لخص مصور سعودي خبرته التي طالت 20 عاماً، في كتاب عن الطيور في السعودية، تضمن حزمة من الصور لمختلف أنواع الطيور، في رحلة طويلة عاشها عاشقاً لجمال الطبيعة البرية.
المصور محمد سليمان اليوسفي تحدث مع "العربية.نت"، عن اهتمامه بالمكونات الفطرية لصحراء السعودية، عبر حمايتها والمحافظة عليها، يقول: "قمت بتأليف مجموعة 5 كتب هي "رحلات برية، والطيور البرية، وحبائل الصحراء، وروّاد الصحراء، ودليل الصحراء"، وجميعها تتناول ميادين صحراء السعودية بطبيعتها وبيئاتها ومخاطر التوغل فيها، متخذاً من ذلك منهج عرض يعتمد على ثقافة شعبية مع معلومة علمية وصورة معبرة ترفدها".
وأضاف: "إن كتاب طيور السعودية يوثق المعلومة عبر الرصد وانتقاء الصورة الدالة والتي تأخذ المساحة الأكبر في الكتاب، مع مراعاة نمط تلقي المعلومة الذي سيطرت عليه مؤخرا شبكات التواصل؛ بحيث يعرض المعلومة مباشرة، بعيداً عن عبارات الإنشاء والاستهلال والاستطراد، فالكتاب ضم 550 نوعاً تشمل الطيور المقيمة في السعودية، والمهاجرة العابرة، والزائرة الصيفية، والزائرة الشتوية، والشاردة".
الطيور وعلاقتها بالتراث
وتابع: "قبل سنين، كانت لدي رغبة في توثيق الطيور في السعودية، مع التركيز على دورها الحيوي كونها مخلوقات جميلة ذات علاقة بتراثنا الطبيعي، ومن أفضل المكافحات للآفات الحشرية في الطبيعة، لاسيما أن الدراسات وتقارير المنظمات الدولية المتخصصة، تُشير إلى مليارات الدولارات التي توفرها طيور العالم على الدول، فيما لو كان البديل مكافحة الآفات بمبيدات مصنعة لا تخلو من الأضرار على صحة الإنسان وسلامة بيئته، ولكي أوصل رسالة الكتاب اخترت أن أنشره بالمجان في نسخة إلكترونية ونسخ مطبوعة، فالنسخة الإلكترونية الكاملة أطلقتها في هذا الشهر (يوليو) عبر النت، ولقيت حتى الآن صدى مشجعاً بأكثر مما توقعت، أما الورقية المطبوعة فتتولى جمعية آفاق خضراء البيئية توزيعها في المناسبات والأنشطة البيئية أو بطرقها الأخرى".
الطيور أجمل الأحياء الفطرية
وعن أسباب شغفه بتصوير الطيور قال: "أنظر للطيور أنها أجمل الأحياء الفطرية، معتبراً الاهتمام بها وزيادة الرصيد المعرفي عنها أحد مفاتيح فهم أسرار الطبيعة والرقي في التعامل مع البيئة المحيطة بالإنسان، فمن أهم المهارات التي يتعلمها الإنسان من مراقبة الطيور هي الصبر ومعرفة طبيعة الأماكن التي يألفها كل طير وسلوكه الذي يميزه عن غيره، فبعض الطيور شديدة الحذر من الإنسان، ويحتاج تصويرها إلى المخاتلة والتخفي عنها مسبقا بخيمة صغيرة خاصة ليس فيها إلا فتحة صغيرة لإخراج العدسات، ثم يأتي الإلمام بتقنيات التصوير والتمكن في التعامل معها، وإجادة التعامل مع العدسات والكاميرات المناسبة".
أسعى لظهور أعمالي مجاناً
وأبان خلال حديثه: "لم أطرق أبواب الجهات المعنية في فكرة إصدار الكتاب، لكن قبيل طبع الكتاب عرفت بالتواصل الشخصي مع مسؤولين في الهيئة السعودية للحياة الفطرية، أنها قد أنجزت حديثاً وثيقة تحدد حالات تنقل كل طير من الطيور في السعودية، وقد استجاب مسؤولوها إلى رغبتي في نشر هذه الوثيقة أول مرة في كتابي، وقد نشرتها في جداول في 14 من الكتاب، وأعتبرها من أفضل ما يميزه ويدفعني لتأليف الكتب أو كتابة المقالات، أو ما أنشره من صور وأفلام قصيرة عن الحياة البرية".
وشدد بقوله: "لن أتوقع دعماً من أي جهة معنية، ولن أنتظرها، لاسيما أنني أشعر براحة وسرور حينما أقدم كل أعمالي تطوعاً فيما يفيد مجتمعي ووطني الذي منحني لمدة ثلاثين عاماً وظيفة عسكرية برتبها المجزية، وكانت هي المنفذ الذي أعطاني الخبرة الحقيقية وصقل تجاربي الميدانية في دورات كثيرة متخصصة ومتنوعة في مجالاتها، جعلتني أنظر إلى استثمار تخصصي في الصحافة، وأوجهه إلى ما يفيد الميدان الذي أحببته".
وعن خططه المستقبلية قال: "شرعت بعد إصدار كتاب طيور السعودية في العمل على كتاب آخر، سيكون مختلفاً في فكرته وأسلوب عرضه وصوره، بحيث يلائم فئات عامة الناس، وسأسعى من خلاله إلى إدخال الطبيعة البرية وبيئاتها الجميلة وجعل الاستمتاع بها والمحافظة عليها في دائرة اهتمام الرأي العام".
وأشار اليوسفي إلى أن تصوير الطيور يؤدي إلى التأمل في عظمة خلق الله، والتدبر في أن كل شيء عنده بمقدار محكم، وأنه سبحانه جعل كل مخلوق من مخلوقاته يؤدي أدوارا هامة جدا لرفاهية البشر، وبالتالي اليقين بأن المطلوب من كل إنسان أن يؤدي ما يستطيع، مستشعراً الاستخلاف في الأرض، بحسب طاقته ومجاله وجهده ومسؤوليته.