تشهد محافظة مأرب تصعيداً عسكرياً من قبل الميليشيا الحوثية الانقلابية المرتهنة لإيران في جميع الجبهات المحيطة بمأرب، وجبهات الجدعان، شمال غرب المحافظة، إضافة إلى جبهات شرق الجوف، التي يحتدم فيها القتال، والمعارك البطولية التي كبدت المليشيا خسائر كبيرة في عتادها القتالي وأرواح عناصرها.
ويأتي التصعيد بالتزامن مع مساع دولية حثيثة لإنهاء النزاع والبحث عن تسويات سياسية، إلا أن المليشيا رأت فيها لتشن هجمات عنيفة على محافظة مأرب، وهو الأمر الذي فسره متابعون بمحاولات منها لكسب المعركة، ومن ثم تحسين شروط التفاوض، إلا أن المعركة في مأرب التي يخوضها الجيش والمقاومة هي معركة فاصلة، يراها اليمنيون بأنها حائط صدّ منيع للجمهورية، ومعركة حاسمة ضد الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، والذي يتمثل في الجيش وأبناء مأرب وغيرهم من رجال المقاومة الشعبية من أبناء المحافظات اليمنية، ممن وقفوا حجر عثرة أمام مشروع إيران في بلادهم، وهزيمة ذراعها الخبيث على أسوار المحافظة.
ومنذ 11 يوماً بذلت فيها المليشيا الحوثية الإرهابية كل قدراتها العسكرية إلا أنها لم تحقق نجاحاً واحداً، فضلاً عن الخسائر الكبيرة، التي لحقت بها إزاء كسر جميع هجوماتها من أبطال الجيش الوطني، الذين خاضوا المعركة باقتدار كبير، وتكتيكات عسكرية جديدة، أربكت منهجية المليشيا العسكرية الوافدة من نظريات الحرس الثوري الإيراني في عمليات اجتياح المدن.
اصطفاف وطني كبير
المواجهات الأخيرة في محافظة مأرب وجدت التفافاً شعبياً واسعاً مع الجيش الوطني في معركته، عن ذلك يقول وكيل وزارة الإعلام لشؤون الصحافة أحمد ربيع إن المعركة الدائرة اليوم في مأرب هي معركة الجمهورية، وهي أم المعارك.. مضيفاً في إطار حديث لـ “سبتمبر نت” أن الشعب اليمني يدرك ذلك ويبدي اصطفافاً واسعاً خلف الجيش الوطني ورجال القبائل.
وأكد أن الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة يدافع عن الجمهورية والثورة والمكتسبات الوطنية، كما أنه يدافع محافظة أصبحت اليوم تضم 3 ملايين نازح ممن شردتهم المليشيا الحوثية الإرهابية من منازلهم ومناطقهم.
وأوضح أن المليشيا الانقلابية سطت على كل شيء وعبثت بالدولة وانتهكت الحقوق وأحدثت الدمار والشرخ الاجتماعي وارتكبت جرائم ضد الإنسانية.. مؤكداً بأنه لا يوجد خيار أمام اليمنيين غير المواجهة لاستعادة الدولة المسلوبة وإرساء دعائم دولة النظام والقانون المرتكز على المواطنة المتساوية، التي لا تبنى على الفئوية والتمييز.
صد منيع عن الجمهورية
ويرى كثير من اليمنيون بأن مأرب هي أهم معاقل الشرعية وحائط الصد الأخير والمنيع عن الجمهورية، منهم الباحث فهد سلطان، الذي يرى بأن الاصطفاف الشعبي الرهيب في الدفاع عن مأرب هو دفاع في المقام الأول عن رمزية الجمهورية وقلعتها في مأرب.
وأضاف سلطان لـ “سبتمبر نت” في مأرب تشكّلت أول نواة للمقاومة بُعيد الانقلاب الكبير عام 2014، مشيراً إلى أنه بالوقت الذي أصيب به الجميع بالذهول عقب الانقلاب كانت مأرب تتجاسر وتتماسك بإمكانيات بسيطة وتشكّل أول نواة للمقاومة .. موضحا أن مأرب لا يمكن أن تكون حاضرة للإمامة وهي لم تكن كذلك قديماً.. مستطرداً “محاولات دخول الحوثي إلى مأرب مغامرة غير محسوبة العواقب.
وقال إن الحوثي حاول التصعيد في مأرب بجهل منه بواقعها، معتقداً أنه يستطيع أن يصنع فارقاً بالحشود ومتجاهلاً أن مأرب ومعها كل اليمنيين لا يمكن أن تعود إلى زمن العبودية ولهذا تحديداً كان هناك شعور شعبي كبير بالرفض المطلق والاستبسال الرهيب والصمود الأسطوري أمام محاولات الاجتياح.
صمود
رغم التحشيد إلا أن الحوثيين لم يحققوا أي تقدم في جبهات مأرب، بل وكبدتهم قوات الجيش خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، كما تحدث البعض عن خلافات في صفوف القيادات السياسية والميدانية ناتجة عن سوء تقديرهم للمعركة وخسائرهم الكبيرة.
وقال الناشط جمال علي جمال إن جميع الأنساق الحوثية التي تتقدم تُباد بأيدي الأبطال في الجيش مسنوداً برجال القبائل، مضيفاً أن من يتبقى من ميليشيات الحوثي يتم أسره.
وأشار الصحفي عبدالإله البوري إلى أن المليشيا الحوثية تعرضت لصفعة حرب في كل جبهات مأرب، منها جبهة المشجح غرب محافظة مأرب حيث وفي المعارك الأخيرة لقي العشرات من المليشيا الحوثية ضربات قاسية من أفراد الجيش الوطني والقبائل أودت بحياة الكثير منهم وأصابت آخرين.
المصدر: سبتمبر نت