منذ الوهلة الأولى لإعلان تفشي فيروس كورونا القاتل في كثير من بلدان العالم، لم يهدأ لرئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك وطاقمه الحكومي بال، ولم يسكن له طرف ويحاول بين الفينة والأخرى وبتوجيهات من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، حشد المزيد من الإمكانيات لمواجهة هذا الفيروس بل ومنع وصوله إلى اليمن.
وبرغم اللامبالاة لمليشيا الحوثي والذي تسبب انقلابها على الشرعية في تدمير البنية التحتية للبلاد وعلى رأسها قطاع الصحة، تبذل الحكومة الشرعية وبنشاط دؤوب ومتواصل من رئيسها الشاب الدكتور معين عبدالملك، جهود جبارة وحالة استنفار غير مسبوقة لمنع وصول "كورونا" إلى اليمن.
لجنة طوارئ
حيث بدأت الحكومة بتشكيل لجنة الطوارئ الحكومية المشكلة برئاسة نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي، والتي وجهها رئيس الوزراء منتصف هذا الشهر بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا، والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية والمنظمات ذات العلاقة للتطبيق الفعال للتأكد من سلامة القادمين في المنافذ المختلفة، وتوفير الأجهزة الخاصة بذلك.
ولفت رئيس الوزراء في توجيهات أصدرها إلى لجنة الطوارئ الحكومية، إلى أهمية الجاهزية وعدم التهاون لمواجهة هذا الوباء العالمي، بما في ذلك العمل على رفع الوعي المجتمعي بخطورة تفشي الفيروس وطرق الوقاية اللازمة لمنع انتقاله.
خطة متكاملة
وشدد الدكتور معين عبدالملك، على أهمية الإسراع في تنفيذ الخطة المتكاملة التي تم اعدادها بالتعاون والتنسيق بين الجانبين الحكومي ومنظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لمواجهة فيروس كورونا، بما في ذلك إنشاء غرفة عمليات وتوفير كافة المستلزمات الطبية اللازمة، إضافة إلى خطط رفد المنافذ البرية والبحرية والجوية بالفرق الطبية بهدف الكشف علی جميع الواصلين الی اليمن.
اجتماع طارئ وقرارات احترازية
وفي اليوم التالي من تشكيل لجنة الطوارئ الحكومية، أقر اجتماع طارئ عقد برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، عدد من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، بناءا على توصيات اللجنة، من أجل سلامة وصحة جميع أبناء الشعب اليمني.
وتضمنت القرارات المتخذة بناءا على توجيهات ومتابعة حثيثة من فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، عدد الإجراءات التي تم اتخاذها للتعامل الوقائي مع الواصلين عبر المنافذ المختلفة.
تعليق الرحلات
واقر الاجتماع تعليق الرحلات الجوية من وإلى جميع المطارات اليمنية، ولمدة اسبوعين ابتداء من يوم الأربعاء القادم الموافق ١٨ مارس الجاري، حتى يتم تعزيز الإجراءات والتجهيزات اللازمة للرصد والمراقبة بالتنسيق بين وزارة الصحة والجهات المختصة والسلطات المحلية.
ويستثنى من ذلك الرحلات لأغراض إنسانية ونقل المساعدات الاغاثية، واستمرار تطبيق الإجراءات المشددة الخاصة بالفحص والحجر الصحي إن لزم الأمر.
إغلاق المنافذ البرية
ووافق الاجتماع على إغلاق المنافذ البرية، بإستثناء حركة الشحن التجاري والاغاثي والإنساني إبتداءً من يوم الثلاثاء الموافق ١٧ مارس الجاري، والاستمرار في تطبيق الإجراءات المشددة للفحوصات اللازمة الخاصة بالوباء.
وشدد الاجتماع على ضرورة تعزيز إجراءات الرقابة في الموانئ البحرية واتخاذ كل ما من شأنه خضوع العاملين في سفن النقل للإجراءات والفحوصات اللازمة.
موازنة طارئة
واعتمد الاجتماع تخصيص مليار ريال كموازنة طارئة لدعم قدرات القطاع الصحي وتمكينه من اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية لحماية البلاد من وصول وباء كورونا.
كما تم إقرار التسريع بعملية استكمال شراء كميات مخبرية للفحص السريع والتي تم إقرارها، إضافة إلى الكميات السابقة التي تم شرائها وتوزيعها في المنافذ الجوية والبرية والبحرية.
