تواصل حكومة الكفاءات السياسية الجديدة بقيادة الدكتور معين عبدالملك ، مساعيها الجادة وبوتيرة عالية القيام بالمهام والواجبات المناطة بها منذ وصولها إلى العاصمة المؤقتة عدن الأربعاء الماضي ، وسط تأكيدات رئيس الوزراء على أن المرحلة دقيقة وخطيرة والتحديات القائمة تحتاج إلى إدارة قادر على تجاوز الصعوبات واجتراح الحلول للمشاكل التي تمس حياة ومعيشة المواطنين، والعمل وفق طرق مختلفة لإدارة الأمور ورفع قدراتها لتحسين الإيرادات وإعادة توزيع أولويات الحكومة واتفاق الرياض.
واستكمالا للجزء الأول من هذا التقرير الذي تناولنا فيه (شجاعة وثبات الحكومة وسرعة تعاملها مع تبعات الهجوم الارهابي على مطار عدن والاهتمام بالجرحى وسرعة معالجة الدمار الذي لحق بالمطار وإعادة تشغيله ، ورفع اليقضة وتوحيد الجهود الأمنية ، ومباشرة أعمال الحكومة عقب ساعات من الهجوم الارهابي ، والاجتماع بقيادة البنك المركزي ، وحرص الحكومة على وضع الحلول والمعالجات لضمان استقرار اسعار الصرف ، والتوجيهات الحكومية لكبار التجار لخفض اسعار السلع الغذائية ، وإعادة تفعيل دور وزارة الصحة واللجنة العليا لمواجهة كورونا .. الخ) ... يمكنكم الاطلاع على الجزء الأول من التقرير بشكل مفصل من خلال الضغط هــــــــــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــا
https://al-hekmah.net/news43824.html
نستعرض معكم في الجزء الثاني من التقرير أبرز الملفات والتحركات الحكومية خلال الأيام الأولى من عودتها إلى عدن.
حل المشكلات العالقة
وانطلاقا من عدن التي كانت وستظل قلب اليمن النابض والنهوض بها هو بوابة ومفتاح النجاح، ما يتطلب التعامل مع المشكلات المتراكمة التي واجهتها خلال الفترة الماضية بتفكير مختلف، فاستقرار وأمن عدن في أولويات القضايا، لأن أمنها واستقرارها ونجاحها يهمنا جميعا ، ذلك ما أكده رئيس الوزراء الدكتور "معين عبدالملك" الذي عقد اجتماعاً موسعا بقيادة المكتب التنفيذي بالمحافظة لمناقشة أولويات المرحلة القادمة والدور التكاملي على المستوى المركزي والمحلي للنهوض بالواقع الخدمي والتنموي وترسيخ الأمن والاستقرار وتنشيط الموانئ والمطار والمنطقة الحرة والمصافي، وتحسين معيشة المواطنين.
محاربة الفساد
وفي حين أكد رئيس الوزراء ، أن الحكومة على الأرض وستبدأ المعركة ضد الفساد الذي وصفه باللعنة والجريمة و في زمن الحرب خيانة ، شدد على أهمية استغلال الوقت والإسراع في تدشين المرحلة والبداية الجديدة للارتقاء لمستوى التطلعات والعمل من أجل أن تتحول الآمال الشعبية المعقودة على الحكومة إلى واقع ملموس ، وخاصة في الجانب المعيشي والخدمي والإنساني والاقتصادي ، مؤكدا أن الحكومة ستراقب ذلك عن كثب ، محذرا أي جهة تحاول استغلال الظروف لزيادة الأعباء على المواطنين سيتم التعامل معها بحزم.
عمل بروح الفريق الواحد
وعلى الرغم من تأكيد رئيس الوزراء على خطورة المرحلة وعدم امتلاك الحكومة حلول سحرية وتعويلها على الترابط الشعبي والوحدة الوطنية التي جسدتها حكومة الكفاءات السياسية الجديدة لتطبيع الأوضاع وتثبيت الأمن والاستقرار .. أنطلق أعضاء الحكومة بروح الفريق الواحد ، كلا في مجال اختصاصه لتنفيذ البرنامج الحكومي المنبثق عن اتفاق الرياض ، والذي يرتكز بحسب رئيس الوزراء على التعافي الاقتصادي ومعركة استكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ، مؤكدا في الوقت ذاته على أن السلطات المحلية في المحافظات جزء لا يتجزأ من تنفيذ هذا البرنامج وشريكه في تنفيذه.
اولويات المحافظات المحررة
وفي هذا الصدد ، عقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور "معين عبدالملك" اجتماعا عبر الاتصال المرئي، بمحافظي المحافظات المحررة، كرس لمناقشة الأولويات المحلية في المرحلة القادمة وما يمكن أن يتم تضمينه من خطط السلطات المحلية في البرنامج العام للحكومة وفق الاحتياجات العاجلة للمواطنين ، مؤكدا على أهمية تنفيذ معالجات سريعة للأوضاع المعيشية والاقتصادية وفق برامج واقعية قابلة للتطبيق ، مشددا على ضرورة تعزيز اليقظة الأمنية واتخاذ كل التدابير اللازمة لرفع الجاهزية، على طريق استكمال معركة استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، ووضع حد للأعمال الإرهابية والاجرامية الحوثية.
