قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الخميس إن تفشي فيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط يهدد بتدمير حياة ملايين الأشخاص ممن يعانون الفقر بالفعل في مناطق الصراعات وقد يفجر اضطرابات اجتماعية واقتصادية.
عاملة بالمجال الصحي تقوم بقياس درجات حرارة ركاب في شاحنة بمدينة تعز اليمنية يوم 12 أبريل نيسان 2020. تصوير: أنيس ميهوب - رويترز.
وأضافت اللجنة أن حظر التجول وإجراءات العزل المفروضة في إطار تدابير الحفاظ على الصحة العامة لكبح انتشار الفيروس تجعل من الصعب وربما المستحيل على الكثيرين توفير سبل العيش لأسرهم.
وحثت اللجنة، ومقرها جنيف، في البيان الذي ذكرت فيه بالاسم سوريا والعراق واليمن وقطاع غزة ولبنان والأردن، السلطات في المنطقة المضطربة على الاستعداد ”لتداعيات ربما تكون مدمرة“ و“زلزال اجتماعي واقتصادي“.
وقال فابريزيو كاربوني مدير العمليات لمنطقة الشرق الأوسط والأدنى ”يواجه الشرق الأوسط اليوم تهديدا مزدوجا يتمثل في احتمال تفشي الفيروس على نطاق واسع في مناطق الصراع، والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية الوشيكة. وقد يكون للأزمتين تداعيات إنسانية بالغة“.
ولم يشر بيان اللجنة لإيران، التي تشهد أعلى حالات وفيات وإصابة بالفيروس في الشرق الأوسط، لكن متحدثة قالت إن اللجنة تساند عمل الهلال الأحمر الإيراني.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الملايين في الشرق الأوسط يعانون بالفعل من نقص في الرعاية الطبية والغذاء والماء والكهرباء في الدول المنكوبة بالصراعات والتي تضررت فيها البنية التحتية وترتفع الأسعار.
وأضافت اللجنة أنها وفرت أول مجموعات من أدوات العناية بالنظافة الشخصية وأدوات الوقاية لسجون مركزية تديرها وزارة الداخلية السورية.
وأبلغ كاربوني السلطات في دمشق خلال مقابلة أجرتها معه رويترز الشهر الماضي أن السجناء والمعتقلين أكثر عرضة للإصابة بالفيروس مقارنة مع باقي سكان البلاد.
وذكر البيان أنه جرى أيضا التبرع بأدوات وقاية تشمل مطهرات لمنشآت صحية ومراكز اعتقال في أنحاء العراق تضم أكثر من 45 ألف نزيل.
وفي اليمن، حيث أعلن التحالف بقيادة السعودية وقفا لإطلاق النار في الصراع بينه وبين الحوثيين المتحالفين مع إيران، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ”دعمنا الذي ينقذ الأرواح للمستشفيات والعيادات ومراكز الغسيل الكلوي يشمل الآن مساعدة في تجهيزات الوقاية من كوفيد-19“.
وفي قطاع غزة الذي يقطنه نحو مليوني نسمة، قالت اللجنة إنها زودت الهلال الأحمر الفلسطيني بنحو 20 ألف كمامة وأدوات وقاية أخرى.
وجرت ثلاث من أصل أكبر خمس عمليات للجنة في العالم العام الماضي في دول بالشرق الأوسط وهي العراق وسوريا واليمن. ويحتاج ما يقرب من 40 مليون شخص في تلك الدول الثلاث وحدها لمساعدات إنسانية.
وتبلغ الميزانية المتاحة للشرق الأوسط لدى اللجنة هذا العام 565.5 مليون فرنك سويسري (585.34 مليون دولار)، وأكثر من ثلثها مخصص لسوريا.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في البيان ”نريد أن نزيد من دعمنا في أنحاء المنطقة في الأشهر المقبلة خاصة لمن قد يتضرروا بشكل خاص مثل محدودي الدخل والنساء المعيلات والمزارعين وذوي الاحتياجات الخاصة“.