رئيس الوزراء العراقي: "أرقص مع الثعابين يوميا وأبحث عن مزمار للسيطرة عليهم"!
الجمعة 23 اكتوبر 2020 الساعة 17:55

حذر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، من إجباره على تحقيق توازن "مستحيل" بين الولايات المتحدة وإيران في العراق، قائلا: "أرقص يوميا مع الثعابين ولكني أبحث عن مزمار للسيطرة عليهم"، حسبما نقلت عنه صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وخلال جولته الأوروبية، هذا الأسبوع، حث الكاظمي أوروبا على مساعدة اقتصاد بلاده المثقل بالديون.

وتولى الكاظمي، وهو مواطن بريطاني وصحفي سابق، رئاسة الوزراء، في يونيو الماضي، بعد احتجاجات غير مسبوقة على الفساد.

وتقول الغارديان: "منذ توليه المنصب وهو يحكم ببرنامج بسيط لإجراء انتخابات مبكرة، وتحسين أداء الأمن، ومنع انهيار الاقتصاد القائم على النفط"، مشيرة إلى تغييراته "البطيئة" في المؤسسات الأمنية والاقتصادية.

وفي إيجاز صحفي بعد لقائه برئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، تعهد بأن تجرى الانتخابات في العراق في 6 يونيو المقبل، قائلا إن "موعد الانتخابات لا جدال فيه، ونحن ملتزمون به".

"ألف عام من النقاش"

ويتهم البعض الكاظمي بالتحرك بحذر شديد، لكنه قال للصحفيين إن الصبر أفضل من الانجرار إلى الفوضى الدموية والحرب الأهلية، مضيفا "ألف عام من النقاش أفضل من لحظة تبادل إطلاق النار".

وبحسب الغارديان، فإن الكاظمي يحاول السير على حل وسط بين الولايات المتحدة وإيران، بقوله: "أنا على حبل بين بنايتين شاهقتين. لست مطالبا بالسير على الحبل، بل أن أركب دراجة على الحبل. أرقص يوميا مع الثعابين ولكني أبحث عن مزمار للسيطرة على الثعابين ".

وتصاعدت المخاوف من أن يصبح العراق مسرحا لمواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، عندما خفضت واشنطن ببطء قواتها البالغ عددها 5000 جندي في العراق، وهددت الشهر الماضي بإغلاق سفارتها ما لم تكبح الحكومة العراقية الميليشيات الموالية لإيران.

لكن الميليشيات وعدت بوقف إطلاق النار إذا ظهر جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية.

وقال الكاظمي إنه بصدد مفاوضات حساسة بشأن انسحابات أخرى للقوات الأميركية، وشروط إعادة انتشارها بعد الانتخابات الأميركية. 

وأضاف: "الكل يبحث عن فرصة للحوار. نحن نبحث عن فرصة لتجاوز هذه القضية الحساسة وتداعياتها، أيا كان من في البيت الأبيض". ورغم ذلك أشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يمثل تهديدا يوميا للعراق.

وفي الوقت نفسه، تعهد بإخضاع الميليشيات المدعومة من إيران للسيطرة، وقال للصحفيين: "لن يُسمح بأي سلاح خارج سيطرة الدولة".

وأشارت الغارديان إلى ما شهده العراق السبت الماضي، "عندما أحرق موالون لميليشيات الحشد الشعبي، المدعومة من إيران، مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في وسط بغداد. كما تعرض ما لا يقل عن ثمانية مواطنين في محافظة صلاح الدين لإعدام ميداني على أيدي ميليشيات موالية لإيران، كما زُعم".

وتابعت الصحيفة البريطانية "يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكان قواته الأمنية أن تضع ميليشيات، مثل عصائب أهل الحق، تحت السيطرة، أم أن سيطرة الدولة ستكون مجرد حديث فقط".

ويرى الكاظمي أن نقص الوظائف وسوء الخدمات الصحية والفساد هو ما يدفع الشباب إلى التشدد، مضيفا أن دولا أخرى مثل كولومبيا وجدت طريقا للتعامل مع الجماعات المتشددة.

ومنذ وصوله إلى السلطة، نشر الكاظمي الورقة البيضاء التي تهدف إلى خفض الأجور العامة من 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 12 في المائة. وأضاف أن الطبقة السياسية في البلاد أصبحت كسولة من خلال اعتمادها على النفط.

وخلال جولته في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، وصف الورقة البيضاء بأنها إشارة للمستثمرين الأجانب بأن لديه خطة جادة من ثلاث إلى خمس سنوات لتدريب العراق على عدم اعتماده المفرط على النفط.

متعلقات