بعد اعلان تشكيلة الحكومة الجديدة تتجه الانظار الى ابرز المهام التي تضطلع بها حكومة دولة رئيس الوزراء معين عبد الملك، بعد ضائقة سياسية شهدتها اليمن طيلة الفترة السابقة .. وبحسب مراقبين فان امام هذه الحكومة مهمام صعبة أبرزها الحفاظ على استقرار العملة النقدية وحل إشكالية المرتبات، الى جانب توفير الخدمات لمواطني المحافظات المحررة، بالاضافة الى ادارة المعركة العسكرية مع مليشيات الحوثي المدعومة من ايران.
مواجهة التحدي الاقتصادي
ونقلت الوكالة الروسية في تقرير لها أبرز المهمام التي تنتظر حكومة معين عبدالملك، والتي تعد من ابرز المعوقات التي مثلت حجر عثرة امام الحكومات المتعاقبة منذ اعلنت عدن عاصمة مؤقتة للشرعية ومنها: تحويل الإيرادات النفط والضرائب الجمركية للبنك المركزي في عدن، بالاضافة الى تفعيل أجهزة الرقابة وعلى رأسها تعزيز الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وإعادة تشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وتفعيل دور المجلس الاقتصادي الأعلى.
وبحسب تقيم خبيرة الشؤون السياسية فاطمة الاسرار الباحثة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن أن اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية خلق شروط مواتية من شأنها ان تساعد في نجاح حكومة الدكتور معين عبدالملك وتمكينها من معالجة واحتواء كافة الازمات، سيما في ظل استقرار سياسي يعد الاول من نوعه الذي تشهده اليمن منذ تولي الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس لليمن.
خلق حلول جوهرية
وقال المتحدث السابق باسم شركة النفط اليمنية انور العامري ان امام دولة رئيس الوزراء تحديات صعبة أبرزها معالجة الإختلالات السابقة، وخلق حلول جوهرية تمكنه من تجاوزها .. أبرزها معالجة الانهيار الاقتصادي ليتمكن من النهوض بالدولة اليمنية واعادتها الى ماكانت عليه قبل انقلاب مليشيات الحوثي.
وأكد العامري أن حكومة معين تمتلك القدرة للقيام بكل ما هو متاح أمامها لمعالجة كافة الإختلالات .. وعليها ان تستفيد من حالة الاستقرار السياسي بعد ازالة أبرز التوترات التي شكلت عائقا في السابق في ظل رعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي .. معتبرا أن إسهامات الأشقاء سيكون لها أثر كبير في تعزيز الاستقرار الاقتصادي الامر الذي سيكون له انعكاسات ايجابية على المواطن.
ادارة الملف السياسي والعسكري
ويرى مراقبون مهتمين بالشأن اليمني أن اليمن ستشهد خلال الفترة القادمة حالة استقرار سياسي كبيرة .. الامر الذي سيمكن الحكومة من التفرغ لادارة الجانب العسكري مع مليشيات الحوثي سيما بعد توحيد كافة القوى العسكرية وأنهاء المعارك العسكرية بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية .. لافتين الى أن توحد القوى العسكرية في وجه مليشيات الحوثي سيكون له اثرا كبيرا في تعزيز موقف الحكومة الشرعية في أي مفاوضات قادمة.
ملفات صعبة
بدوره أكد دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لوكالة الانباء اليمنية سبأ بعد اعلان تشكيل الحكومة: أن أمام حكومته ملفات صعبة وعي بحاجة إلى بذل جهود حقيقية ومضنية لحلها ابرزها تتعلق بالجانب الاقتصادي والعسكري.
وتعهد دولته ببذل أقصى الجهود لحل جميع الإشكاليات والأزمات التي تشهدها اليمن والاسراع في تلافي الأزمة الاقتصادية واعادة استقرار للعملة النقدية، ومراقبة السلع الغذائية، وذلك بما يسهل للمواطن الحصول على متطلباته من السلع التموينية، الى جانب الاهتمام بالجانب العسكري وتسهيل كل الامكانيات لإنجاح العمليات العسكرية في مواجهة مليشيات الحوثي حتى استعادة كل شبر من تراب الوطن.
ويجمع الكثير من المراقبين السياسيين أن نجاح اليمن في تشكيل حكومة كفاءة مناصفة بين شمال اليمن وجنوبه يعزز من فرصة نجاح حكومة الدكتور معين عبدالملك في حلحلة الكثير من الملفات العالقة ووضع حد للأزمات المتلاحقة وإخراج اليمن من النفق المظلم الذي تعيشه .. لافتين الى أن استمرار دعم الأشقاء في دول التحالف للحكومة سيساهم في تمكينها من تجاوز ضائقتها المالية ويمثل ضمان الى عدم اعادة التوتر بين الفرقاء السياسيين اليمنيين.
* نقلا عن "الحكمة نت"