تحسين الايرادات
وشدد رئيس الوزراء على أهمية عمل السلطات المحلية وفق طرق مختلفة لإدارة الأمور ورفع قدراتها لتحسين الإيرادات وإعادة توزيع أولويات الانفاق، وقال "لن يساعدنا أحد اذا لم نساعد انفسنا أولا" ، وتطرق رئيس الوزراء الى أولويات الحكومة لتنفيذ المزيد من السياسات لتحسين سعر صرف العملة، ودفع المرتبات وانتظامها وإصلاح الاختلالات الإدارية والمالية القائمة، إضافة الى الجوانب المتصلة بتطبيع الأوضاع وتحسين الخدمات ودعم جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي وغيرها.. معربا عن ثقته انه بتكاتف جهود الجميع سيتم تحقيق إنجازات نوعية تنعكس على مستوى حياة ومعيشة المواطنين اليومية.
تفعيل الاداء
وفي سياق متصل ، عقد وزير النفط والمعادن الدكتور "عبدالسلام باعبود" اجتماعاً بقيادة الوزارة لتدشين خطة عمل جديدة للقطاع البترولي والمعدني خلال الفترة المقبلة 2021 ، ومناقشة سبل تطوير وتفعيل الأداء وزيادة الإنتاج وتوسيع فرص العمل، بما يسهم في جذب الشركات ورؤوس الأموال للاستثمار في القطاع البترولي والمعدني في اليمن ، موجها بالعمل على تطوير وتحفيز القطاعات النفطية المنتجة، لاسيما المناطق التي تتمتع بالاستقرار ، والتي تعد بيئة مشجعة للشركات الاستثمارية ، مشددا على الهيئات والوحدات التابعة للوزارة العمل على تعزيز دور المؤسسات النفطية وتنفيذ المهام والخطط التنموية ؛ وبما يتواكب مع توجيهات الحكومة الرامية لتعزيز البنية الإدارية والرقابية للمؤسسات الحكومية.
تنمية الزراعة والاسماك
وتنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ، عقد وزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء "سالم السقطري" اجتماعا موسعا لمناقشة الجوانب المتعلقة بالنهوض بالقطاع الزراعي والسمكي ، وخطة عمل الوزارة للعام 2021م ، والصعوبات التي تواجه العمل وآلية معالجتها والخطط والبرامج والاستراتيجيات المتعلقة بتنمية القطاعين الزراعي والسمكي الحيويين والهامين، وأهمية التكاتف للنهوض بدور مؤسسات الدولة وتصحيح الاختلالات بما يسهم في إحداث نقلات نوعية في مختلف القطاعات والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
تعافي الاقتصاد
إلى ذلك أكد وزير المالية "سالم بن بريك"، في اجتماع موسع مع قيادة الوزارة ، على أهمية إعادة بناء المؤسسات المالية للدولة وتحصيل الموارد ، للمساهمة في تعافي ونهوض الاقتصاد الوطني ، وفقا لخطة الحكومة في الجانب الاقتصادي ، مشددا على أهمية التركيز على تعزيز الشراكة القائمة مع الشركاء والمانحين من الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي لضمان نجاح خطط ومساعي انتشال البلاد من الأوضاع الراهنة في مختلف مجالات وقطاعات الحياة، مؤكدا على ضرورة تكاتف جهود الجميع لمواجهة التحديات وضمان تجاوزها والتغلب عليها ، والإسهام في تحسين العملة الوطنية وانعكاس ذلك بشكل إيجابي على الحياة المعيشية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وفقا للإمكانيات المتاحة.
تحسين مستوى التعليم
وزير التربية والتعليم "طارق العكبر" ، بدوره عقد اجتماع موسع بقياداة الوزارة لمناقشة جهود سبل تطوير العملية التعليمية والتربوية ومعالجة أوضاع المعلمين والطلاب ومواصلة تحقيق النجاحات والأهداف المنشودة ، مشدداً على أهمية العمل بروح الفريق الواحد وتكاتف الجهود للنهوض بواقع التعليم وأحوال المعلم ، مؤكدا على أهمية العمل ضمن خطة إستراتيجية لضمان تحسين مستوى التعليم ، وخلق جيل المستقبل وبناء الوطن، وفقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بشأن عمل الحكومة بكامل طاقتها من العاصمة المؤقتة عدن.
