"الميليشيات الموالية لإيران تحتل مناطقنا".. تحذيرات من إجبار النازحين في العراق على العودة لجحيم أكبر
السبت 19 ديسمبر 2020 الساعة 19:09

يواصل خبراء حقوق الإنسان التحذير من خطورة خطوة الحكومة العراقية التي لا تزال تحت تأثير القوى الشيعية الموالية لإيران؛ والقاضية تلك الخطوة يإغلاق مخيمات النزوح المختصة باللاجئين السنة؛ والمنتشرة في أنحاء البلاد، وإجبار العائلات على العودة لمنازلهم المدمرة، وسط غياب واضح للخدمات الأساسية والمرافق الصحية الضرورية.

وتأتي عمليات الإغلاق مع حلول فصل الشتاء وانتشار وباء كورونا، مما يزيد من خطورة أن يواجه العائدون مشاكل تتعلق بالحصول على المساعدات التي كانت متوفرة بشكل أو بآخر داخل المخيمات.

وينقل موقع "بزنس إنسايدر" عن عمال إغاثة وجماعات معنية بحقوق الإنسان القول إنه بدون خطة واضحة لما هو قادم، فإن حياة النازحين العراقيين في خطر.

وقالت الباحثة في قسم النزاعات والأزمات في منظمة هيومن ورايتس ووتش بلقيس والي إن "قرار الحكومة بإغلاق هذه المعسكرات يترك آلاف الأشخاص بلا مأوى، أو ماء أو طعام". 

في مخيم مدينة الحبانية السياحية، الذي أغلقته الحكومة العراقية في 11 نوفمبر ويقع على بعد 80 كيلومترا غرب بغداد، لم يتبق سوى 270 عائلة نازحة لا تمتلك أي مكان آخر تذهب إليه.

وقال أحد السكان ويدعى ناصر حميد الشيخ، إن مسقط رأسه جنوب بغداد لا يزال محتلا من قبل الميليشيات الموالية لإيران.

وأضاف أن "منازلنا دمرت بالكامل، لكن المشكلة ليست في هذا التدمير، بل في أننا لا نستطيع أصلا رؤية هذه المنازل المدمرة، لأن السلطات تمنعنا من ذلك".

وتقول والي إن"المشكلة هي أن الحكومة أخبرت العائلات أن أمامها 24 ساعة لمغادرة المخيمات". 

وتشير إلى أن "العائلات تعرف أنها لا تستطيع العودة إلى منازلها وهي الآن تحاول جاهدة إيجاد مكان آخر يمكنهم الذهاب إليه وهم لا يمتلكون المال الكافي لاستئجار شقة في مدينة أخرى قريبة".

وبدأ العديد من العراقيين الفرار من ديارهم في عام 2014 عندما بدأت الحرب ضد تنظيم داعش. وأدى الصراع إلى نزوح 6 ملايين عراقي أو ما يقارب 15 في المئة من سكان البلاد.

وخلال السنوات التي تلت دحر التنظيم المتطرف في عام 2017 عادت الكثير من العائلات النازحة إلى مناطقها الأصلية، فيما بقي آخرون يعيشون في 43 مخيما رسميا أنشأتها وكالات إغاثة مختلفة في جميع أنحاء البلاد.

وتسببت المليشيات الموالية لإيران في دمار شامل علئ كل الأصعدة في البلد الذي كان يعد أرغد وأرقى بلد عربي تعليميا وبنى تحتية واقتصادا حتى تم التآمر عليه وإدخاله في أتون حروب وحصار مدمر ثم حرب استفادت منها إيران للانتقام من البلد العربي الوحيد الذي واجهها ووجه إليها هزئم مذلة في أعوام الحرب في ثمانينيات القرن الماضي.

متعلقات