حياة على هامش المجتمع للمعاقين ذهنيا بمصر
الاربعاء 2 أغسطس 2017 الساعة 14:03
الأحرار نت /القاهرة/ متابعات:
خارج مدرسة ثانوية مصرية بمنطقة حلوان جنوب القاهرة، تنتظر غادة طوسون قلقة ابنتها المصابة بمتلازمة داون والتي تجري في الداخل امتحانات نهاية السنة.
وتقول طوسون "أنا فخورة جدا، لقد كافحنا لمدة 18 عاما من أجل هذه اللحظة. لقد أدت الاختبار مثل أي طالب ثانوي".
وتضيف "أيا كانت النتيجة، فإنه دليل على إمكانية حدوث ذلك".
ويتطلب مجرد نيل الفرصة لتقديم الامتحانات في مدرسة ثانوية عادية سنوات في بلد يعيش فيه ذوو الاعاقات الذهنية على هامش المجتمع.
وتحركت طوسون باندفاع في اتجاه ابنتها عندما رأتها تخرج من المدرسة مبتسمة ويبدو عليها الاطمئنان.
ويقدر عدد المعاقين في مصر بنحو 14 مليونا من إجمالي عدد السكان البالغ زهاء 93 مليون شخص، بحسب ما تقول إجلال شنودة، مديرة مركز "سيتي" التابع لجمعية "كاريتاس" الخيرية الكاثوليكية التي تساعد المعاقين. وثلاثة ارباع هؤلاء مصابون بإعاقات ذهنية.
وتبلغ نسبة الذين يتلقون العلاج المناسب بينهم 2 الى 3 في المئة.
وتوضح شنودة ان "غالبية الاشخاص الذين يعانون من الاعاقة الذهنية في مصر يبقون في المنزل"، مشيرة الى نقص كبير في مراكز المساعدات المخصصة لهم.
الإدماج
ويعتبر الإدماج جزءا أساسيا من مهمة "سيتي" التي تشمل "المساعدة والتعليم والتدريب والاحتواء".
وتمثل مكافحة الوصمة الاجتماعية جزءا كبيرا من المعركة. وتقول طوسون إنها اضطررت عندما كانت ابنتها طفلة، إلى الاتصال على الأقل بـ50 حضانة أطفال قبل أن تجد واحدة تستقبلها.
في قسم الاطفال بمركز "سيتي"، يتعلم ياسين (4 سنوات) أنشطة مخصصة لمن هم في عمره برعاية معلمته وأمه هدى عبد الخالق.
ويقوم الطفل الذي يعاني متلازمة داون بتجميع حلقات ملونة حول قطعة عامودية بلاستيكية.
وتقول عبدالخالق إن الأسرة علمت بأمر إعاقته (ياسين) منذ اليوم الذي ولد فيه.
وتتابع "كان أمرا صعبا عندما أبلغنا الطبيب أن ابننا منغولي"، وهو مصطلح يطلق في دول عدة على المصابين بالمتلازمة.
ونصح طاقم المشفى في حينه الام بأن تعزل المولود في غرفة منفصلة مرات عديدة في اليوم وتحد من تواصله مع أشقائه الكبار.
ولكن في "سيتي"، تعلمت العكس، فقد حثها فريق المدربين على إدماج ياسين في الحياة اليومية للأسرة ومع الجيران.
ولا تكفي الخدمات التي تقدمها منظمات مثل "سيتي" نظرا لحجم الرعاية المطلوب.
ويوجد بمصر 68 مؤسسة فقط لتقديم الرعاية للمعاقين ذهنيا، حسب ما يقول خالد علي الذي يرأس قسم إعادة التأهيل بوزارة التضامن الاجتماعي.
ويقول "العدد ليس كافيا مقارنة بعدد المعاقين ذهنيا، ولكننا على الطريق الصحيح".
مسألة حقوق
ويقول علي إن البرلمان سيصوت العام القادم على مشروع قانون سيزيد من مسؤوليات الحكومة ويحسن الاتصال بين وزارتي التعليم والصحة.
وتقول شنودة إنه من المهم أن نغير الموقف العام والاحكام المسبقة وإقناع الناس بأن الاعاقة هي مسألة حقوق عليهم "إدراجها في كل الخدمات".
ويقول علي ان وزارة التضامن الاجتماعي تنظم ورشا في قرى صعيد مصر "لإخبار وتوعية" الناس بأمور الاعاقة الذهنية.
وأظهرت مبادارت أخرى مدى إمكانية والنفع الذي يعود على المعاق نتيجة اندماجه في المجتمع المصري.
وتقول ألفت سالم التي تنظم أنشطة ثقافية ورياضية للمعاقين ذهنيا في نادي سبورتينغ بالاسكندرية منذ عشرين عاما "اعتادت أسر المعاقين الشعور بالخجل. كانت العائلات تأتي الى النادي ليلا وتجلس في زاوية مظلمة".
وتضيف إن ممارسة الرياضة تغيّر الاطفال، مشيرة الى ان "الحصول على ميدالية يجعلهم يشعرون بالسعادة والثقة بالنفس كما يجعل الاسر تشعر بالفخر".
متعلقات