تنمية الموارد
وضمن استراتجية الحكومة الهادفة لتطبيع الأوضاع العامة والدفع بعجلة التنمية نحو الأمام ، عقد وزير النقل الدكتور "عبدالسلام حميد"، اجتماع موسع بقيادة الوزارة لمناقشة جهود النهوض بقطاعات النقل الجوية والبحرية والبرية الحيوية والإستراتيجية ، والصعوبات التي واجهتها في المرحلة السابقة وكيفية التغلب عليها في المرحلة القادمة ، لافتا إلى إيلاء الحكومة بموجب توجيهات فخامة رئيس الجمهورية وتوجهات حكومة الدكتور معين ، اهتماما خاصا بقطاع النقل للارتقاء به ، من خلال تنفيذ المشاريع ذات الأولويات واعتماد الخطط الإستراتيجية التي تهتم بتقديم الخدمات والتسهيلات للمواطنين وتساهم بشكل وثيق في تنمية الموارد ، مشددا على المضي قدما صوب إحداث نقلة نوعية شاملة في مجالات النقل تشمل تقديم خدمات متميزة باعتبار أن قطاع النقل يعد ركيزة أساسية تساهم بشكل كبير في الدفع بالحركة الاقتصادية للأمام وتعافي الاقتصاد الوطني.
تحسين خدمات المياة
كذلك ناقش وزير المياه والبيئة المهندس "توفيق الشرجبي" في اجتماع موسع ، مستوى الأداء المؤسسي والإداري لأنشطة مكاتب وفروع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي والمشاريع المنفذة بهذا المجال وخطة عمل مهام وأنشطة المرحلة القادمة ، مؤكدا حرص الوزارة على أداء المهام والمسؤوليات الموكلة لها على أكمل وجه للنهوض بمنظومة قطاع المياه وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين، وذلك وفقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
تلبية متطلبات المواطنين
وفي سياق تفعيل الدور الحكومي على أرض الواقع ، اطلع وزير الخارجية وشئون المغتربين الدكتور "احمد عوض بن مبارك" ، على سير العمل ومستوى الانجاز في دوائر واقسام ديوان الوزارة في العاصمة المؤقتة عدن ، موجها ببذل مزيد من الجهود لتلبية متطلبات المواطنين والنهوض بالأداء بما يتناسب مع مستوى ومكانة وزارة الخارجية بكادريه الدبلوماسي والاداري في الديوان والسفارات اليمنية في مختلف الدول ، مشددا على اهمية مواكبة التوجه العام للحكومة التي تمارس عملها من العاصمة المؤقتة عدن في اطار اعادة احياء المؤسسات الرسمية للدولة وتطبيع الحياة وانعاش المرافق الحكومية واستكمال عمل الوزارات المختلفة.
الاهتمام بأسر الشهداء
واستكمالا لتوجيهات رئيس الوزراء ، ناقش وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور "محمد الزعوري"، مع مدير عام دائرة رعاية الشهداء والجرحى أحمد قاسم، جهود الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى وتقديم الرعاية الكاملة لهم ، بالإضافة الى اجتماعه بالمسؤولين في الدائرة والمركز اليمني للدراسات الاجتماعية وبحوث العمل ، وإدارة الأسر المنتجة في إطار جهود إعادة تفعيل العمل الإداري والبناء المؤسسي.
تفعيل النشاط الثقافي
من جهته جدد وزير الإعلام والثقافة والسياحة "معمر الارياني" التأكيد على أهمية طي صفحة الماضي، وتسخير كافة الجهود والامكانات والعمل الثقافي والابداعي في معركة التصدي للمشروع الايراني واداته الحوثية ، داعيا إلى تفعيل النشاط الثقافي والمسرحي والحياة الفنية في كل المحافظات المحررة ، مؤكدا أن الوزارة وبالتشاور مع وزارتي التربية والتعليم العالي والتدريب المهني ستوقع اتفاقية لاعادة المسرح المدرسي ، والذي يهدف إلى تفعيلها بالمدارس والجامعات في سياق المعركة الوطنية ضد المليشيا الحوثية المدعومة من ايران ، مشددا على سرعة عودة جميع القيادات العاملة في مختلف قطاعات الوزارة إلى العاصمة المؤقتة عدن لمباشرة مهامهم.
وتجدر الإشارة الى ان هذه الحركة النشطة التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن ، تتضمن كافة الوزارات والقطاعات والمؤسسات الحكومية ، وسط تفاؤول شعبي ورسمي ودعم محلي واقليمي ودولي واسع ، لضمان نجاح الحكومة واستمرارية عملها بذات الوتيرة حتى استكمال اهدافها وفرض الأمن والاستفرار وتحقيق التعافي الاقتصادي والتنموي بما يضمن انتشال البلاد من حالة الانهيار التي تسببت بها مليشيات الحوثي الإنقلابية المدعومة من نظام الملالي الإيراني ، والدفع بعجلة التنمية نحو الأمام لتحقيق تطلعات وآمال الشعب اليمني .. وهو ما أكد عليه دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك بالقول : "الأشهر القادمة هي فترة اختبار حقيقي للحكومة أمام المواطنين ولا سبيل آخر إلا الارتقاء لمستوى التطلعات والعمل معا من أجل أن تتحول هذه الآمال المعقودة إلى واقع خاصة في الجانب المعيشي والخدمي والإنساني والاقتصادي".
المصدر: الحكمة نت