضاف أنها أنفقت في عام 2018 نحو مليار دولار لدعم جماعات إرهابية دولية، بينها حزب الله اللبناني، ومليشيا الحوثي في اليمن، إضافة إلى تقديم ملاذ آمن لجماعات إرهابية ومنها تنظيم القاعدة وبعض قيادات منه.
حديث الخارجية الأمريكية عن دعم إيران للإرهاب متكرر منذ بدأت فيه الخارجية إصدار تقرير سنوي عن حال الإرهاب في العالم، والذي فيه تصنف وتصف الجماعات الإرهابية عبر العالم وأساليب عملها وعلاقاتها. وفي التقرير السابق كانت إيران في قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وقد تطور وضع إيران في القائمة لتصير الدولة الأولى في رعاية الإرهاب.
رعاية الإرهاب
وتستند فكرة رعاية إيران للإرهاب إلى علاقات طهران مع الجماعات التي تمارس الإرهاب، ومنها عشرات التنظيمات المسلحة المنتشرة في بلدان الخليج والمشرق العربي، إضافة إلى شمال أفريقيا وبعض الدول الإسلامية، وتضم القائمة إضافة إلى تنظيمات أخرى منها الحشد الشعبي وعصائب أهل الحق العراقيين، ومليشيا الحوثي في اليمن، ولواء زينبيون الباكستاني، ولواء فاطميون الأفغاني.
تقديم المساعدات
وبحسب تقرير الخارجية الأمريكية تقدم إيران لجماعات الإرهاب مساعدات متعددة التخصصات، حيث تشمل مساعدات مالية، وتسليحية وتدريبية، إضافة إلى تزويدها بالمعلومات والخبرات العسكرية والأمنية، وقد أوضح حسن نصر الله أمين عام حزب الله على سبيل المثال، أن إيران تغطي كل احتياجات الحزب وأعضائه ومؤيديه في لبنان.
ويوضح التقرير أن إيران أنفقت نحو مليار دولار على تمويل الجماعات الإرهابية التي ترعاها، وإن كان الاعتقاد، أن المبلغ أكثر من ذلك بكثير.
رعاية إيران للإرهاب وتغذيته
ويشمل دعم ورعاية إيران للجماعات الإرهابية، وإرسال طهران خبراؤها العسكريون والأمنيون لدعم نشاطات المليشيات الإرهابية المرتبطة بها، إذ واجهت تلك الجماعات تحديات أمنية أو عسكرية، بل إنها لا تتأخر في إرسال قواتها، إذا تطلب الأمر ذلك، والأمثلة في ذلك كثيرة، فكثير من الخبراء العسكريين والأمنيين الإيرانيين، استقروا في لبنان لمساعدة "حزب الله" منذ تأسيس الحزب وحتى الآن، بل إن قوات إيرانية استقرت هناك لسنوات في فترات سابقة، وقد تكرر ذلك في سوريا على نحو واسع في السنوات الثمان الأخيرة. وحدث أيضاً في اليمن، حيث سجل تحالف دعم الشرعية في وقت سابق استهداف خبراء إيرانيين ولبنانيين غرب محافظة مأرب.
انواع الإرهاب
من أنواع الإرهاب الذي ترعاه سلطة الملالي، الإرهاب الخارجي، الذي يضرب مصالح دول، ويتدخل ضد شعوب، وكله لا يتم فقط بواسطة القوة العسكرية - الأمنية للنظام، بل يمكن أن يتم بواسطة أدوات إيران من الجماعات والمليشيات التابعة، أو بمشاركة الطرفين على نحو ما يبدو إرهاب الدولة الإيراني في سوريا وفي اليمن، إذ تتشارك القوات الإيرانية ومنها الحرس الثوري، ومليشيات «حزب الله» و«عصائب أهل الحق» العراقية، والزينبيون الباكستانيون والفاطميون الأفغان في الجرائم والانتهاكات في سوريا بهدف إعادة السوريين إلى حظيرة النظام، وهي صورة تقارب ما تقوم به إيران ومليشياتها في اليمن.
إن دلالات ممارسة إيران لإرهاب الدولة ظاهرة واضحة وذلك بدعمها للإرهاب ومليشياتها، فإرهاب الدولة يكون في تحول مؤسسات إيران، ولا سيما العسكرية - الأمنية إلى كيانات إرهابية، وقد وصف الحرس الثوري الإيراني بالإرهاب، وهو يشكل قوة رئيسية عسكرية وأمنية واقتصادية في هيكل نظام الملالي، ويعتبر القوة الرئيسية لتدخلات إيران الخارجية والمشرف الرئيسي على أعمال أدوات إيران الخارجية ومليشياتها، وتمت تسميته منظمة إرهابية في العام الماضي بعد مشاركته في ممارسة قمع الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة من جهة، وانخراطه في قتل الشعب السوري وتدمير قدراته.
تأسيس مليشيا إرهابية وطائفية
النظام الإيراني بالنار، فهو النظام الوحيد في العالم الذي يؤسس مليشيا من الإرهابيين الطائفيين، والمليشيات المسلحة التي ترتكب أفظع الجرائم.
ومع أن المجتمع الدولي صنَّف تنظيم القاعدة تنظيما إرهابيا ومع ذلك تقدم إيران بإيواء عدد من قياداته، بعضهم مطلوبين دولياً.
ورقة ضغط
تستفيد إيران من الجماعات المتطرفة أكثر مما تستفيد تلك الجماعات من إيران، باعتبارها ورقة ضغط إقليمية ودولية تمارسها إيران، ولعبت بوجودها على الأراضي الإيرانية، في حين أنّ تلك الجماعات لم تستفد شيئا يُذكر من إيران.
علاقة إيران بمليشياتها في المنطقة وبالجماعات المتطرفة هو جزء من مشروعها الامبريالي، الذي يكشف كيف تقوم إيران بتوظيف الدين والمذهب والطائفة في خدمة مشروعها التوسعي.
* نقلا عن سبتمبر نت