أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، الأربعاء، توصلها إلى اتفاق مع شركة "شلمبرجير" العالمية للنفط من أجل نقل التكنولوجيا في سبيل إعادة تشغيل الإنتاج من الآبار النفطية.
وأتى الإعلان عن الاتفاق عقب اجتماع ضم رئيس مجلس الإدارة في المؤسسة الليبية، مصطفى صنع الله، مع الرئيس التنفيذي لشركة "شلمبرجير المحدودة"، أوليفيه لو بوش.
وذكرت المؤسسة أن الاجتماع، الذي عقد الثلاثاء، ركز على "مناقشة تطوير سبل التعاون المشترك بين الجانبين، حيث تم التنسيق لعقد سلسة من الاجتماعات المكثفة بشركات القطاع في الفترة القادمة، وذلك لنقل التقنيات المناسبة للقيام بأعمال الصيانة للآبار المقفلة وإعادتها على الإنتاج أو تحسين معدلاته، وذلك عبر التواصل المباشر والتنسيق مع الإدارات المختصة بالمؤسسة والمختصين والفنيين بالشركات النفطية".
وظلت، المؤسسة، التي تعد أبرز المنشآت النفطية في ليبيا، مغلقة منذ يناير الماضي، حينما كان الإنتاج يبلغ 1.2 مليون برميل يوميا، لينخفض إلى حدود 100 ألف برميل يوميا ما تسبب في خسائر مالية مباشرة تخطت 10 مليارات دولار.
وتواصل الإغلاق ثمانية أشهر متواصلة قبل إعلان المشير خليفة حفتر، الرجل النافذ في شرق البلاد، إعادة إنتاج وتصدير النفط منتصف سبتمبر الماضي وفق "شروط" تضمن "التوزيع العادل" لعوائده.
وظلت أهم المنشآت النفطية الواقعة تحت سيطرة قوات حفتر مغلقة احتجاجا على ما وصفه باستغلال حكومة طرابلس عوائد النفط لجلب "الإرهابيين والمرتزقة".
وتشهد ليبيا فوضى وأعمال عنف منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عسكرياً.
على مدار الشهور الماضية، شهدت الأزمة الليبية اجتماعات ومفاوضات عديدة في مصر وتونس والمغرب وجنيف وبرلين، كان أبرزها الاجتماعات التي ترعاها الأمم المتحدة، وأقيمت في تونس في مطلع الشهر الجاري، وتوصلت إلى الاتفاق إلى إجراء انتخابات تشريعية في نهاية ديسمبر 2021، وساد تفاؤل دولي بقرب التوصل إلى حل سلمي للأزمة المستمرة منذ 10 سنوات
وتفاقمت الأزمة قبل أكثر من عام بعدما شنّ المشير خليفة حفتر هجوماً للسيطرة على العاصمة طرابلس حيث مقرّ حكومة الوفاق الوطني التي استعادت السيطرة على غرب ليبيا بالكامل إثر معارك، انتهت مطلع يونيو الماضي، بانسحاب قوات حفتر باتجاه مدينة سرت (وسط).
ورغم إعلان الأمم المتحدة توقيع اتفاقا لوقف إطلاق النار بشكل دائم وانطلاق المفاوضات بين الأطراف المتنازعة مؤخرا، إلا أن المحادثات المهددة بالانهيار قد يثير غيابها عودة الصراع العسكري مجددا.