تواصل مليشيا الحوثي بشكل ممنهج تكريس الإنفصال وتفكيك الدولة اليمنية عبر قيامها بعزل المحافظات الواقعة تحت سيطرتها ومنع مرور المسافرين بذريعة منع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وأقرت مليشيا الحوثي مؤخراً إغلاق جميع المنافذ بين مناطق سيطرتها والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية ومنع المسافرين من المرور بحجة مواجهة فيروس كورونا وهو مااعتبره مراقبون رسالة واضحة تكشف نوايا المليشيات الهادفة نحو الانفصال.
وقطعت مليشيا الحوثي الطرق الرابطة بين عدن والمحافظات الشمالية في منفذي القبيطة وحيفان بين تعز ولحج ومنعت المسافرين القادمين من المحافظات المحررة من العبور نحو المناطق الخاضعة لسيطرتها حيث لايزال مئات مئات المواطنين عالقين بعد منعهم من المرور.
وشرعت مليشيات الحوثي في احتجاز المسافرين القادمين من خارج اليمن إلى مناطق سيطرتها عبر عدد من المنافذ البرية في محافظ البيضاء بدعوى اجراء احترازي لمنع انتشار فيروس كورونا في ظل شكاوى عن امتهان آدمية المسافرين.
ووجهت وزارة الصحة في حكومة المليشيات غير المعترف بها دولياً باحتجاز جميع المسافرين القادمين من الخارج إلى مناطق سيطرتهم ابتداء من يوم الاثنين على أن تستمر فترة الاحتجاز مدة 14 يوما.
واستحدثت مليشيا الحوثي ستة مراكز لما أسمته (الفرز الطبي) في كل من عفار والملاجم وعوين ورداع وصباح والرياشية بمحافظة البيضاء (وسط البلاد)، فيما وصفته بالاجراء الاحترازي لعدم دخول حالات مصابة بكورونا.
وقامت مليشيا الحوثي بإفراغ مبنيين سكنيين لما أسموه بالحجر الصحي في مديرية الملاجم وذي ناعم إضافة الى مستشفيين لإقامة ما أسموه (العزل الطبي) وهما مستشفى الوحدة بذي ناعم ومستشفى بني وهب بالملاجم واحتجزت فيهم مئات المسافرين.
واحتجزت مليشيا الحوثي في نقطة عفار بمحافظة البيضاء، العشرات من حافلات النقل الجماعي القادمة من دول الجوار في ظل ظروف احتجاز متردية لاسيما للنساء والأطفال وكبار السن.
ونقل مدير نادي شعب إب ولاعب المنتخب اليمني سابقا، عبدالسلام الغرباني ما وصفه بـ”الوضع الأسوء من كارثي” لآلاف المسافرين الذين احتجزتهم مليشيا الحوثي في محافظة البيضاء، تحت مسمى الإجراءات الاحترازية من وباء “كورونا”.
وقال الغرباني في منشور على صفحته بموقع “فيسبوك”، الخميس، إنه محتجز في الحجر الصحي في مديرية الملاجم بمحافظة في البيضاء برفقة أكثر من١٠٠٠٠ شخص حيث احتجزهم الحوثيون منذ أربعة أيام وحتى اللحظة في العراء بدون سكن أو حمامات أو مياه للشرب والوضوء.
وأوضح أن آلاف المواطنين المجتجزين ينامون في العراء والسيارات والباصات في وضع أسوء من الكارثي في ظل عدم توفر المرافق الخدمية أو الطبية أو حتى الطعام والشراب.
وأشار إلى معاناة النساء والأطفال وكبار السن في قضاء حوائجهم في الخلاء لافتاً إلى خطورة الوضع في ظل الازدحام واختلاط المسافرين بدون كمامات أو أدوات وقاية أو حتى مياه نظيفة.
ولفت إلى ضرورة أن يكون الحجر الصحي كباقي دول العالم في مكان مناسب مع مراعاة عدم الاختلاط لمدة لاتقل عن أسبوعين وليس في العراء كما يعمل الحوثيون مع آلاف المسافرين من مختلف المدن اليمنية متسائلاُ بالقول: هل أصبحت حياه اليمنين رخيصه لهذه الدرجة.
وطالب في ختام منشوره بنقل النساء والأطفال وكبار السن على الأقل إلى فنادق أو مستفيات أو سكن ملائم أو حتى مدرسة تتوفر فيها أقل الخدمات كالحمامات والمياه النظيفة محذراً من وقوع كارثه بسبب خطوات الحوثيين التي وصفها بالغبية.
