سوق النفط ينتظر قرارات هامة مطلع مارس المقبل
الثلاثاء 23 فبراير 2021 الساعة 16:58

يلتقي منتجو النفط الرئيسيين في اجتماع بالأسبوع الأول من مارس، حيث سيتم مناقشة قرارات هامة تتعلق بالإنتاج، واتفاقات التخفيض، فيما بدأت تظهر بوادر خلافات بين الرياض وموسكو.

ووفق تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، فإن الرياض تريد حث بقية الدول الأعضاء والمشاركين في اجتماعات أوبك على  تمديد اتفاقات التخفيض لكميات الإنتاج، خاصة وأنه رغم ارتفاع الأسعار لا تزال المخاطر من جائحة كورونا مستمرة.

وأشار إلى أن موسكو لا تريد تمديد اتفاقات التخفيض وترغب في زيادة الإنتاج، وهو ما يثير المخاوف من خلاف حاد في سوق النفط على غرار ما شهده العام 2020، عندما اشتعلت حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا.

وكان ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي قد صرح مؤخرا، أن موسكو تدعم الزيادة التدريجية في إنتاج النفط، خاصة في ظل تحسن الطلب، وتزايد توزيعات لقاحات كورونا حول العالم.

ويرى مراقبون أن السعودية ستحفز المنتجين بتخفيضها مليون ونصف برميل يوميا كتخفيض طوعي خلال فبراير ومارس.

ومنذ بداية العام تحسنت أسعار النفط وارتفعت بنحو 20 في المئة، وسط توقعات بتحسن الطلب خلال 2021.

ولا تزال مخزونات النفط حول العالم في مستويات متوسطة، وفق وكالة الطاقة الدولية، والتي تتخوف من أنها ستعود للارتفاع خلال الربع المقبل من العام الحالي، خاصة بعدما يتعافى قطاع النفط الأميركي الذي تعرض لضربة كبيرة بسبب موجة الصقيع التي أوقفت مصافي النفط عن العمل.

وخلال 2020 خسرت أسعار النفط الكثير بعد فقدان العالم لشهيته على استهلاك النفط الخام، حيث بلغ متوسط سعر خام برنت 51 دولار للبرميل.

لكن الأسعار تراجعت في وقت لاحق بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19 خصوصا مع ازدياد الخسائر في مارس حين نفذت الدول عمليات إغلاق وأغلقت الشركات أبوابها للحد من انتشار المرض.

وأدت القيود المشددة إلى كبح طلب القطاعات التي تستخدم النفط بشكل أساسي مثل الطيران، مع توقف الطائرات في كل أنحاء العالم فيما دخل الاقتصاد العالمي في حالة ركود.

وفي الوقت نفسه، واجهت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" صراعا داخليا هائلا.

وانهارت العقود الآجلة للنفط على خلفية حرب أسعار شرسة بين السعودية القائدة لمنظمة أوبك وروسيا وهي عضو رئيسي في مجموعة أوبك + الموسعة.

ورفضت روسيا طلب السعودية خفض إنتاجها لمواجهة التراجع الناتج عن الفيروس في الطلب على الخام.

وردا على ذلك، خفضت السعودية، أكبر مصدر عالمي، أسعارها وزادت الإنتاج للحفاظ على حصتها في السوق في مواجهة المعارضة الروسية.

وقد أدت حرب الأسعار هذه، إضافة إلى الوباء المتفاقم، إلى تدهور أسعار النفط، بل حتى إلى تحول سعر خام نيويورك الخفيف إلى سلبي لفترة وجيزة.

وفي 20 أبريل، انهار خام غرب تكساس الوسيط إلى سالب 40 دولار للبرميل، ما يعني أن المنتجين دفعوا للمشترين لأخذ النفط المتراكم لديهم.

وانحدر سعر خام برنت إلى 15 دولار وهو قاع لم يبلغه منذ أكثر من عشرين عاما.

وحصل سوق النفط على اندفاعة قوية في نوفمبر وديسمبر مع تطوير العديد من لقاحات كوفيد-19 التي أحيت الآمال في العودة إلى الحياة الطبيعية وانتعاش الطلب على مصادر الطاقة.

وانتعشت الأسعار ايضا بعدما أبرمت أوبك وحلفاؤها اتفاقا في أوائل ديسمبر لزيادة الإنتاج خلال الأشهر المقبلة لكن بنسبة أقل مما كان متوقعا في اتفاقهم السابق.

متعلقات