السلوك الإرهابي لـ "الدولة المارقة" واحتجاز الرهائن عقبة في طريق العودة للاتفاق النووي
الجمعة 27 نوفمبر 2020 الساعة 17:36

أثارت قضية إطلاق سراح الأكاديمية البريطانية الأسترالية كايلي مور غيلبرت المحتجزة لديها، مقابل 3 إيرانيين محتجزين في الخارج، قضية عشرات الإيرانيين مزدوجي الجنسية المحتجزين في السجون الإيرانية لأسباب واهية، وبعضهم مهدد بالإعدام، وفقا لصحيفة الإندبندنت.

وذكرت الصحيفة البريطانية أنه بالرغم من أنه تم إطلاق سراح غيلبرت، فإن الرعب مستمر بالنسبة لنازانين زاغاري راتكليف، بريطانية إيرانية، لا تزال قيد الإقامة الجبرية في طهران، مهددة بإعادتها إلى السجن أو اتهامها بارتكاب جرائم أخرى، وناهد تقوي، ناشطة ألمانية إيرانية في مجال حقوق المرأة تبلغ من العمر 66 عامًا، تم القبض عليها مؤخرًا بتهم مشكوك فيها للغاية تتعلق بالأمن القومي.

 هذا بالإضافة إلى الأميركي الإيراني سياماك نمازي، الذي يقضي عقوبة قاسية بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة التجسس المزعوم، كما قضي عالمة الأنثروبولوجيا الفرنسية الإيرانية فاربيا عادل خاه، حكما بالسجن ست سنوات بتهم تتعلق بالأمن القومي.

وأشارت الصحيفة إلى أحمد رضا جلالي، الطبيب السويدي الإيراني المسجون منذ أربع سنوات بتهمة التجسس لصالح أعداء إيران، وذكرت أسرته أنه قد يواجه الإعدام قريبا.

وقالت زوجته فيدا مهراننيا: "إنهم لا يسمحون للمحامين برؤيته، وأكدت أن أولادها لم يروا أبيهم منذ 4 سنوات، وتابعت: "لم أخبر ابني بعد عن حكم الإعدام. أخبرني أحمد أنه إذا حدث له أي شيء، فأخبر ابني أن هناك حادثًا وليس إعدامًا ".

عثرة كبيرة

وأكدت الصحيفة أنه بالنسبة للإدارة القادمة لرئيس الولايات المتحدة المنتخب جو بايدن، والدول الأوروبية التي تأمل في إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة التعامل مع إيران، فإن عادة طهران في أخذ رهائن مدنيين غربيين تشكل حجر عثرة كبيرة في تحقيق ذلك.

من جانبها، حذر تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية، من أن التماهي مع مساومة النظام الإيراني من أجل إطلاق سراح السجناء مزدوجي الجنسية قد يشجع طهران على الاستمرار في "سلوك احتجاز الرهائن".

وذكرت الصحيفة أن هناك تكهنات بأن الإيرانيين مهتمون بمقايضة جلالي في صفقة من أجل الإفراج عن الدبلوماسي الإيراني في بلجيكا، أسد الله أسدي، المحتجز بسبب دوره في خطة تفجير فاشلة، والذي ينتظر المحاكمة.

وقالت الصحيفة "إن إطلاق سراح المعتقلين بعد مفاوضات، يطرح قضايا أخلاقية معقدة، لا سيما ما إذا كانت طهران تحقق ربحا من خلال دبلوماسية الرهائن".

كورقة ضغط

كما أكدت الإندبندنت أن النظام الإيراني يحتج مزدوجي الجنسية والأجانب، لاستخدامهم كورقة ضغط في المفاوضات، كما حدث عندما تم القبض على جيسون رضائيان، مراسل صحيفة واشنطن بوست في طهران، بتهم تجسس وهمية في عام 2015 وأفرج عنه بعد أكثر من عام في الوقت الذي كان يتم فيه تنفيذ الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، وأعيدت أصول إيرانية مصادرة سابقًا بقيمة 400 مليون دولار في طائرة محملة بالنقد.

في حين أن العلاقات بين إيران وأعضاء مجلس الأمن، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا كانت مشحونة منذ فترة طويلة، فإن المحللين في حيرة من سبب تحول الإيرانيين الآن ضد دول شمال أوروبا مثل ألمانيا والسويد التي لطالما كانت شركاء دبلوماسيين واقتصاديين. 

ويعتقد علي فتح الله نجاد، من مركز الشرق الأوسط الأفريقي في جوهانسبرج، بأن إيران تنتقد ضغوطا إضافية بعد إعدامها للمصارع نافيد أفكاري، الأمر الذي أثار إدانة عالمية، وقال "هناك تحرك في ألمانيا لإعادة النظر في العلاقات مع إيران بعد قضية أفكاري. يبدو أن هناك منعطفًا جديدًا".

ويشير الاستهداف المتزايد للأجانب ومزدوجي الجنسية إلى أن البعض في النظام الإيراني قد فقد الأمل في استعادة العلاقات الجيدة مع الغرب، وقال فتح الله نجاد: "النظام مهتم بالتأكيد بالدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة. لكن على الأرجح، فقدوا الأمل مع أوروبا".

وتصر "الدولة المارقة" على القرارات والقوانين والمواثيق الدولية على سلوكها العدواني والإرهابي في كل من أراضيها إزاء المعارضين؛ وخارج أراضيها في المنطقة العربية التي تحاول السيطرة عليها ونشر الفوضى والحروب وللاضطرابات والعصف المذهبي؛ وهو الأمر الذي يجعلها معزولة عن محيطها الاقليمي؛ ويشكل عائقا أمام الاندماج الكامل والطبيعي في الاقتصاد والتكامل الاقليمي والتعاون الدولي .

متعلقات