وفي محافظة تعز، أغلقت مليشيا الحوثي المنافذ الفرعية المتبقية المؤدية إلى مدينة تعز ومنعت المواطنين من الدخول والخروج للمدينة المحاصرة منذ خمس سنوات، بحجة منع انتشار فيروس كورونا.
وأقرت المليشيات إغلاق كافة المعابر والطرق التي تفصل بين الأجزاء الواقعة تحت سيطرتها والخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بتعز ومحافظات لحج وعدن والضالع وإيقاف الرحلات من وإلى هذه المحافظات حتى إشعاراً آخر.
وحذرت الحكومة اليمنية من استغلال مليشيا الحوثي لحالة الفوبيا العالمية من فايروس كورونا لفرض المزيد من التضييق على المواطنين، وتصفية حساباتها مع الرافضين لمخططها الانقلابي والمحافظات المحررة وفي المقدمة محافظة تعز التي عززت المليشيا من حصارها بحجة الإجراءات الاحترازية.
وقال وزير الاعلام معمر الارياني أن الحوثيين يتخذرون من فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية لمواجهته مبررا لتنفيذ احكامها العرفية على المواطنين وتشديد قبضتها الامنية وتقييد الحريات والتضييق على حركة المدنيين بين المحافظات وتحويل مناطق سيطرتها إلى سجن كبير في استغلال بشع وقبيح لهذا الوباء العالمي.
الإجراء الحوثي الأخير سبقته إجراءات أخرى تكرس للإنفصال أبرزها منع المليشيات منذ أواخر ديسمبر الماضي تداول العملة المحلية من “الطبعة الجديدة” التي أصدرها البنك المركزي اليمني من مقره الرئيسي بعدن وهو مااعتبره مراقبون خطوة تكرس عملياً نحو الانفصال وتفكيك وحدة الدولة واستقلال قرارها السيادي
وقال خبراء اقتصاديون أن هذا القرار الحوثي قد يؤدي إلى انفصال المجتمع اليمني اقتصاديا، وهي مقدمة ستقود إلى الهرولة نحو الانفصال السياسي والجغرافي، فالاقتصاد ما يزال أحد مظاهر الوحدة، وهذا القرار يقضي عليه”.
وأكدوا أن مليشيا الحوثي الإنقلابية تأسس للتشطير والانفصال بحربها ضد العملة الوطنية ضمن سياساتها التدميرية الهادفة الضرب الاقتصاد الوطني وتهديد الأمن القومي والمعيشي للشعب اليمني.
وكان رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، دعا الإثنين، مليشيا الحوثي إلى وقف قرار منع تداول العملة الجديدة في هذه الظروف العصيبة.
وقال في خطاب وجهه إلى أبناء الشعب اليمني تحدث فيه حول اجراءات مكافحة فيروس كورونا “ندعو إلى إيقاف قرار منع تداول العملة الجديدة في مناطق سيطرة الحوثيين في هذا الظرف العصيب حتى نتمكن من دفع رواتب القطاع الصحي وبقية الفئات”.
وأكد أن “كورونا وباء وخطر إنساني وكارثة تهدد الناس في كل مكان، وعلينا توحيد جهودنا داخل الوطن لمواجهة مخاطر هذا الوباء والحد من آثاره”.
واستطرد: علينا جميعاً إخراج هذه القضية الخطيرة من حيز التجاذبات والاستغلال والتشويش ورفع الوعي الشعبي والمجتمعي بالاحترازات الضرورية وتسخير كل القدرات الإعلامية لإيصال المعلومات الضرورية لكل مواطن والتوعية بمخاطر هذا الوباء وطرق الوقاية منه.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة تكاتف الجهود الشعبية والرسمية في مواجهة فيروس كورونا المستجد، في مختلف محافظات ومناطق الجمهورية وذلك بتنفيذ الإجراءات الإحترازية وفقا للقرارات المتخذة وتبادل المعلومات والمتابعة الحثيثة لتنفيذ الإجراءات الوقائية والعلاجية.
وحذر من التهاون أو الاستهتار بخطورة هذا المرض في ظل سرعة انتشاره وضرره وعدم توفر لقاح أو علاج ناجع حتى الآن مع ضعف النظام الصحي جراء الحرب.