اتفقت السعودية والعراق، الأربعاء، على تأسيس صندوق مشترك يقدر رأس ماله بثلاثة مليارات دولار، بحسب بيان مشترك، أكد دفع المزيد من المشاريع الاقتصادية بين البلدين.
واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، في الرياض، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يقوم بزيارة للمملكة طال انتظارها بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وذكر البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية، أن "الصندوق يأتي "إسهاماً من المملكة العربية السعودية في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية في جمهورية العراق بما يعود بالنفع على الاقتصادين السعودي والعراقي وبمشاركة القطاع الخاص من الجانبين".
واتفق الجانبان، على "التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة وتفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة، تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي العراقي".
وأكد البيان "ضرورة الاستمرار في التعاون وتنسيق المواقف في المجال البترولي، ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) واتفاق (أوبك +)، مع الالتزام الكامل بمقتضيات الاتفاق، وآلية التعويض، وبجميع القرارات التي تم الاتفاق عليها، بما يضمن استقرار أسواق البترول العالمية".
والعراق هو ثاني مصدّر للنفط في منظمة أوبك بعد السعودية.
وتأتي الزيارة بعد إعادة فتح معبر عرعر الحدودي للمرة الأولى بين البلدين بشكل رسمي، في نوفمبر، بعد إغلاقه عام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت في ظل حكم صدام حسين، ولم يجر فتحه رسميا باستثناء مواسم الحج.
ووقّع البلدان، الأربعاء، اتفاقيات ثنائية شملت اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية للتعاون في مجال التخطيط التنموي للتنوع الاقتصادي وتنمية القطاع الخاص، واتفاقية تمويل الصادرات السعودية.
وأعطى اللقاء على ما يبدو دفعة لمشروع الربط الكهربائي بين السعودية والعراق، حيث أكد البيان على إنجازه لأهميته للبلدين.
وأشار البيان إلى اتفاق البلدين على تعزيز فرص الاستثمار للشركات السعودية ودعوتها إلى توسيع نشاطاتها في العراق وفي مختلف المجالات وفي جهود إعادة الإعمار.
وعلى صعيد القضايا الإقليمية، اتفق الجانبان على تكثيف التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وبما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وضرورة إبعادها عن التوترات وأسبابها، والسعي المشترك لإرساء دعائم الأمن والاستقرار المستدام.
وشدد الجانبان على أمن وسلامة واستقرار المنطقة، وحث جميع دول الجوار الالتزام بمبادئ حُسن الجوار، والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
والكاظمي، المعروف بمحافظته على علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي، يسير على حبل دبلوماسي مشدود في العلاقة مع طهران والرياض، إذ غالبا ما تجد بغداد نفسها عالقة في النزاع بينهما وبين حليفتها واشنطن أيضا.