كان أحد صانعي اتفاق أوسلو.. وفاة صائب عريقات الذي شاهد "تجربة موته"
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020 الساعة 16:53

بعد أكثر من 20 عاما، كان فيها أحد أبرز الوجوه المعروفة في القيادة الفلسطينية، خاصة في الدوائر الدولية، توفي كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، عن عمر ناهز 65 عاما، جراء إصابته بفيروس كورونا.

وكان عريقات عضوا في حركة فتح، أقوى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وكبير المفاوضين منذ 20 عاما، إذ شارك في مفاوضات عدة لمحاولة تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وعريقات، الذي شغل أيضا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كان أحد كبار مستشاري الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما شغل مناصب رفيعة في عهد سلفه ياسر عرفات. 

ومثّل الأستاذ الجامعي المولود في القدس في العام 1955، شخصية محورية في الساحة الفلسطينية ومحاور لا يمكن تجاوزه للمبعوثين الأجانب، حيث يتحدث الإنكليزية بطلاقة، ويتمتع بحس الفكاهة. 

صعد عريقات إلى الصدارة كشخصية إعلامية في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 في مدريد، إذ كان يتوشح الكوفية الفلسطينية باللونين الأسود والأبيض. 

وحينها كان عريقات ضمن وفد التفاوض الفلسطيني، ولعب دورا في التوصل إلى اتفاق ما عرف بمؤتمر مدريد الذي أفضى في النهاية إلى اتفاق أوسلو الذي وقعه الفلسطينيون مع إسرائيل عام 1993.

لكن عريقات لم يكن ضمن الوفد الفلسطيني المفاوض في أوسلو عام 1993.  

وفي عام 1995، ساعد عريقات في كتابة نص الاتفاق الانتقالي بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة الشهير باتفاق أوسلو 2، الذي حدد مناطق الحكم الذاتي للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة.

وكان عريقات عضوا في البرلمان الفلسطيني منذ العام 1996. وفي 2009، انتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح وفي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقبيل نقله إلى مستشفى إسرائيلي للعلاج من كوفيد-19، كثف التصريحات المعارضة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول خليجية، في ظل عدم وجود اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأفادت مراسلة "الحرة" في القدس، امس الاثنين، بتدهور صحة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات جراء إصابته بفيروس كورونا.

وأيد عريقات حل الدولتين ولذلك كان صوتا فلسطينيا رئيسيا في مناهضة سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب يونيو عام 1967.

وانخرط أمين سر منظمة التحرير، في أحدث محاولة لاستئناف جهود السلام الإسرائيلية الفلسطينية والتي بادرت إليها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لكنها انهارت في أبريل 2014.

يذكر أن عريقات حصل على الشهادة الجامعية الأولى من جامعة سان فرانسيسكو الأميركية، ثم حصل من جامعة برادفورد البريطانية على شهادة الدكتوراه في دراسات السلام.

وعمل لاحقا محاضرا للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس التي تعد من أكبر الجامعات الفلسطينية وأعرقها، في الضفة الغربية من 1979 إلى 1991.

وقد عمل صحافيا في جريدة القدس الفلسطينية لمدة 12 عاما. وألف نحو عشرة كتب. واتخذ من مدينة أريحا قرب القدس مسكنا له ولعائلته. 

وهو متزوج من نعمة عريقات، وله من الأبناء دلال وسلام وعلي ومحمد. 

وفي 2017، خضع عريقات، الذي كان يعاني تليفا رئويا، لعملية زرع رئة في مستشفى بالولايات المتحدة، الأمر الذي أثر على قدرته على تحمل مرض كوفيد-19.

وكان عريقات كشف إصابته بفيروس كورونا في الثامن من أكتوبر الماضي.

وفي 18 أكتوبر، أكدت منظمة التحرير الفلسطينية نقله إلى مستشفى هداسا في القدس، بعد تدهور صحته.

وأشار المستشفى المذكور، في بيان، إلى أن عريقات "وصل في حال خطيرة تستدعي مساعدة وكميات كبيرة من الأوكسيجين (..) وضعه في الساعات الأخيرة كان خطيرا".

"تجربة الموت"

وفي يونيو 2019، أثار عريقات الجدل بعدما تحدث عن تعرضه لـ "تجربة الاقتراب من الموت"، في إطار مقابلة أجراها معه الإعلامي اللبناني طوني خليفة لبرنامج "أول مرة". 

وأكد اعتقاده في وجود "حياة" بعد الموت، وأنه توصل لذلك بعد أن عاش تجربة الاقتراب من الموت أثناء خضوعه لعملية زرع الرئة، الأمر الذي انقسم بشأنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي حينها.

وقال عريقات إن الأطباء أبلغوه أن قلبه توقف خلال العملية على نحو غير متوقع، وأنه "مات" لمدة ثلاث دقائق و20 ثانية.

وأضاف أنه "رأى نفسه (وليس جسده) وهو يمشي بسرعة الريح، ليس في السماء بل في فراغ، فراغ هائل، قد يكون نفقا". ولكنه لم ير أبعاد هذا النفق.

متعلقات