تعليق الدراسة
ووجه الاجتماع بتعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية والخاصة، لمدة أسبوع بشكل مبدئي، لضمان سلامة الطلاب ومنتسبي هذه المؤسسات، وتطبيق إجراءات وقائية.
وفي وقت لاحق أقرت اللجنة الحكومية باستمرار تعليق التعليم الجامعي والعام والفني والمهني الحكومي والاهلي لما تبقى من شهر مارس الجاري وبالتحديد من 23 مارس 2020 وحتى 30 مايو والذي يوافق 7 شوال 1441هـ وذلك لمجابهة فيروس كورونا..مشيراً الى ان هذه الفترة بمثابة الاجازة الصيفية.
متحدث رسمي
كما أصدر نائب رئيس الوزراء رئيس اللجنة الوطنية العليا للطوارئ الدكتور سالم أحمد الخنبشي أمر تكليف الدكتور علي أحمد الوليدي كمتحدث رسمي باسم اللجنة الوطنية العليا للطوارئ.
وجاء في أمر التكليف بأنه يحق للدكتور علي أحمد الوليدي حصراً التصريح بالبيانات والمعلومات وغيرها بشأن فيروس كورونا.
حشد الدعم الدولي
ومع كل ما سبق من قرارات احترازية، إلا أن رئيس الوزراء استمر في متابعة كل الجهود أولا بأول على الأرض وذلك في اتصالات منفصلة مع محافظي المحافظات لتنفيذ الاجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا المستجد، وما تم تنفيذه في المنافذ البرية والبحرية، لتطبيق التعليمات الصادرة من الحكومة ولجنة الطوارئ المعنية.
والخميس الماضي هاتف الدكتور معين، مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس ادهانوم، لتعزيز قدرات الحكومة اليمنية لتنفيذ التدابير الوقائية والاحترازية للحد من فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وتشارك الجانبان المعلومات حول التدابير التي اتخذتها الحكومة اليمنية في هذا الجانب، بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية، والدعم المطلوب من منظمة الصحة العالمية، لتعزيز واستدامة هذه الإجراءات الاستباقية حتى يتم تجاوز هذه الجائحة عالميا، بما في ذلك دعم انشاء المزيد من مراكز العزل والحجر الصحي وتقديم الامدادات الطبية اللازمة للفحص والمشاركة في الجوانب التوعوية.
بدوره، أعرب مدير عام منظمة الصحة العالمية عن تقديره للإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها الحكومة اليمنية للاستعداد لمواجهة هذا الوباء، ودعمها لجهود الحكومة في هذا الجانب.
وأكد ادهانوم، أن منظمة الصحة العالمية تضع الدول الأقل نموا والدول التي تمر بظروف صعبة كالحروب وغيرها على رأس أولوياتها، وعبر عن استعداده لدعم الحكومة اليمنية في جهودها لمواجهة الوباء.
وفي اليوم التالي، ناقش رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، مع المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة، المشاريع والبرامج التي ينفذها المركز في مختلف المناطق اليمنية، بما في ذلك تقوية قدرات القطاع الصحي لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وعبر رئيس الوزراء، عن الشكر والتقدير لمركز الملك سلمان على تقديم مساعدات صحية لليمن تشمل أدوية ومستلزمات طبية وقائية وعلاجية بقيمة 3.5 مليون دولار، لمواجهة وباء كورونا المستجد.
سرعة في الاستجابة
ووصلت الى مطار عدن الدولي، أمس الاثنين، طائرة النقل التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية والتي تحمل على متنها إمدادات طبية تتعلق بالتأهب والاستجابة لفيروس كورونا المستجد (COVID-19).
وتأتي هذه الخطوة بطلب من منظمة الصحة العالمية، وامتدادا للدعم المستمر الذي تقدمه القيادة المشتركة للتحالف لتسهيل عمل المنظمات الأممية وغير الحكومية الدولية في داخل اليمن وتقديم كافة التسهيلات لموظفيها وأطقمها الطبية والمساهمة بالجهود الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني.
لا إصابات حتى اللحظة
واليوم أعلنت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ، أنه لم يتم حتي اليوم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في اليمن.
وأشارت إلى أنه أجريت اليوم فحوصات في المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة في عدن لـ 9 حالات مشتبه إصابتها بالفيروس وكانت النتائج سلبية.
وأكدت أن الفحوصات المختبرية التي أجريت اليوم شملت 4 حالات لمواطنين من عدن، و 4 حالات لأشخاص يحملوا الجنسية الباكستانية، وحالة لشخص يحمل الجنسية الألمانية، وأثبتت النتائج خلوهم جميعا من الفيروس.